الأخ عباس عيسى
إنّ لحركة أمل محطات كثيرة ونوعية في مسيرتها الجهادية دفاعا عن الوطن والإنسان، وفي سبيل غد أفضل..
ولعل انتفاضة السادس من شباط هي من أبرز هذه المحطات التي جاءت نتاج مسار تراكمي لتضحيات الحركة ولمستوى حضورها في المشهد الوطني العام…
وعندما أخذت الحركة قرارها بمواجهة الاحتلال الإسرائيلي وتداعياته على لبنان، كانت بذلك ترسم صورة الوطن الذي تناضل لأجله ، وهو وطن حمّلنا الامام الصدر أمانة الدفاع عنه وعن هويته العربية النقية بالتوازي مع اجتهاده الديني والسياسي والوطني
ان ” اسرائيل” شر مطلق وهي خطر على رسالة لبنان وتركيبته الداخلية…
وعندما اراد النظام اللبناني الطائفي تشريع الاحتلال عبر اتفاق ١٧ أيار ومطاردة الوطنيين الشرفاء وحصلت تجاوزات كبيرة في بيروت، كانت بمجملها لصالح الاحتلال ومخططاته، أخذت حركة أمل القرار بالتصدي بقيادة الأخ الرئيس نبيه بري مع حلفاء جمعتنا واياهم الاستراتيجية الواحدة ومصلحة الوطن المشتركة..
أخطر ما في اسلوب النظام آنذاك زج الجيش اللبناني بمعارك ضد اهله، فالجيش لشعبه وليس عليه! والدولة لكل اللبنانيين لا دولة الفئة والفريق…
خاطب الأخ الرئيس يومها العقل اللبناني وضمير جيشنا ليكون مجال اطمئنان لأبناء الوطن، وهكذا كانت الانتفاضة ارادة وطنية مقاوِمة للتحرر من رواسب الاحتلال.. وعقيدة جديدة للجيش اللبناني الواعد، وتوازنات اساسية فرضتها الوقائع الميدانية التي انجزتها الحركة على الأرض..
تتالت الانجازات بعد هذه المحطة، وظهر وجه جديد للبنان، صار عود المقاومة اكثر صلابة، تنفسّت ملياً جنوبا وباتجاه دمشق، وأصبحت حركة أمل اللاعب الأساسي على الساحة اللبنانية، فحقق الامام الصدر في تغييبه بعضا من أحلامه التي سعى لتفسيرها في حضوره،..
بعد ٦ شباط اصبح رأي الحركي اساسي في كل الخيارات الوطنية- كما هو الآن بالتأكيد-، ورغم انشغالها في رفع منطق الظلم عن اهلنا في بيروت والضاحية. كانت الحركة تخوض اشرس المعارك مع العدو الاسرائيلي في تكامل واضح بين مساريّ التغيير والتحرير..
٦شباط الانتفاضة/الثورة مع شباط الاستشهادي حسن قصير وراغب حرب وآذار المقاومة والشهادة في معركة وأخواتها وعلى مساحة الجنوب والوطن، برز لبنان جديد ..لبنان القوي المقاوم .. ووصل الجميع الى قناعة، ان النظام السياسي بحاجة الى اصلاح والى عدالة اجتماعية وسياسية ..وكانت حركة أمل تقود المعارك السياسية في هذا الاتجاه وصولا الى يومنا هذا، لم تملّ كما قال رئيها في آخر كلام له، وهي تأخذ بيد الجميع الى موانىء الخلاص، والى بناء الدولة، الدولة الخيمة والحضن والملاذ، يحميها جيش وطني ومجتمع مقاوم وثقة الناس التواقين الى حياة حرة كريمة
٦ شباط لا تُختصر بسطور..
لأن بصمتها خالدة أبد الدهور
إنها أجمل ثمار مواسمنا الجهادية
وأبهى محطاتنا الوطنية..
أسست للبنان جديد
لحلم أكيد..
ورسمت الى الأزلْ
حكاية حركة وطنية شريفة
صانعة للتارخ إسمها: أمل.