شهدت عدد من المحافظات العراقية الليلة الماضية، تظاهرات لاتباع التيار الصدري احتجاجا ضد الشخصيات التي استبعدها زعيم التيار مقتدى الصدر من الخط الصدري، تخللها اطلاق نار ما أدى لمقتل 4 عراقيين وإصابة 17 آخرين.
حيث تظاهر المئات من اتباع التيار الصدري في كربلاء امام شركة للمقاولات وقاموا باغلاق ابوابها.
واكد المتظاهرون ان هذه الشركة تابعة لاحد المستبعدين من التيار بتهم فساد.
كما خرج العشرات من المتظاهرين الغاضبين التابعين للتيار الصدري في تظاهرة بمدينة الحلة ضد الشخصيات المستبعدة من التيار، حيث طالبوا بمحاسبة هذه الشخصيات وضرورة تقديمهم للعدالة كونهم فاسدين.
واصيب اثنان خلال التظاهرات التي خرجت في محافظة واسط امام مجمع دمشق الطبي ومنزل نائب المحافظ عادل الزركاني، احتجاجا على الشخصيات التي وصفوها بالفاسدة في التيار الصدري، حيث رفعوا شعار (شلع قلع كلكم حرامية).
وفي البصرة، خرج متظاهرون من اتباع التيار الصدري بالمحافظة وهتفوا (البصرة بصرة مقتدى).
وفي النجف التي تسارعت فيها الاحداث، تظاهر المئات من اتباع التيار الصدري امام مول البشير التابع لجواد الكرعاوي قرب ساحة الصدرين وسط النجف، للمطالبة باغلاقه، كون الكرعاوي احد المستبعدين من التيار الصدري.
الا ان الشركة الامنية المسؤولة عن حماية المول اطلقت النار في الهواء ما ادى الى وقوع ضحايا بين صفوف المتظاهرين.
واعلن مستشفى الحكيم في النجف، ان “طوارئها استقبلت منذ الساعات الاولى من الاشتباكات امام مجمع البشير 17 جريحا و 4 وفيات”.
واكدت خلية الإعلام الأمني ان “القوات الامنية تمكنت من القاء القبض على خمسة من الذين اطلقوا النار على المتظاهرين وجميعهم من حرس المول”.
واضافت ان “جميع المتظاهرين الذين قتلوا او جرحوا بسبب استخدام الذخيرة الحية من حرس المول أنفسهم”.
واقدم عدد من الاشخاص على حرق مول البشير في النجف، ما ادى الى الحاق اضرار مادية فيه.
وطوقت قوة امنية المكان، واتخذت اجراءات امنية مشددة.
فيما اكد مالك مول البشير في النجف جواد الكرعاوي (ابو اكثم)، ان عددا من المتظاهرين هاجموا المول في المحافظة، واصابوا اثنين من العاملين فيه”.
واضاف ان “المصابين محاصرين داخل المول ولا يستطيعان الخروج لنقلهما الى المستشفى للعلاج”، محملا “الحكومة مسؤولية حماية الاملاك والارواح في النجف”.
وخاطب صالح محمد العراقي المقرب من زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، الاربعاء، المتظاهرين بالقول “فلتتحول تظاهراتكم الى اعتصام امام مولات الفاسدين فلا يدخلنها احد للتسوق والتبضع لمدة لا تقل عن ثلاثة ايام”.
واضاف “لا تقطعوا الطريق العام ولا تؤذوا المنازل القريبة وحافظوا على سلمية الاعتصام كما علمناكم”، داعيا “الجهات السياسية في التيار الى التدخل لرفع الضيم ومحاسبة المسلحين فورا”.
كما اكد في منشور اخر “قال لي قائدي … لا داعي للإعتصام فهذا شهر الصيام ، ولا داعي للتظاهر فماعاد للفساد مجال للتفاخر، شكرا لمن التزم بالسلمية”.
وتابع بالقول “وإن عادوا عدنا .. وسننتصر مرة أخرى “.
واصدرت الهيئة بيانا بشأن الاحداث في بعض المحافظات، حيث ادانت “بشدة استخدام القوة ضد المتظاهرين السلميين وخصوصا في محافظة النجف الاشرف حيث يتظاهر ابناء الخط الشريف ضد الفاسدين امام مولاتهم وشركاتهم ومنازلهم في تعبير حضاري وسلمي عن رفض الفساد والفاسدين الذي نادى به زعيم الاصلاح مقتدى الصدر ورفض لاستغلال الاسم الشريف لآل الصدر الكرام”.
وتابعت ان “إطلاق النار على المتظاهرين العزل السلميين يعتبر جريمة بشعة بحق الانسان وحقوقه في التعبير عن رأيه والمطالبة بحقوقه وحقوق وطنه وانتهاك صارخ للدستور والقوانين”، لافتة الى ان “استشهاد وإصابة العديد من المتظاهرين السلميين بإطلاق الرصاص الحي عليهم من قبل حمايات الفاسدين او مقارهم ومؤسساتهم الفاسدة جريمة لا تغتفر”.
وطالبت الهيئة “مؤسسات الدولة ذات العلاقة ورئيس مجلس الوزراء ورئيس مجلس القضاء الأعلى باتخاذ الاجراءات القانونية فورا بحق مرتكبي هذه الجريمة النكراء وإنزال اقسى العقوبات بحقهم ليكونوا عبرة لغيرهم”.
ووجه زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، الاثنين الماضي، بتشكيل لجنة لجمع معلومات عن الصدريين العاملين بمشاريع تجارية حكومية، فيما خاطبهم بالقول “ما عدت اتحمل تشويهكم لسمعة السيد الوالد وخروجكم عن نهجه”.