أسف المفتي الشيخ حسن شريفة للواقع السياسي الذي وصلت اليه البلاد مستغرباً تهرب البعض من الحوار والتحاور مصرين على الكيدية السياسية التي لم تجلب يوماً سوى الويلات للوطن، مشدداً على ضرورة تسريع الخطى والعمل بجدية لانتخاب رئيس للجمهورية يتوافق الجميع عليه لأن استمرار الشغور الرئاسي يبقي البلد في حالة من الضياع ونتيجتها عدم الاستقرار والتردي على كافة الصعد، وهذا ما لا نريده كلبنانيين لأن كل فرصة نضيعها دون حل ندفع ثمنها وأولادنا بفواتير الغلاء والدواء والاحتكار والتلاعب بسعر صرف الدولار.
كلام المفتي شريفة جاء خلال خطبة الجمعة في مسجد الصفا في بيروت قال: “ان من يرفض الحوار يحنّ الى الفوضى بكل ألوانها، اللبنانيون يعانون ويصرخون من وجعهم ومسؤولينا يتبارزون على المنابر بين موافق على الحوار والتوافق وبين مشترط قبل التسمية وبين باحث عن أوهام السطة والتسلط.
وأضاف المفتي شريفة مما لا شك أننا لسنا مع الفراغ ونريد حكومة أصيلة لكن التأخير بات القاعدة وخلافه الإستثناء بقصد أو بغير قصد، لكن هذه المرة البلد منهك وشعبه يتألم نتيجة الأمراض المستجدة والإقتصاد المنهار والموت يداهم المواطنين لعدم قدرتهم على الطبابة والإستشفاء وعجزهم بالحصول على أدوية الأمراض المزمنة ألا يستدعي كل هذا المشهد القاتم بعضا من الحكمة والضمير والتنازل عن العروش الآنية الوهمية بمعظمها بتكبر مصطنع قوامه الرغبة بالسلطة بشراهة لم يسبق لها مثيل، أما آن الأوان ان نرحم شعبا أنهكه الجوع وأذله التسول بسبب سياسة الغدر والهدر والاهمال، الا يتألمون من تصنيف لبنان دوليا في المراتب المتأخرة، أليس الأمر مغزي؟
وفي الاطار العربي اكد المفتي شريفة أن القضية الأساس هي قضية فلسطين البوصلة الأساس التي منها تتنطلق الحلول فلسطين تحارب وحيدة تحتاج من يقف معها وقوفا جديا بعيدا عن (الفولوكلور) والاستعراض، واذا كانت حملت قمة الجزائر شعار لم الشمل، فإن لم الشمل هو من هناك من مواجة التطبيع اننا بحاجة الى نقلة نوعية في الموقف العربي تسمح بتقديم دعم حقيقي وفعال لكافة القضايا المصيرية الى حوار واسع شامل يجمع العرب ويردم الهوة ويعيد لسوريا مكانتها وينصر الشعب الفلسطيني في مواجهة سياسة الإبادة والتهجير التي تنتهجها عصابات الكيان الصهيوني.