غسان همداني – ليبانون تايمز
لا يوجد ما يوحي أن في الأفق ملامح حل سياسي في لبنان، فتأليف الحكومة دخل وضعية الكوما، نتيجة حسابات سياسية ضيقة، يتشارك فيها الداخل والخارج، يترافق ذلك مع انهيار اجتماعي واقتصادي.
على الصعيد السياسي، ما زال الجدل البيزنطي حول جنس الملائكة قائم، بينما يدك الانهيار الاقتصادي اسوار البلد، وكأن الساسة في هذا البلد يعيشون على كوكب آخر، جل اهتمامهم المحافظة على مكتسباتهم، ولو ذهب البلد الى “جهنم”، لا يختلف في ذلك الموجودون في السلطة عن الذين في خارجها.
وما يزيد الوضع تأزما، تدخل سافر من قبل الخارج، إن كان عبر المبادرة الفرنسية ، وطرحها (فرضها) لأسماء مرشحين للدخول الى الوزارة، او من خلال عقوبات اميركية على بعض الأشخاص، وإصدار أمر يومي من قبل المندوبة السامية السفيرة الأميركية في لبنان، ولم يكن ينقص إلا ممثل أمين عام الأمم المتحدة في لبنان السيد كوبيش ليدلي بدلوه في خصوصيات السياسة اللبنانية، ناهيك عن نصائح وإرشادات وتمنيات في السر من مختلف الديبلوماسيين في لبنان، دون ان ينتفض أحد للسيادة والحرية والاستقلال.
أما على الصعيد الاقتصادي، فالوضع لا يقل سوءا عن السياسي، فالدولار يواصل تحليقه بسرعة الضوء، يقابله انهيار لليرة بنفس السرعة،وفقدان القدرة الشرائية للمواطن، ويترافق ذلك مع غلاء فاحش نتيجة عجز السلطة عن حماية المستهلك، وجشع التجار واستغلالهم، ما يؤدي الى ازمة اجتماعية تتمثل بعدم القدرة على تأمين متطلبات العيش، ناهيك عن كلام متواتر عن رفع الدعم عن كثير من السلع، ما يجعل المتعثر الحصول عليه اليوم مستحيلا فيما بعد.
يدق الفقر أبواب اللبنانيين، معظم اللبنانيين، فالقدرة الشرائية تتضائل كما أسلفنا، والأعمال متوقفة، والمصارف تحتجز الأموال التي فقدت قيمتها أصلاً، والمدخرات بدأت تختفي، وقريبا لن يستطيع اللبناني تأمين رغيف خبز، ما ينذر بكارثة إجتماعية، وفلتان أمني حيث ستكثر السرقات ، وجرائم القتل، بالإضافة الى الدعارة وغيرها من الموبقات.
اما فيما يخص الشعب اللبناني العظيم، فأقل ما يكمن نعته به هو الغباء، فهذا الشعب ما زال يقدس زعماء اوصلوه الى ما هو عليه، وكل من منطلقه الطائفي والمذهبي والحزبي، علما ان الأزمة الحالية لا تفرق بين حزبي وآخر، ولا بين منطقة وأخرى، ولا بين دين أو مذهب وآخر، وما زال هذا الشعب كل من منظاره يرى في زعيمه المُنقذ، وملجأ الأمان.
إبتلى الله لبنان بسلطة وسياسيين فاسدين، وشعب غبي، ولا يمكن حلحلة الأمور الا بمعجزة إلهية، نسال الله ان لا يكون ولى زمن المعجزات.