أحيت حركة “أمل” ذكرى عاشوراء بمسيرة انطلقت من أمام “برج الشمس” إلى جوار ساحة القسم بجوار مرجة رأس العين في بعلبك تقدمتها كشافة الرسالة الإسلامية وحملة الرايات، وانتهت بمهرجان حاشد حضره وزير الزراعة حسن اللقيس، النائب غازي زعيتر، محافظ بعلبك الهرمل بشير خضر، راعي أبرشية بعلبك للروم الملكيين الكاثوليك المطران الياس رحال، نائب رئيس الحركة هيثم جمعة، رئيس الهيئة التنفيذية مصطفى الفوعاني، عضو هيئة الرئاسة العميد عباس نصر الله وأعضاء من الهيئة التنفيذية والمكتب السياسي والمجلس الاستشاري، المسؤول التنظيمي لإقليم البقاع أسعد جعفر، نائب مدير مخابرات الجيش العميد علي شريف، رئيس دائرة أمن عام بعلبك الهرمل المقدم غياث زعيتر، المدير الإقليمي للدفاع المدني بلال رعد، رئيس بلدية بعلبك فؤاد بلوق، رئيس اتحاد بلديات بعلبك حمد حسن، ورؤساء بلديات قرى المنطقة وممثلو قيادة منطقة البقاع في “حزب الله” والأحزاب الوطنية والقومية والإسلامية وفاعليات دينية واجتماعية وآلاف المشاركين.
ألقى كلمة الحركة رئيس الهيئة التنفيذية الحاج مصطفى الفوعاني، مستهلاً اياها بالقول: كان صوت الإمام الصدر عابرا للزمان والمكان، يأتي إلى الحسين ويأخذ الحسين إلينا لتكون متأصلة فينا المبادىء التي استشهد من اجلها الحسين، والصرخة التي حدد فيها الأهداف، فالإصلاح في المجتمع كان الغاية التي من خروج الإمام الحسين إلى كربلاء، وفي كلام للامام القائد السيد موسى الصدر إن أخطر الاعداء هم الذين أرادوا تشويه أهداف الحسين، تجميد واقعة كربلاء في ذكراه، حصر ذكرى الحسين في البكاء والحزن والنحيب.
وأردف: هكذا أراد الرئيس نبيه بري أن تتحول كربلاء إلى ساحة مواجهة للمشروع الصهيوني، يوم اعتبر أن مقاومتنا للعدو الصهيوني هي استمرار لمعركة الإمام الحسين في كربلاء، وأن الشخصيات الكربلائية شكلت نموذجا حضاريا يحتذى، وقد رأى الرئيس نبيه بري في قوله: في نحر رضيع ابي عبدالله شظايا قنبلة عنقودية من يطفئ بركان النحر” تأكيد على استحضار الواقع التاريخي إلى حاضرنا الذي يشبه تلك الحقبة. هذا هو سياقها الطبيعي سياق التلاقي بين كل الناس الذين يفتشون عن مستقبلهم، يفتشون عن كيفية مواجهة الانحراف في قراهم في مجتمعاتهم في حياتهم العامة التي هدمتها الدولة التي انتفض عليها الامام الحسين.
وقال: “ليس عفويا أن نقول كل يوم عاشوراء وكل أرض كربلاء، كل يوم عاشوراء لا أن نجدد الحزن ولا أن نواجه بخطابنا أحدا، بل إن كل أيامنا هي أيام القضية التي انتصر لها الامام الحسين: الاصلاح، مواجهة الانحراف، الدفاع عن كرامة الناس، الدفاع عن مشروع الدولة الأصيلة التي تحترم الإنسان في معيشته، في حياته، ونحاول أن نصنع التاريخ في كل لحظة نرفع فيها شعار عاشوراء “أمل إرثها في ثورتك” هكذا علمنا الإمام موسى الصدر، وهكذا ليس بالصدفة في أربعينية الامام الحسين كان القسم هنا في بعلبك، وهناك في مدينة صور أن نبقى نناضل في هذا الوطن حتى لا يبقى محروم واحد أو منطقة محرومة.
أضاف: “إن مسؤوليتنا الدفاع عن كرامة المواطن وقضية الانسان في هذا الوطن. ولذا، علينا أن ننطلق بعملية إدارة شؤوننا مثل الإمام الحسين، علينا أن نطل على قضايا الإنسان في الحرية والعدالة والكرامة. نجدد التزامنا بقضايا الانسان والوطن، باسم إمام الوطن والمقاومة السيد موسى الصدر، وباسم حامل الأمانة الرئيس نبيه بري”.
وتابع: نحن أسقطنا مشروع إسرائيل بانطلاقتنا باسم شهيد أمل، على مسافة مرمى عين في عين البنية، ويجب أن نعمل على الحفاظ على وحدتنا الوطنية فهي افضل وجوه الحرب مع إسرائيل، إننا نرحب بالمصالحات والمصارحات، بالأمس بين الأخوة في حزب الله والحزب التقدمي الاشتراكي برعاية حركة امل، آملين أن يتحول هذا الأمر إلى حوار علي مستوى الوطن من أجل التفاهم على الخروج من أزماتنا السياسية والاقتصادية والمالية، ونرد المخاوف والصعوبات التي يواجهها وطننا على أكثر من مستوى، وتتوحد الجهود لاسقاط أطماع العدو بحياتنا ونفطنا وغازنا ومياهنا وثرواتنا.
وأردف: نحن نعرف أن النقاش السياسي المشروع يجب ألا يوصل أبدا إلى تعطيل مصالح الناس، ونحن كقوى سياسية، وكتحالف بين حركة أمل وحزب الله، لدينا رؤيتنا وتطلعنا إلى تطوير النظام السياسي وضرورة السعي إلى إلغاء الطائفية السياسية والعمل على قانون انتخاب عصري يقوم على مبدأ لبنان دائرة انتخابية واحدة مع مراعاة التوازن الطائفي، لكننا نعرف بحق أن الأولوية تقتضي أن نحافظ على استقرارنا ودستورنا وميثاقنا، وإن أي نقاش عميق في مستقبل البلد يتطلب أجواء سياسية هادئة وتفاهمات. والتحديات الحاصلة على مستوى المنطقة والتطورات التي تتسارع تتطلب مواكبة موحدة من أوسع شريحة من القوى الحية في هذا الوطن وضرورة أن تبقى إسرائيل هي العدو وأن نؤسس لحوار عربي – عربي وعربي – إسلامي، كما دعا الاخ نبيه بري في مهرجان النبطية. وإن شباب حركة أمل سيبقون العين الساهرة وحجر الزاوية لإسقاط مشاريع إسرائيل وأحلامها”.