أشار عضو هيئة الرئاسة في حركة أمل الحاج قبلان قبلان الى أننا نواجه في لبنان العديد من التحديات على المستويات الداخلية والخارجية. ولفت الى ان أكثر هذه التحديات تعقيدا هو التحدي الاقتصادي الناتح عن سياسات الحكومات المتعاقبة التي أوصلت البلد الى واقع اقتصادي مأزوم نتيجة الديون المترتبة على الدولة، وهذا ما لا يمكن لأحد ان يتنكر له او يغمض عينيه عنه، فحجم الدين الداخلي والخارجي الذي يعاني منه البلد هو من الأعباء الثقيلة التي تجعل الحلول ليست بالامر المتيسر والسهل.
وأضاف في ذكرى إسبوع الحاج كامل شريفة (شقيق المسؤول الثقافي لإقليم بيروت فضيلة الشيخ حسن شريفة) في حسينية البرجاوي في بئر حسن، ان لبنان يواجه معضلة إقتصادية كبيرة ومعقدة، ومع هذه المعضلة هنالك من في الداخل والخارج يريد الاستفادة من هذه المعضلة للمزيد من الضغط على هذا البلد سعيا للحصول على مكاسب سياسية وعلى مواقف يريد هذا البعض من لبنان ان يتخذها او يقوم بها خدمة لمشروع او أجندة مارست بالماضي ضغوطا” عسكرية وأمنية على هذا البلد.
ونبه قبلان الى انه هناك تلاقي بين العجز الاقتصادي الداخلي والضغوط الخارجية من مؤسسات نقدية ومالية ومن حكومات تريد من لبنان أن يتخذ مواقف تتعارض مع ما كان يتخذه سابقا خاصة على مستوى صفقة القرن والقضية الفلسطينية والمقاومة، وكل ذلك خدمة للمشروع الاسرائيلي على مستوى الساحة اللبنانية، لأن الساحات الأخرى لم يعد يحسب لها حساب من قضية الصراع العربي الاسرائيلي او مشروع صفقة القرن.
ورأى قبلان إن المكان الوحيد الذي يسبب ألما وقلقا للمشروع الاسرائيلي في المنطقة هو لبنان، من خلال مشروع الامام موسى الصدر الذي زرع في هذه الارض، وكان عنوانه “إسرائيل شر مطلق والتعامل معها حرام”، هذا المشروع الذي كان له انتصارات متعددة على العدو. لذلك الكيان الاسرائيلي ومن معه يحاولون الضغط على لبنان باستخدام كل الاسلحة المتاحة من اجل تحقيق مكاسب سياسية تخرج لبنان من هذا الموقف المنتصر وتحرز للعدو مكاسب من هنا او هناك.
وأضاف قبلان إننا لا ننكر انه نواجه أزمة اقتصادية ومعضلة كبيرة، ولكن هل يبرر هذا ان نقدم تنازلات سياسية في المشروع الاميركي الاسرائيلي في المنطقة لنخرج من أزمتنا؟ وقال ان مشروع الامام الصدر وفكره يرفض اي نوع من التنازلات تصب في هذا المجال. وأشار الى أنه بالامس دعا دولة الرئيس نبيه بري الى حالة طوارىء إقتصادية، هذا يعني بأن الجميع مدعو الى ورشة عمل على كافة مستويات هذه الأزمة الاقتصادية بكل وجوهها المالية والنقدية والاجتماعية، الأمر الذي يستدعي كل الجهود في الوطن لكي لا ندفع أثمان سياسية، لأن هذه الازمة تخص كل مواطن من شماله الى جنوبه ووسطه وبقاعه، لذلك الجميع مدعو لحل هذه الأزمة.