كتب زياد الزين
في إحدى مقالاتي ، أوردت عبارة حفرت نفسها عميقا في كل وجدان حركي : ” ستشهد الأيام القادمة مفاجآت في تفاعل حركة أمل مع العمل المقاوم …”
طبعا ، لست من يملك معلومة في هذا الصدد ، الا ان سياق الأحداث ، يفرض واقعا مبرمجا على توقيت ” التدخل الطبيعي” عندما تكون أرض لبنان وأجواؤه مستباحة ، للعروض الإسرائيلية الجارحة ، المؤذية، المدمرة ، التي تعتاش من غذاء عدواني ، ليس جديدا في الفكر الصهيوني، وبالتالي لم تأت العمليات النوعية ، كردة فعل موضعية، بل سياق موضوعي لتاريخ من الانجازات المشرفة في الميدان ، ليس أولها خلدة ، وليس آخرها ، ” قوة العباس” ، ذات الجهوزية العالية في الدفاع عن لبنان ، كلما حاولت إسرائيل، قضم نقطة قوة على مساحة الحدود ؛
ومن يترقب مراسم التبريكات ، يلفته ، محبا كان أم مغرضا، ان الاحتضان الشعبي فاق كل التوقعات ، ما يؤكد ، ثلاثية المقاومة والشعب والجيش الوطني ، والأهم الصارخ والمدوي ، أن القيادة السياسية للحركة ، وفي مقدمها ، دولة الرئيس نبيه بري ، تبنت بكامل الصدق والشرف والأمانة ، هؤلاء الشهداء الأطهار الملائكة ، وفي مسار تصاعدي لتوأمة المقاومة العسكرية ، بموازاة أقوى مفاوضات سياسية، يمكن أن تطيح بأي انتصار عسكري ، أو تتويجه راسخا رغم كل الضغوطات ، تماما كما في القرار ١٧٠١ الذي تعود براءة الاختراع له ، للمفاوض والمقاوم الأول ، تماما كاتفاق الاطار حول حقول النفط والغاز ، والتي تمت جميعها ببراعة وامتياز من مقر الآداء المتألق في ربط النتائج بحركة الميدان؛
والى جمهور حركة أمل ومناصريها ومجاهديها ، وفي نظرات الفخر والالتزام والاعتزاز لكل القيادة الحكيمة، حسم الأمر ، القاعدة الذهبية للعمل المقاوم ، لا تتبنى ابدا مفهوم أن ” أمل عادت الى الميدان ” ، وهو كلام ملتبس ، وتطلقه مجموعة من خبراء الفتنة ، وخبثاء السياسة على الطريقة اللبنانية ، باعتبار ان نهج المقاومة لدى أمل، هو سياق مستمر ومستدام ، واذا كانت حركتنا المباركة قد أطلقت العمل المقاوم ، فما هو أعمق أنها نسجت خيوط عباءة احتضان هذا العمل من خلال المجتمع والثقافة الملتزمين حكما ، بدستور الإمام الصدر ؛
هنيئا لكل حركي ، نحن على كل مفترق نراقب لنحمي وطن ، والبعض يتكئ على قارعة الطريق يتوسل هبات سياسية ، ويمارس كل سياسات التعطيل ؛
صدق دولة الرئيس نبيه بري ؛ نعم المقاومة باقية باقية….