تستعد المملكة العربية السعودية لكسر الأرقام القياسية من جديد، على صعيد الاستثمار بالولايات المتحدة الأميركية، فبعد صفقة السلاح التي وصفت بأنها الأكبر في التاريخ بقيمة 450 مليار دولار لصالح أمريكا، وقعت السعودية أضخم عقد لشراء الغاز الطبيعي من الولايات المتحدة.
وبحسب صحيفة “وول ستريت جورنال”، فإن الاتفاقية تمتد لعشرين عاما، هي بين شركة النفط السعودية، المعروفة بـ”أرامكو”، لشراء 5 ملايين طن من الغاز المسال سنويا من شركة “سيمبرا”، من مشروعها في ميناء “بورت آثر” في تكساس الذي هو قيد الإنشاء، مشيرا إلى أن هذه الصفقة تعد أكبر صفقات الغاز المسال التي تعقد على الإطلاق.
وبحسب تقرير لكل من سارة مكفارلين وسمر سعيد ومايك آمون، يقولون فيه إن صفقة السعودية لشراء الغاز الطبيعي الأمريكي هي جزء من خطة عشرية قيمتها 160 مليار دولار لبناء منشآتها الغازية، في وقت أصبح فيه الطلب على الطاقة الجديدة في المملكة أكثر بكثير من طاقة إنتاجها.
ويشير التقرير، إلى أن السعودية تتوقع أن تصبح إمبراطورية غاز طبيعي، ستوفر الوقود للمدن المستقبلية، وتساعد على تطوير الصناعات المحلية في مجال التصنيع والتعدين والتكنولوجيا.
وتقول الصحيفة إن “طموحات ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، هي التي تدفع باتجاه قطاع الغاز، وفي خطته الاقتصادية، المسماة السعودية رؤية 2030، يدعو الأمير محمد إلى بناء عدة مدن جديدة حول صناعات جديدة، بما في ذلك مدينة نيوم، وهي مدينة كبيرة يتوقع أن تكلف 500 مليار دولار، وبحسب الخطة يجب أن تصبح السعودية مصدرة للغاز مع حلول عام 2030”.
وقالت الصحيفة إن السعودية رسمت في عام 2017 خطة عسكرية للاستيلاء على أكبر حقل قطري للغاز الطبيعي لتغطية احتياجاتها المتزايدة من الغاز، كجزء من مخطط غزو لتسوية الخلاف الحدودي بين البلدين، بحسب مسؤولين أمريكيين وسعوديين وقطريين غير مسموح لهم بالحديث علنا عن الموضوع، و”لو سيطرت السعودية على غاز قطر لأصبحت بين ليلة وضحاها ثاني أكبر مصدر للغاز الطبيعي المسال”.
وتستدرك الصحيفة بأن المسؤولين الأمريكيين أقنعوا السعوديين بأن الغزو سيشكل انتهاكا كبيرا للنظام العالمي، بحسب ما قال المسؤولون، مشيرة إلى أن السعودية قامت بدلا من ذلك مع عدد من حلفائها بفرض حصار اقتصادي على قطر.
يذكر أن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب وقع اتفاقيات عسكرية مع المملكة العربية السعودية بقيمة 450 مليارا تقريبا، في أيار/ مايو 2017 بعد أن حضر قمة في العاصمة السعودية الرياض، مع العاهل السعودي، الملك سلمان بن عبدالعزيز.
وكانت الصفقة على شكل اتفاق بـ110 مليارات دولار لشراء السلاح، و350 مليارا على شكل صفقات تعاون دفاعي لعشر سنوات مقبلة.