قال الرئيس السوري بشار الأسد، إن المسلحين الأكراد أعطوا ذريعة لتركيا كي تنفذ المخطط الذي حلمت به منذ بدايات الحرب، مشيرا إلى أنهم غير مستعدين للانضمام حاليا للجيش السوري.
ولفت الأسد خلال مقابلة أجراها مع “قناة روسيا 24” و”وكالة روسيا سيغودنيا”، إلى أنه “لا بد من تطبيق الاتفاق الروسي – التركي فيما يخص انسحاب المجموعات الكردية المسلحة، لأنها أعطت ذريعة للتركي لكي يبدأ بتنفيذ المخطط الذي يحلم به منذ بدايات الحرب، فلا بد من انسحابها لمسافة 30 كم”، مشيرا إلى أن “الانسحاب طبق في بعض الأماكن ولكنه لم يطبق بشكل كامل”.
وأضاف أن “هناك تعاونا الآن بين سوريا وروسيا من أجل تطبيق هذا الاتفاق بالكامل، وبعد أن يطبق لا بد أن نقول للأتراك: هيا ابدأوا بالانسحاب”.
أما بالنسبة لانضمام هذه المجموعات إلى الجيش السوري، فأكد الرئيس السوري أن “دمشق منذ بداية المصالحات عام 2013، سارت بمبدأ أن كل من يسلم سلاحه، يحصل على عفو كامل، ويمكن له أن ينضم إلى الجيش. بعد الاتفاق الروسي – التركي، أعلنت وزارة الدفاع بشكل رسمي عن استعدادها لاستيعاب المقاتلين الأكراد في صفوف الجيش بخطط مختلفة قد تتناسب مع تلك المنطقة، ولكن الرد الذي أتى فُهم بشكل رسمي على أنهم غير مستعدين للانضمام حاليا للجيش العربي السوري ومصرون على الاحتفاظ بسلاحهم في تلك المناطق”.
ولفت الأسد على أنه “في إطار التعاون السوري – الروسي، تعمل دمشق الآن على إقناع هؤلاء المقاتلين بأن الانضمام للجيش السوري وقتال الغازي التركي، ضمن صفوف القوات المسلحة، هو المكان الصحيح والسليم لاستعادة الأراضي التي تسبب هؤلاء بخسارتها في الشمال السوري. علينا أن نبقى نحاول لنرى خلال الأسابيع المقبلة كيف تسير الأمور”.
وكان الرئيس السوري أكد خلال المقابلة أنه يقيّم إيجابيا الاتفاق الروسي- التركي شمال شرقي سوريا، مشيرا إلى أن دخول روسيا على الموضوع له جوانب إيجابية لأنه يلعب دورا في سحب الذريعة أو الحجة الكردية من أجل تهيئة الوضع باتجاه الانسحاب التركي”.
من جهة أخرى، قال الأسد إن “الدستور ليس نصا مقدسا ولابد من دراسته وتعديله من وقت إلى آخر بحسب المعطيات الجديدة الموجودة في سوريا”.
وعلى مقلبٍ آخر اشار الاسد الى أن سوريا سترفع شكوى للأمم المتحدة بشأن مسألة سرقة النفط السوري من قبل الولايات المتحدة.
وقال: “طبعا هذا شيء طبيعي ولكن أنا وأنت والكثيرون في هذا العالم يعرفون أنه لا توجد أمم متحدة لأنه لا يوجد قانون دولي، فكل الشكاوى التي ترفع للأمم المتحدة تبقى بالأدراج، لأن هناك شبه دولة تحكمها العصابات وتنطلق من مبدأ القوة”.
وأوضح: “نعيش اليوم في عالم يشبه الغابة، هو أقرب إلى العالم ما قبل الحرب العالمية الثانية وليس بعدها. لذلك سنرسل شكوى ولكنها ستبقى في الأدراج”، مشيرا إلى “أن الصراعات بين ترامب والآخرين في الولايات المتحدة هي صراعات من أجل الغنائم والمكاسب”.
واعتبر الرئيس السوري، أن “سياسات الولايات المتحدة تشبه أعمال النازيين في الأراضي التي احتلوها”، مشيرا إلى أن الرئيس الأمريكي عبارة عن “مدير تنفيذي لشركة”.
وكان ترامب قد أعلن أن القوات الأمريكية قامت بتأمين حقول النفط بشمال شرقي سوريا، كما اقترح بأن تدير شركة “إكسون موبيل” أو شركة نفط أمريكية أخرى حقول نفط سوريا ما أثار انتقادات من خبراء قانونيين في مجال الطاقة.