في لحظةٍ إقليمية بالغة الخطورة ووسط احتدام المواجهات على الجبهة الجنوبية وعشية حسم مصير اتفاق التهدئة في غزة، وبعد سلسلة محادثات لموفدين غربيين في بيروت…
برزت الزيارة التي يقوم بها وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، كمحطةٍ توازي من حيث الدلالات السياسية، الجولات التي قام بها مسؤولون أوروبيون إلى بيروت.
وذلك سواء لجهة المواقف المعلنة أو لجهة التحذيرات، التي لم تكن متقاطعة بالكامل مع المواقف التي أعلنها الوزير عبد اللهيان…
والتي قرأت فيها مصادر نيابية معارضة، إمعاناً في ربط لبنان بالمحور الإيراني في المنطقة، في ضوء ما أعلنه عبد اللهيان عن أن “أمن لبنان من أمن إيران”.
ووسط القراءات المتباينة لتحذير الوزير الإيراني من استمرار الحرب في غزة والذي تحدث عن “أكثر من احتمال”…
تقول المصادر النيابية المعارضة لـ”ليبانون ديبايت”:
إن موقف عبد اللهيان، بعد لقاءاته في لبنان، لم يكن مختلفاً عن الموقف الذي أعلنه غداة عملية “طوفان الأقصى” في تشرين الأول الماضي، عندما تحدث أيضاً بالخطاب نفسه وهو “التلويح بأكثر من سيناريو” وذلك انطلاقاً من الساحة اللبنانية.
والأبرز في خطاب الوزير الإيراني، وذلك إلى جانب توقيته والذي يسبق اتفاق الهدنة في غزة، كانت الرسالة الموجهة ومن بيروت حيث تنشط الديبلوماسية الغربية، إلى الولايات المتحدة الأميركية.
بأن التهدئة في غزة، هي التي ستفتح الباب أمام التهدئة في المنطقة، وتحدد سيناريو المرحلة المقبلة في كل ساحات المقاومة.
حيث تعتبر المصادر المعارضة، بأن الزائر الذي يقصد لبنان للمرة الثالثة منذ 7 تشرين الأول الماضي، يكرر دعم بلاده ل”حزب الله” بشكل خاص وإن أعلن أن أمن لبنان من أمن إيران.
ولكن لم يحمل أية “تطمينات” للبنانيين، الذين يسمعون يومياً التحذيرات الخارجية من عدوان إسرائيلي موسع على الجنوب، فيما تتكرر يومياً التهديدات الإسرائيلية بتدمير لبنان.
وعن أوجه التشابه في الخطابين الإيراني والأميركي حول التهدئة، فإن المصادر، لم تخف اعتقادها بأن خطوطاً قد رسمت من قبل الطرفين أمام أي انزلاق إلى الحرب الموسّعة.
إلاّ أنها تشدد على أن خطر الحرب المفتوحة يبقى قائماً، في ظل الكلام التصعيدي المتكرر، في ضوء الإشارات المتتالية في التصريحات الأوروبية وبشكلٍ خاص الفرنسية في بيروت منذ أيام، بأن الإسرائيلي لا يناور بتهديد لبنان، على الرغم من كل الجهود الأميركية لضبط الوضع.