إعتبر رئيس الهيئة التنفيذية في حركة أمل، مصطفى الفوعاني، أن لبنان وبعد مضي ثلاثة عشر سنة على عدوان تموز وآب 2006، يعيش حالة من الامن والاستقرار على امتداد المناطق اللبنانية، بفعل معادلة الردع ومعادلة القوة المتمثلة بالجيش والشعب والمقاومة، التي تحصن لبنان وتجعله منيعا في مواجهة اسرائيل وأطماعها في لبنان”.
ولفت خلال ندوة في الهرمل، الى أن الهدف الأساسي لاسرائيل كان القضاء على المقاومة وقد فشلت، ولم تستطع أن تمنع تعاظم قدرات المقاومة التي أسسها الإمام القائد السيد موسى الصدر، واستمرت قوية مع الاخ الرئيس نبيه بري، القوي سياسيا وشعبيا في لبنان والمنطقة، حيث سعى الإمام القائد السيد موسى الصدر إلى تكوين مجتمع ممانع رفضا لفكرة وجود اسرائيل، انطلاقا من عنوان :اسرائيل شر مطلق والتعامل معها حرام وضرورة الإفادة من كل مصادر القوة وفي طليعتها الوحدة الداخلية، والتمسك بمصادر القوة المتمثلة بعلاقات أخوية راسخة ولا سيما مع سوريا التي دعمت المقاومة في لبنان وفلسطين، وأسقطت مشاريع الاستهداف الممنهج وانتصرت وغدت مناطقها الأكثر أمنا، وهذا ما يجب أن تدخل الدولة في لبنان في حوار مباشر مع القيادة السورية، لإعادة الاخوة السوريين إلى مناطقهم وتفويت فرصة الاستثمار في هذا الملف، لغايات لم تعد خافية على أحد”.
وفي الملف الداخلي، رأى الفوعاني أن الدور الكبير الذي اضطلع به دولة الرئيس نبيه بري، أدى أخيرا الى مصارحة ومصالحة، ترك ارتياحا عاما لدى اللبنانيين وهو يساعد على الاستقرار الداخلي الذي يحتاجه البلد، لمعالجة ازماته المالية والاقتصادية، فلبنان بأمس الحاجة الى الاستقرار السياسي والاجتماعي والأمني للنهوض بالبلد، والانكباب على معالجة الأزمات الاقتصادية والمعيشية للناس، وهذا لا يتم الا بتفعيل العمل الحكومي وإرادة جدية من كل القوى السياسية لمحاربة الفساد ووقف هدر أموال الدولة.
وذكر بموقف الرئيس نبيه بري، حول الأولوية الإقتصادية والذي قال: “أما وقد مر القطوع السياسي بسلام، وانتهى الى مصالحة بين القوى السياسية، فإن الاولوية القصوى في هذه المرحلة، هي تمرير القطوع الاقتصادي الصعب، بالحد الأعلى من المسؤولية ومن الجهد على كل المستويات، لإخراج البلد سليما معافى من هذه الأزمة الخطيرة”، مضيفا أن هذا الأمر “يتطلب بالدرجة الأولى شراكة الجميع في ورشة الانقاذ الذي لا بد منها، بالتوازي مع المبادرة سريعا الى اعلان حالة طوارئ اقتصادية واصلاحية، فكلنا في مركب واحد، ومسؤوليتنا، لا بل واجبنا، أن ننقذه من الغرق”، وتطرق الى اللقاء الإقتصادي الذي حصل في بعبدا، وما عبر عنه الرئيس بري: “بإن الاجتماع الاقتصادي الذي عقد في القصر الجمهوري في حضور الرؤساء، رسم خريطة الطريق في اتجاه المعالجة، وبالتالي ينتظر من الحكومة أن تبدأ في ترجمتها في القريب العاجل”. وفي ملف متابعة قضية الإمام المغيب السيد موسى الصدر، شدد الفوعاني على “أنها لم تعد قضية بحجم طائفة بل غدت قضية الشرفاء والأحرار على امتداد عالمنا كله، والسعي لتحرير الإمام الصدر ورفيقيه واجب عالمي، لان القضية تتعلق أساسا برمز عالمي للعيش الواحد والوحدة الانسانية”.