نورا علي اسماعيل_ ليبانون تايمز
هزت سريري بيمينها والعالم بأسره بشمالها، أعطت وكان العطاء لا يقدر بثمن، أغدقت حبا حتى صار الحب عنوانا للحياة، سهرت وتعبت وادعت الفرح في الحزن والصحة بالتعب لترانا فرحين… اختصارا لكل الكلمات والمصطلحات ومرادفا للحياة الجميلة تأتي “أمي”.
عذرا آذار لم ننتظرك يوما لنقول نحبك، ولا لنحتفل بملاك الرحمة الذي أرسله الله لنا، لم ننتظرك لنقول أنك العيد بل هي العيد لكل يوم. عيد الأم بل عيد الرحمة والحب أطل هذه السنة علينا وكأنه البلسم الشافي ليداوي أي مجروح من تعبه.. فأقبل اللبناني كعادته ليعبر ولو بجزء بسيط بالمحبة والاحترام، عن ما يختلجه بقلبه للتي ربّته.
يعرف اللبناني كغيره الوضع الاقتصادي الذي يمر به البلد ويعرف أن هدايا الأم لن تكون بالقيمة ذاتها ككل سنة، فما نمر به جعله بحيرة من أمره أمام ما يجب أن يقدمه وما يستطع… فمحال الأزهار ممتلئة بالأسئلة، فما سعر الوردة الحمراء وتلك البيضاء، أو أنه ما سعر الباقة الكاملة؟ السؤال يُطرح على أمل كل زيادة بالأسئلة يؤدي لإنخفاض في الأسعار، لكن الحال لا يتغير، فكل من يدخل للمحال، يخرج فارغا متمتما بعبارات يكاد يعرفها جيدا كل من حط رحاله في هذا الوطن.
في الجهة الأخرى أي محال الحلويات، يقف الفرد بالساعات المطولة ليحضر قالبا من الحلوة، بمبلغ يضاهي في بعض الأحيان معاشه الشهري، والابتسامة لا تفارق وجهه ولسان حاله “ما بيغلى عليها شي… هيدي ست الحبايب”.
ست الحبايب لن تحصل هذا اليوم على الهدايا نفسها كما كل عام، وبعضنا لن يستطيع حتى شراء الحلوى لها، فستبقى الكلمات سيدة الموقف، وصورة تذكارية تنشر على مواقع التواصل الاجتماعي تعبيرا عن المحبة، وتحصد بعدها كلمات كثيرة كتعليقات بأن يطول الله عمرها وتبقى بقربك، فتبتسم وتمضي لمنشور آخر تكون أنت الداعي به.
ففي عيد الأم لا يسعنا الكلام أكثر، بل تسعفنا الأمنيات ليمر العيد علينا بفرح وسرور وتبقى صاحبة العيد، أي “ست الحبايب” بصحتها، ودعائها مكللا لأيامنا الجميلة، والرحمة لكل من فارقت الحياة وتركت خلفها من يعصر قلبه اشتياقا لها في هذا العيد.
فكل عام وكل أم بألف خير… ودامت الأعياد في دياركم عامرة..