اقام المكتب الاعلامي المركزي لحركة “أمل” احتفالا تكريميا للزميل علي يوسف أمين صندوق نقابة المحررين الصحافيين، لمناسبة انتخابه عضوا في اللجنة التنفيذية للاتحاد الدولي للصحافيين وكذلك في اتحاد صحافيي آسيا، وذلك كخلال المؤتمر الدولي الذي انعقد مؤخرا في سلطنة عمان.
وشارك في احتفال التكريم النائبان فادي علامة ومحمد خواجة، رئيس الهيئة التنفيذية في حركة أمل الدكتور مصطفى الفوعاني، عضو اللجنة التنفيذية بسام طليس، مسؤول المكتب الإعلامي الدكتور رامي نجم، نقيب المحررين جوزف القصيفي وأعضاء مجلس النقابة: غسان ريفي، صلاح تقي الدين، سكارليت حداد، يمنى الشكر غريب، واصف عواضة، ونقيب المصورين الصحافيين علي علوش، وحشد من الإعلاميين.
والقى رئيس الهيئة التنفيذية في حركة أمل الدكتور مصطفى الفوعاني، كلمة اشار فيها الى ان “الإعلام ليس مجرد إنتساب إلى نقابة، وهذا أمر ضروري، ولكنه عبادة في محراب هذا الإنسان، نتحدث أيضا عن دور الإعلام الكبير، فتم الإشارة الى الكثير من الإشكاليات التي تحدث اليوم في وطننا، والتي تتحدث عن أزمة الرغيف، عن طوابير الذل، عن فقير لا يجد قوت يومه، عن آلام صرخات الوجع أمام أبواب المستشفيات، ولا آذان تصغي ولا قلوب تهتم، نتحدث عن وجع هؤلاء جميعا” لافتا الى ان “هذا هو دور الإعلام، هذا الدور الذي لا ينبغي أن لا يكون منمقا كما يسعى الكثير اليوم من خلال مصطلحات تم الإشارة إليها”.
وأوضح أنه “يتحدثون اليوم عن أجيال في الحروب، سواء أكانت هذه الأجيال جيل رابع او جيل خامس وما أدرانا ما هي أجيال سوف تأتي علينا، لكن هي تستهدف إنساننا في هذا العالم، كثيرة هي المواضيع التي تحتاج إلى ورش كثيرة، عنوانها الأبرز الإنسان الذي قال الإمام موسى الصدر ذات يوم في كنيسة الكبوشيين “اجتمعنا من أجل الإنسان””.
وسأل الفوعاني “هل الإعلام سيبقى دائما عرضة إلى هذه الهمجية؟ اسكاتا في الداخل واعتداء في الخارج؟ مضيفا “أن هذه الكلمة التي هي محراب الله كما يعبر عنه الإمام موسى الصدر، هذا الإعلام الذي ورد في الذكر المبارك “أحط بما لم تحط، وجئتك من سبأ بنبأ عظيم”، هذا الإعلام الذي يحتاجه الجميع، يحتاجه الكل، وهو لغة ثقافة وحياة”.
وقال الفوعاني ليوسف: “نحن لا نكرمك انما نكرم أنفسنا، ونتكرم إذ أنك قبلت هذا التكريم، لأنه تكريم للكلمة الطيبة، لكلمة الحق وإنشاء الله يبقى قلمنا في لبنان عنوان حياة على مساحة هذا العالم”.
وفي السياق لفت مسؤول المكتب الإعلامي الدكتور رامي نجم الى ان “نجتمع اليوم، وزراء، نقابة، أكاديميين، إعلاميين من مختلف الوسائل التقليدية والحديثة، حزبيين، حركيين مستقلين تحت سقف الديمقراطية وحرية التعبير والقانون الذي نحترم إرتقاءه وسموه فوق كل الاعتبارات الأخرى”.
واضاف: “نحن في المكتب الاعلامي المركزي في حركة أمل وبتوجيه مستمر من الأخ رئيس الحركة والإخوة في قيادتها، مستمرون في هذا التوجه الوطني الذي لم ولن نحيد عنه لأنه جوهر وجودنا”.
وتابع: “نجتمع اليوم لنكرم زميلا، أخا عزيزا، حاضرا، ملتزما أخلاقيات المهنة، نشيطا، يحضر في اللجان واللقاءات والندوات وورش العمل في لبنان والعالم، حتى استحق عضوية المجالس التنفيذية في اتحادات الصحافة الاقليمية والعالمية، الأخ والزميل علي يوسف الذي ما بخل يوما بحضوره النشاطات ذات الطابع الاعلامي ومشاركته في اللجان المولجة تطوير القوانين الاعلامية مع الوزراء والنواب”، آملا ان “يتوج هذا الجهد بإقرار قانون إعلام عصري وعادل يسمح بتنظيم المهنة بشكل أفضل ويضمن لها الانضباطية والتخصص والريادة”.
واكد نجم ” الالتزام باستمرار اداء واجباتنا والتزاماتنا تجاه المجتمع اللبناني ونقابة المحررين التي نحن جزء منها، ونتطلع إلى تطوير شراكتنا عبر ورش عمل وخطط مستقبلية”.
كذلك ألقى نقيب المحررين جوزف القصيفي كلمة فقال: “علي يوسف سيد ومجتهد لا بالمعنى الديني والفقهي، لكن بالمعنى النقابي والمهني. ووجوده في نقابة محرري الصحافة اللبنانية، منذ مطالع الثمانينيات، ايام النقيب ملحم كرم ، رحمه الله، لم يكن تفصيلا في اي موقع شغل: مستشارا او عضوا في مجلسها، منطقه السديد، منهجيته العلمية، حسه النقدي، كانوا جسر عبور إلى مواقع استشارية رفيعة في العديد من وزارات الدولة واداراتها، لا يساوم في قناعاته، مع ادراكه بصعوبة الوضع اللبناني وتعقيداته وعقده”.
واوضح ان: “في اجتماعات الاتحاد العام للصحفيين العرب، كان ” الزمبرك” واللولب، يفرض حضوره بصفة مشارك متعاون، أو ” مشاغب” غير مهادن، إلى أن يستقيم امر، وتصوب بوصلة. فكان “دينمو” لجنة الحريات فيه قبل أن يصبح نائبا لرئيسها. ومنها كانت رحلته إلى الاتحاد الدولي للصحافيين، حاملا هموم الاعلام العربي ومشكلاته، رافعا الصوت ، منتصرا لقضية فلسطي، وقد انتخب قبل ذلك لعضوية اللجنة التنفيذية لصحافيي آسيا المنبثقة من الاتحاد الدولي للصحافيين”.
وراى ان “هذا مدعاة فخر للبنان، ونقابة المحررين، ولصاحب العلاقة الذي هو أحد الوجوه الاعلامية اللبنانية ، العربية والدولية البارزة المدافعة عن حرية الصحافة والاعلام، لا بحماسة جاهلية على طريقة (الا لا يجهلن احد علينا…) بل بعلم وموضوعية، ومقاربة منطقية، تبين ما لهذه الحرية من تأثير على المجتمعات الانسانية في ظل التحديات الوجودية التي تواجهها”.
وشكر القصيفي باسم نقابة محرري الصحافة اللبنانية المكتب الاعلامي المركزي في ” حركة امل” على دعوتها لهذا الحفل التكريمي لعضو مجلسها وأمين صندوقها الزميل علي يوسف لمناسبة انتخابه في هذين المنصبين الدوليين، ونضيف مع المكرمين: انه لمستحق ومستأهل.
وألقى المحتفى به الزميل علي يوسف كلمة جاء فيها: “لعلها مناسبة لطرح ٣ مواضيع اساسية اعتقد من واجبي الإضاءة عليها: الأول هو واقع ووضع الإعلام في لبنان. والثاني كيف نحول احتلال المواقع العالمية الى فرصة لا تقتصر على الإنجاز الشخصي. والثالث دور المكاتب الإعلامية في الأحزاب والتيارات السياسية”.
ولفت الى ان “في الموضوع الأول وما سأقوله قد يكون صادماً ومخالفاً لكل ما يتردد ويتكرر منذ زمن بعيد حول أن الإعلام ولبنان توأمان وأن لبنان بلد الفكر والإعلام الخ.. كان يقال أنه اذا اردت أن تعرف مدى تطور أي بلد من البلدان عليك ان تطلع على مدى تطور لغته. وانا اقول حالياً إذا رأيت بلداً يعاني الأنهيار والأزمات والتخلف السياسي والإقتصادي والإجتماعي. فإن ذلك مؤشر ولاشك إلى إنهيار الإعلام فيه وبالتالي انهيار الفكر والوعي”.
واكد ان “يعتقد كثيرون أو بالأحرى هناك فكرة سائدة ان حرية التعبير وحرية الصحافة هما شيء واحد وهذا خطأ شائع ولعله يساهم مساهمة كبيرة في الوصول الى الإنهيار”، مضيفا: “الفكرة الخاطئة الأخرى هي اعتبار أن الإنهيار الاعلامي ناتج عن الإنهيار السياسي والاقتصادي والاجتماعي، والصحيح ان انهيار الاعلام يتحمل جزءاً من المسؤولية في هذا الإنهيار العام حيث تضيع كل التحاليل والحوارات البناءة لمصلحة تقاذف الاتهامات والشتائم وتعميم المفاهيم المغلوطة أو الشعارات الفارغة المضمون التي تعكس الفوضى الفكرية من مثل المنظومة والطبقة الحاكمة ومحاربة الفساد والتغيير والإصلاح حتى بات التغيير صفة ثابته للنوع كالقول نواب التغيير مثلاً. فحلت الشعارات غير المحددة المضمون مكان الرؤي والمشاريع”.
اما في الموضوع الثاني فاعتبر أن “احتلال المواقف العالمية ليس انجازاً بقدر ما هو مسؤولية، والوجود في هذه المواقع يمكن أن يستخدم في سبيل طرح قضايانا الوطنية والقومية ومواجهة حملات التشويه الاعلامي التي يُعمل من خلالها لتبرير ما نتعرض له من حصار”.
اما في الموضوع الثالث اوضح أن “المكاتب الاعلامية للاحزاب والتيارات السياسية يجب أن تتحول من أداة اعلام لمواقف هذه الاحزاب والتيارت الى أداة تحفيز الفكر والوعي داخل هذه الاحزاب وإثارة وملاحقة مناقشات فعلية على كافة المستويات الحزبية حول المشكلات والقضايا السياسية والاقتصادية والاجتماعية والخدماتية الخ… وصولاً إلى التحفيز على وضع رؤى متناسقه ومن ضمن التوجه الفكري العام، لكافة القضايا”.