كتب زياد الزين
- لا يمكن لأي قارئ سياسي/ أن يتعامل مع ملف تدمير البقاع/ من الوادي الأكبر في لبنان وحتى الهرمل / على أنه رسالة في إطار الحرب العبثية التي يقودها الكيان الملتبس في مفهومه القومي والقيمي والديني والتاريخي/ تجاه منطقة لبنانية / بل تدمير ممنهج وعلى مراحل زمنية متقاربة/ على غرار الخطة الوحشية التي طالت مدينتي النبطية وصور / بمعزل عن القرى المحيطة / لقد دخل البقاع عن فعل عمد وقصد / ضمن سياستي التدمير والتهجير/ لأن المخزون الفكري والعقائدي والثقافي/ للبقاعيين / مؤسس تاريخيا وليس حديثا/ في أن الجنوب قبلة أهله / وأن ما يصيب الجنوبيين بضرر أو ضعف / يولى أهل البقاع مسؤولية مضاعفة / في التدخل المباشر / دون كفوف/ لرفع المظلومية وكسر حالة الطوق / على اعتبار أن حركة أمل تأسست بقاعا/ وأن أولى الدماء الحسينية حفرت على صخر المارد البقاعي المقاوم / الذي بعده توالت صرخات الحاضنة لكل ظلم ومحرومية في الجنوب أولا / قبل أن تدخل الضاحية الجنوبية / في منظومة الدفاع كخط أحمر / في تفاعل وتمازج أمثل / وخزان لشعبية وجماهير المقاومة / الوطنية الانتماء والهوية والأهداف/
- هي مقدمة ضرورية للعبور / إلى فهم العقل الاسرائيلي / الذي لا يتبنى سياسة الإجرام والمجازر دون أن يكون محور حركته / الانتقام لهذا التصدير في الزخم والدعم وتبني شرعية المقاومة في الدفاع عن الأرض والانسان / سواء في صور والنبطية ومغدوشة / وصولا إلى دير الأحمر رفيقة درب الامام الصدر / وزحلة المعلقة على نجوم السماء.
- أما وقد عبث العدو / جنوبا وشرقا وفي الوسط أي في العاصمة بيروت / فهو تجرأ في كل المفاوضات والمحادثات/ في البحث عن أمن مفقود / يشعر قيادته في ارباك دائم / وارتباك مستمر لجهة الاستقرار الطويل الأمد الذي يحلم باكتسابه وانتزاعه / بمنطقة أحزمة النار / وليس بالتفاهمات غير المباشرة/ عبر الموفدين الدوليين/ واستنادا إلى قرارات دولية / أطاحها نتنياهو / لتعزيز خروجه من عنق الزجاجة في الداخل الاسرائيلي/ وليكون الناخب المباشر / والصوت المؤثر على أبواب نتائج انتخابات أميركية/ ينتظرها العالم / لاعادة ترتيب الأوراق والملفات / وفق رؤيتين لحزبين / يختلفان في الآداء / ويتفقان على الأهداف / لأن الدولة العميقة هي التي تدير عمليا المؤسسات الدستورية /
- في لبنان / لن تنجح الفتنة الداخلية / التي يسوق لها البعض لتكون/ نقطة الضعف في خاصرة المقاومة/ وبيئتها الاجتماعية / وتبعث القيادات الحكيمة رسائل مناعة وحرص/ مفادها التأكيد أن الوحدة الداخلية تدعم موقفنا في أي استحقاق / وفي أي عملية تفاوض/ باعتبار أن من يقوم بهذا الجهد وهذا الحراك/ رجل واحد / لا يمثل حركة أمل وحدها / كإحدى أهم المكونات اللبنانية / بل يمثل حضور الدولة ومؤسساتها/ وأمانة تنفيذ القرارات الدولية / دون اختزال لحرف أو تعديل في المواثيق المقرة والمعترف بشرعيتها /
- وهنا تقع مسؤولية على الحكومة والمؤسسات والجمعيات الموثوقة دون غب الطلب / والتي لا تستثمر على الوجع / أن يكون مسار لغتها واحدا ومتناغما/ وأن لا يسمح للعدو / بلغة المقامرة / لأن ثمة من يبحث عن نار وقودها الفتنة / وثمة في المقابل من يعي سمو الوحدة الوطنية / والاستقرار الأمني المستدام.
- أخيرا ؛ المقاومة في مختلف فصائلها الحاضرة في الميدان / ومع تبدل الفصول / أثبتت جهوزية وعناد وصبر/ تلك هي مقومات النصر الأكيد / الذي ترتكز على متانته / كل نتائج الحراك / مع التذكير/ أن أي انجاز عسكري/ يحتاج إلى نصر سياسي داعم / يحصن طبيعة القرارات والنتائج والرؤية والمسار/ وقد اعتاد لبنان / على رفع إشارة النصر دوما / مع الإقرار النهائي أن اليد التي ترفعه وحدها / ملاذ الانقاذ /
- دولة الرئيس / نتطلع معك ومن خلالك / إلى الأمن والأمان/ مع ثقتنا الكاملة تفويضا من كل اللبنانيين/ خصوما/ قبل الحلفاء.