محمد علوش – الديار
ثبّت كل فريق أقدامه في آخر جلسة انتخاب لرئيس الجمهورية، فلم تتمكن “القوى المتقاطعة” من إحراج “الثنائي الشيعي” وإخراج رئيس “تيار المردة” سليمان فرنجية من المنافسة، ولم يتمكن الثنائي من فرض فرنجية على القوى المسيحية. ورغم كل التفاصيل التي تتحدث عن نصر هنا وآخر هناك للفرق المتواجهة، أثبتت الجلسة مرة جديدة صعوبة انتخاب رئيس في ظل التوازنات القائمة حالياً.
مرتاح “الثنائي الشيعي” للموقف السعودي الرئاسي، تقول مصادره عبر “الديار”، مشيرة الى أن المملكة صدقت عندما أكدت عدم نيتها التدخل، والدليل كان بأصوات النواب السنّة الذين إما صوّتوا لفرنجية وإما صوّتوا “للبنان الجديد”، مع تمريرهم إشارات بعد الجلسة حول نيتهم دعم فرنجية في أي جلسة مقبلة.
لم يكن منتظراً من النواب السنّة أكثر مما قدّموه، فالفريق الداعم لترشيح فرنجية لا يُريد، حتى اللحظة، إظهار الانقسام وكأنه بين المسلمين والمسيحيين، فهذه الصورة لن تكون مفيدة للمرحلة المقبلة، وبكل تأكيد لن تكون مفيدة لفرنجية، إنما في الوقت نفسه كان ارتياح كامل للموقف السعودي، فهو يؤكد بحسب المصادر أن “دور” لبنان لم يحن بعد، والمملكة تترك التفاصيل الرئاسية لتسوية منتظرة ولو بعد حين.
بحسب المصادر، لو أرادت المملكة العربية السعودية التضييق على ترشيح فرنجية كان بإمكانها الضغط على المكون النيابي السني للتصويت لجهاد أزعور، وذلك لم يكن ليجعل أزعور رئيساً، لكنه كان منحه حتماً ما يزيد على 65 صوتاً، وهذا الأمر كان سيشكل إحراجاً لفرنجية الذي أكد مرارا، أن معارضة السعودية لوصوله ستجعله ينسحب، اما وقد كان الموقف السعودي حياديا، فهذا الأمر يفتح الباب أمام المزيد من التفاوض. لذلك هو لم يفقد الأمل بعد، بانتظار ما ستؤول اليه الاتصالات التي ستجري خلال أيام قليلة، سواء في فرنسا من خلال اللقاء الذي سيجمع ولي العهد السعودي محمد سلمان والرئيس الفرنسي ماكرون، أو من خلال لقاءات أخرى قد يُطرح فيها الملف اللبناني، كزيارة وزير الخارجية السعودي الى طهران نهاية الأسبوع.