كتب فادي عيد في صحيفة “الديار” تحت عنوان “القوات” عن المصالحة : نأمل بانطلاقة بعيدة عن الاستفزاز”: “اعتبر مصدر رفيع في “القوات اللبنانية”، أن ما حصل في قصر بعبدا يوم أمس الأول من مصالحة، يؤكد وجهة نظر “القوات”، التي حرصت على ضرورة الفصل بين المسار السياسي والمسار القضائي، وركّزت على 3 مسارات في حادثة قبرشمون، الأول سياسي، والثاني قضائي، والثالث أمني، مشدّداً على أنه لا يمكن إطلاقاً خلط السياسة بالقضاء من أجل استهداف سياسي مكشوف، وتحقيق مآرب سياسية واضحة، وقد دعت “القوات” أولاً إلى الفصل ما بين السياسة والقضاء، وثانياً إلى عدم استخدام القضاء للإنتقام السياسي، وذلك على غرار ما حصل مع “القوات” في مرحلة التسعينات في مسار مشابه، وثالثاً، فقد دعت “القوات” إلى تثبيت الإستقرار السياسي الذي يشكل المدخل إلى الإستقرار الإقتصادي، وإلى الكفّ عن سياسة التعطيل، واستخدام المؤسّسات للإبتزاز والمقايضة على حساب الناس والمؤسّسات والبلد.
ورأى المصدر القواتي نفسه، أنه لو تم التعامل مع ثلاثية التحذير القواتي، لما كنا قد وصلنا إلى ما وصلنا إليه، حيث أثبتت الوقائع أنه لو جرى الأخذ بها، لما كانت الخسائر التي تحقّقت على المستوى الإقتصادي التي نشهدها اليوم. وأبدى أسفه لأنها كانت محاولات لتسجيل نقاط سياسية لأهداف سياسية، ولكن في المحصلة، فإن هذه العملية تتم على حساب مصلحة اللبنانيين ولبنان، خصوصاً وأن البلاد لا تحتمل المزيد من التسويف والمماطلة. معتبراً أن ذلك قد حصل، في الوقت الذي كانت فيه الحكومة تركّز على عقد جلسات استثنائية لوضع مشروع موازنة 2020 في مواعيد متتالية، لأن الوضع الإقتصادي دقيق للغاية، ويتطلّب استنفاراً حكومياً، وليس تعطيلاً لعمل الحكومة.
وفي حين أكد المصدر القواتي الرفيع نفسه، أن بناء دولة المؤسّسات لا يكون من خلال استخدام النفوذ السلطوي لتصفية حسابات سياسية، أمل أن تكون انطلاقة سياسية جديدة بعيداً عن الإستفزاز وعن الخطاب الفتنوي الذي دمّر المؤسّسات، وانعكس سلباً على سمعة لبنان وضرب ثقة الناس بالدولة. وشدّد على أن المطلوب تغيير النهج وتغيير المسار، وإلا ستبقى الأمور على هذا المنوال، ويكون ما حصل هو فصل من فصول المواجهات المتنقلة والمستمرة، وهذا أمر لن تقبل به “القوات اللبنانية” لا من قريب ولا من بعيد.
أما على مستوى تغييب “القوات” عن اجتماع المصالحة في بعبدا، فرأى المصدر القواتي، أن هذا التغييب مرفوض، و”القوات” لن تسكت عن هذا التغييب، لأن “القوات” لديها وجهة نظر، إلى جانب طبعاً أن موقع نيابة رئاسة الحكومة هو موقع أساسي على مستوى التركيبة الهرمية للسلطة، فإنه من غير المسموح التغييب عن الإجتماعات الأساسية، خصوصاً وأنه لـ “القوات اللبنانية” وجهة نظر، وكل ما أقرّ على مستوى القوى التي اجتمعت في قصر بعبدا، كانت “القوات اللبنانية” قد تبنّته وقالت به قبل صدور البيان عن المجتمعين، وذلك خلافاً لبعض القوى التي كانت تطرح مواقف مخالفة لما تم التوافق عليه يوم الجمعة الماضي.
لذا، ختم المصدر القواتي الرفيع ذاته، فإن أي تغييب مرفوض لأنه تغييب لموقع أساسي أرثوذكسي، وله وجهة نظر في الأمور السياسية المطروحة كما للمقاربة المطروحة”.