زياد الزين ـ ليبانون تايمز
يحاول لصوص السياسة المكشوف عنهم وجوه البربارة انتعال اللباس الأبيض في محاولة تعميم مرجعيتهم، لترويج خدماتهم التمريضية للداء الاقتصادي، هذا يتم في ظل التقصير والغياب المركزي للمؤسسات المعنية بسلطة القرار اذ لم يعد جائزا ان تتبنى الحكومة السياسات الاقتصادية التقليدية، وحسم الرهان على ان دوام الصحة والعافية لا يسقط بردا وسلاما الا من خلال حزمة من الاجراءات الحاسمة تحد من الهدر المتراكم لا سيما القطاعات التي استنزفت خزينة الدولة والمالية العامة لسنوات طويلة. الآن هناك اعلان نوايا قيد النقاش الموضوعي مع المنظمات الدولية التي شأنها احداث تعديل جوهري وإصلاح هيكلي، ما يهمنا كلبنانيين وكخط سياسي مبني على التنوع الارادي المناقض للتنويع المصطنع؛ ان لا تلقي الإصلاحات وزنها على كتف المواطن وتحمله اثمان ما ارتكبه رواد تهريب الأموال وافلاس الحسابات الصغيرة وحماية رؤوس الأموال المتوحشة.
لا شيء يعنينا سوى ضمان حقوق الودائع لصغار المودعين وستكون السلطة الأم ودائما المجلس النيابي منتجا لتشريعات تعبر بالبلد نحو أمان اقتصادي مستدام دون أن يعني ذلك رفاه البنين، فالمرحلة أدق من تعديلات شكلية وفذلكات تدوير الزوايا، البلد مقبل على استحقاق داهم قائم في المكان والزمان، الشعب سيقول كلمة الحق بعيدا عن النازية والفاشية التي تشكل برامج بعض الطارئين على العمل السياسي، في توظيف استثمارات لخدمة مصالح متقاطعة بين دوائر الداخل ومصالح الخارج أو لشعارات استهلاكية تقودها منظمات هجينة في الشكل واشكالية في التمويل، جمعيات وأندية أقرب إلى النوادي الليلية، ولا بد من التنويه هنا، ان الاستثمار في مفهومنا يمتاز بأنه ينحاز دون وسيط لصالح طبقة العزيمة ذات الريع في الانتاج والقيمة، فعلى الحكومة ان تبادر بدل من سياسات الانتظار العقيمة.
وتوقعوا ان لا تكون الصناديق الدولية دائما للنقد ففي أحيان كثيرة تقبلوا وجهتها للنقض وبين كل ذلك ثمة خط عريض من الأمل للبنان واللبنانيين يقوده رجل كسر كل حواجز التقليد السياسي، فالبيوت للكرام والهجرة معاكسة الى هناك الى حيث نبض الناس، الى القلوب الدافئة حبا ووفاء واخلاصا، بئر عميق من العطاء وأصالة في الآداء.