شدد المسؤول الإعلامي المركزي في حركة أمل الدكتور رامي نجم ان دور الإعلام يتجلى في نقل الصورة على سجيتها، ووظيفة المراسل الميداني هي في نقل الحدث، معتبرا ان المجلس الوطني للإعلام المرئي والمسموع يجب أن يكون له سلطة لديها أدوات محاسبة ومراقبة وليس سلطة استشارية.
واعتبر نجم في حديث تلفزيوني ان الواقع الميداني بالنسبة للمراسلين هو واقع خطير، اعتداءات لفظية نتيجة تصنيفهم إلى وسيلة إعلامية خصمة ووسيلة صديقة، وتشويش على عمل المراسل، وتحرش واعتداء لفظي، هذا ليس مقبولا فهذا المراسل يقوم بوظيفته ولكنه في الوقت نفسه هذا لا يسمح للمراسلين ان يكونوا موجهين ومندمجين مع الشارع، ورأينا نماذج غير مهنية لمراسلين على الأرض، توجيه وتكرار لاسئلة ليصل الصحافي أو المراسل إلى المكان الذي يريده هو وهذا ليس مهنيا.
ولفت نجم الي أن موضوع تسجيل الأحداث والاتصالات دون موافقة من المستصرح هو اعتداء على حرية التعبير، وهذا يشكل اعتداء معنويا، كذلك بالنسبة لمحاولات الاستصراح بالقوة.
كما وأكد نجم انه في هذه الحرب الناعمة الرصد كانت شغالا لجميع الهفوات ومن قبل الجميع، فوسائل الإعلام تحت حجة دعم مطالب الناس والتي نحن من البداية قلنا انها محقة، والتي انطلقت من وجع وتراكمات اجتماعية، ولكن هذا لا يعني أن تصبح الوسيلة الإعلامية قائدة الثورة، هذا لا يمكن السكوت عنه.
واعتبر نجم انه كان هناك محاولة لدفع المواطن في الشارع من قبل الإعلاميين ليكون أعنف مما هو في الحديث من خلال نوعية الأسئلة المطروحة، حيث يقدم الإعلامي نموذجا تعبويا فيصبح الجمهور في حالة تماهي معه، وهذا يعود بنا للبرامج الفكاهية التي تسيء للذوق العام والتي انتشرت في فترة معينة وتراجعت إلى أن اندثرت بسبب الحملات عليها، معتبرا ان الجمهور اليوم اعتاد على طريقة غير لائقة في التخاطب.
هذا وشدد نجم على موضوع الحرية والمؤامرة، فنحن عندما نتكلم عن المؤامرة نحن لا نتهمهم انهم متآمرون ولكنهم دون أن يدروا هم شركاء في توجه ما، لافتاً إلى أن للحرية شروط، فحريتك تنتهي عندما تبدأ حرية الآخرين، وعندما لا يكون هناك سقف للحرية فانها تتحول إلى اعتداء، وهذه هي المشكلة الحقيقية في لبنان انه لا أحد يعرف حدوده لا في الإعلام ولا في التعبير عن الرأي ولا في السياسة، معتبرا ان القانون المدني يجب أن يطلع عليه كل شخص ليعرف حقوقه وواجباته.
وفي الحديث عن الصحافة الاستقصائية، أشار نجم إلى أنه شارك في ورشة عمل في الجامعة الاميركية سنه ٢٠٠٩ _٢٠١٠ لجمعية اريج لافتا إلى أن هذا النوع مختلف تماما عن الصحافة العادية لجهة التصوير بإذن أو بدون إذن، ولجهة الموضوعية في الصحافة بشكل عام، اما رأي الصحفي فهو الموجه في الصحافة الاستقصائية متأسفا أننا أصبحنا نعمل عمل الأجهزة الأمنية وهذا ليس دور الصحافة ، لا بل أكثر أصبحنا نحاكم على شاشات التلفزة، مستدركا نحن لسنا في مدينة فاضلة ولكن كل جهاز يجب أن يقوم بعمله، القضاء، الأجهزة الأمنية والاعلام، ولا يستطيع احد ان يحل محل الآخر.
وحول موضوع الإعلامي الحربي، اعتبر نجم ان المشكلة التي يتعرض لها الإعلامي انه في نفس الوقت ناشط سياسي واجتماعي وفي حالة تفاعل دائم مع الأحداث، وسهلت ذلك وسائل التواصل الاجتماعي، ونحن اليوم أمام ظاهرة اعلان الإعلاميين والفنانين مواقفهم السياسية التي بقيوا لفترة من الزمن كثيري الاحتياط في اخفائها خوفا من أن يحاسبهم الجمهور على هذه المواقف ولا يتابعهم.
وفي الختام شدد نجم أننا في حركة أمل لا مشكلة في خطابنا وادائنا، وذلك يعود لحرصنا على وطننا وعيشنا المشترك لم نكن يوما ندعو إلى فتنة أو تفرقة ولم يتناقض عملنا السياسي والاعلامي مع عملنا الحربي، فالصدق في الانتماء إلى قضية ووطن وفكر يجعلنا متفلتين من كل الضغوط حتى كاعلاميين في نقل الصورة التي لا تتناسب مع مواقفنا داعيا جميع الإعلاميين إلى التحلي بنفس عميق، والحكم على الأمور بمهنية وعدم الانجرار إلى ارضاء اهوائنا واهواء من يحيطون بنا.
و اختتم متمنياً تفعيل دور المجلس الوطني للإعلام المرئي والمسموع واعطائه سلطة اكبر من مجرد استشارية فالمجلس الوطني للإعلام المرئي والمسموع في النموذج الفرنسي يستطيع أن يقفل قنوات ويحجب البث الفضائي لقنوات ويغرمها، ولكن للأسف السياسيون في لبنان جعلوه ذات صفة استشارية ليبقى بعيدا عن المحاسبة مؤكدا ايضا ضرورة إقرار قوانين وتفعيل عمل محكمة المطبوعات.