زهراء شرف الدين – ليبانون تايمز
صفقة العار، خرجت لبث سمها الصهيو-اميركي على القضية الفلسطينية، هي خطة الإملاءات الأميركية لتصفية القضية، وتحقيق السلام للصهاينة في المنطقة.
أعلن الرئيس الاميركي دونالد ترامب “صفقة القرن” بحضور رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بعد أن عكف منذ وصوله إلى البيت الأبيض على العمل عليها، ليحسم الصراع لصالح الكيان العبري.
ولكن وبالرغم من غدر بعض العرب الا ان فلسطين لن تكون سوى ارض ابنائها الفلسطينيين كما اكد ممثل حركة الجهاد الإسلامي في لبنان، إحسان عطايا في حديث لموقع ليبانون تايمز، واوضح عطايا ان صفقة القرن هي بشكل مختصر مشروع تصفية للقضية الفلسطينية، ومشروع سلام على الطريقة الصهيونية، وتعني شرعنة الاحتلال على ارض فلسطين وتصفية قضية اللاجئين الفلسطينيين في الشتات عبر توطينهم في الدول المضيفة او اعادة تهجيرهم من جديد الى دول غربية وغير ذلك للتخلص منهم، وتعني ايضا تهويد فلسطين بشكل كامل”.
واضاف عطايا ان “كلام ترامب كان واضحا بالطلب من الرئيس الفلسطيني الاعتراف بيهودية فلسطين، وهذا يعني تهويد القدس (مشروع دولة قومية يهودية على ارض فلسطين وبالتالي مشروعا لاخراج كل الفلسطينيين من الارض الفلسطينية).
واشار عطايا ان “هذه المؤامرة هي مشروع لمسار طويل بدأه رؤساء سابقون، واعلن عنها ترامب ونتنياهو، ولكنها ولدت ميتة، لانها لن تمر ولن تتحقق، لان الطرف الفلسطيني يرفض هذه الصفقة بمجملها وهو غير معني بتمرير اي مشروع صهيوني تحت الضغط الاميركي او الاغراء او التهديد”.
خطة السلام لن تحارب عبر الاعلام ومواقع التواصل الاجتماعي ولا عبر الخيارات السلمية، وأشار عطايا الى “وجود اتجاهات عدة لمحاربة هذه الصفقة، بدايتها من الداخل الفلسطيني عبر الوحدة الوطنية والموقف الفلسطيني، وعليه يجب ان تخرج انتفاضات عارمة وحاشدة في وجه الاحتلال، تؤكد حقنا كشعب فلسطيني في ارضنا، و رفض تكريس الاحتلال، وهذا يكون كما حصل عند اعلان ترامب عن القدس عاصمة “لاسرائيل”، حيث خرجت المسيرات واعاقت هذه الصفقة بالشكل المرسوم لها، واستطاعت ان تؤخر وتؤجل تفاصيل الصفقة حتى يوم امس”، اما على مستوى القرار الفلسطيني اوضح انه “يجب ان يكون هناك قرار موحد، وعقد لقاء يجمع القيادات الفلسطينية، لوضع خطة عملية لرفض هذه الصفقة واعاقة تمرير اي مشروع واي مؤامرة تستهدف القضية الفلسطينية، طالما ان الجميع يرفض هذه الصفقة”.
وعلى مستوى الشعوب العربية والاسلامية والعالم الحر الذي يشعر بمظلومية الشعب الفلسطيني وبهمجية الاحتلال والهيمنة الاميركية اشاد بضرورة ان “تخرج هذه الشعوب عن صمتها اليوم، وتقف وقفة جادة وداعمة للقضية الفلسطينية، ورافضة لمشاريع التسوية التي تستهدف انهاء الحق الفلسطيني، وشطب وتكريس الاحتلال الصهيوني على ارض فلسطين”.
اما بالنسبة للفصائل الفلسطينية فمشهد توحدها امس بدا واضحا في موقفها الرافض لصفقة القرن، واليه اشار عطايا الى أنه ” كان هناك لقاء في رام الله جمع الفصائل الفلسطينية المختلفة، ولكن المطلوب اكثر من مجرد وحدة بالشكل لذلك المطلوب ان يكون هناك موقف واحد في المضمون”.
ترامب ومنذ العام 2017 يروج لجعل القدس عاصمة “اسرائيل” ولكن هل ستقبل الدول العربية بهذا الواقع؟ في هذا السياق اوضح عطايا ان “هذا الامر سيخرجها من منظومتها العربية وسيضعها في خانة الاحتلال والخيانة للقضية الفلسطينية”، مؤكدا انه “لم يتجرأ احد على القيام بهذه الخطوة، على الرغم من اننا للاسف نسمع من دول عربية تقول ما يرضى به الفلسطيني نرضى به، وكأن فلسطين هي قضية تخص الفلسطينيين وحدهم دون غيرهم من العرب.”