خاص ليبانون تايمز
غسان همداني
وكأنما لبنان أصابته لعنة، فلا يكاد ينتهي من مصيبة حتى يقع في أخرى أشد وأدهى. تتوالى المصائب والنوائب على هذا البلد المثكل بالجراح، المثقل بطبقة سياسية فاسدة لا ترى سوى مصلحتها، وتسعى الى ديمومة استمرارها توريثا، وتنصيبا ونصبا.
برغم كل المآسي والأزمات التي يعيشها لبنان: الاقتصادية والاجتماعية والصحية والأمنية، وانقطاع الدواء والمواد الغذائية، وفقدان المحروقات، والكوارث من انفجار المرفأ الى انفجار عكار، والموت على أبواب المستشفيات، ورحلة الذل تفتيشا عن دواء أو بنزين أو رغيف خبز، أو بحثا عن كرامة مهدورة في بلد لا يحترم الانسان ولا يقيم له وزنا، لم يرف جفن، ولم يرق قلب، ولا نزلت دمعة، او احمر وجه خجلا من قبل سلطة امتهنت الفساد و”التمسحة”.
البلد ينهار ويفقد كل مقومات الدولة، وبدل ان يتكاتف الجميع ” كلن يعني كلن”، سلطة ومعارضة، ومجتمع مدني وشعب، من أجل اجتراح الحلول وإنقاذ وطن من الزوال، نراهم يمعنون في تمزيق البلد، وكيل الاتهامات لبعضهم البعض، فيكثر القديسون والمعصومون، ومن يرشح زيتا، في مقابل شيطنة الباقين.
وسط كل ما يجري ، يعيش العهد في عالم افتراضي، لا تصل اليه أصوات الناس المتألمة، ولا تحركه المآسي والمصائب، فيدعو حكومة مستقيلة للاجتماع خلافا للدستور، ويعطل تشكيل حكومة هي مطلب الناس ودول العالم أجمع، ويستعيض عنها باجتماع المجلس الأعلى للدفاع في خرق دستوري واضح، وكل ذلك لأهداف باتت معروفة، وينبري ولي العهد الى تحميل فشل سياسات وزاراته وخاصة في مجال الطاقة الكهرباء الى النواب تارة والى اللبنانيين تارة أخرى، ورفع شعار ” ما خلونا”.
في احدى خطبه يقول الإمام السيد موسى الصدر:” الزعماء السياسيون أو ما يسمى بالعائلات السياسية يحمل بعضهم العقلية الملكية، بمعنى أن الوطن لهم ويأتي في درجة الأهمية بعدهم.” وهذا ما ينطبق على العهد وولي عهده، رئيس الظل، الحاكم بأمره، فإما يتم تنصيب الصهر رئيسا للجمهورية، وإما معركة طاحنة حتى لا يبقى لبناني واحد.