نفذ أهالي المحكومين والموقوفين في ملف أحداث عبرا اعتصاما بعد صلاة العصر أمام سنتر الزعتري في سوق صيدا التجاري، للمطالبة ب “إقرار عفو عام شامل لا يستثني احدا”، وذلك في اطار تحركاتهم المستمرة من أجل تحقيق مطلبهم، وخصوصا في ظل تفشي فيروس كورونا في السجون، وما يعاني منه السجناء من أوضاع صحية وإنسانية صعبة.
وشارك في الاعتصام المسؤول السياسي للجماعة الاسلامية في الجنوب الدكتور بسام حمود وعدد من العلماء.
ورفع المعتصمون لافتات جاء في بعضها: “عبرا جرح صيدا النازف، مستمرون في تحركاتنا حتى يخرج آخر سجين، العفو العام الشامل، لن نقبل باستثناء مشايخنا وشبابنا، أبناؤنا في السجون منذ سنين كفى ظلما، أي استثناء لمشايخنا وشبابنا هو مزيد من الظلم” .
وتحدث محمد الشامية باسم الاهالي، مؤكدا “مواصلة التحركات حتى تحقيق العفو العام الشامل”، مستعرضا ما جرى في أحداث عبرا وما تشهده البلاد من أزمات وصولا الى تفشي فيروس كورونا في السجون. ولفت الى ان “الاعتصام اليوم في سوق صيدا، هو من أجل أن يشاركهم تجار صيدا برفع صوتهم الى المعنيين ورفع المظلومية، وخصوصا في ظل الحديث عن قانون عفو مجتزأ لصالح العملاء وتجار المخدرات ومرتكبي الجرائم في حين يتم استثناء الاسلاميين منه”، مؤكدا أن الاهالي “لن يكلوا ولن يملوا وسيواصلون تحركاتهم في كل لبنان حتى تحقيق مطلبهم” .
كذلك تحدثت إحدى الامهات المشاركات، لافتة الى أن ابنها موقوف منذ نحو ثلاث سنوات من دون محاكمة، وأنه أصيب مؤخرا بفيروس كورونا، داعية الى “إقرار العفو العام الشامل لان الوضع لم يعد يحتمل في ظل الجائحة”.
ولفت حمود في كلمة الى ان “الجميع يعرف مجريات أحداث عبرا والمظلومية التي لحقت بأبناء المدينة من خلال تغييب عنصر في المحاكمات، ولفت الى أنه لم تتحقق العدالة المنشودة من خلال هذه المحاكمات التي وصفها بالباطلة ولا تستوفي شروط العدالة، وقال: “عندما اقتنعنا أن العدالة في لبنان منقوصة فضلنا اللجوء الى مفهوم انساني يتعلق بالامهات والاطفال الذين فقدوا أبناءهم وآباءهم ولا يدرون متى ستنتهي هذه المحاكمات، لذلك نقتنع أنه ما ضاع حق وراءه مطالب، وسنبقى نرفع الصوت ونمارس حقنا في التعبير عن الرأي ومساندة أهلنا في مطلبهم”.
ورأى أنه “في دولة المحسوبيات، هذه الدولة التي لا تزال تعيش ازمة محسوبيات في تشكيل الحكومة لا ننتظر منها خيرا في قانون العفو، وعندما حاول البعض تفعيل هذا القانون وجدنا كيف أن الكل أراد تحصيل مكتسبات لحزبه وطائفته على حساب المفهوم العام للانسانية وللعدالة”.
بعد ذلك، انطلق المعتصمون بمسيرة جابت شوارع السوق التجاري، وسط هتافات مطالبة بالعفو العام الشامل.