عباس ضاهر- خاص ليبانون تايمز
يستعد السوريون لإستحقاق وطني سيحمل رسائل سياسية تحطّ في عواصم العالم، لن تكون الإنتخابات الرئاسية السورية عادية في هذه الدورة المرتقب إجراؤها خلال أيام. تأتي الإنتخابات هذا العام بعد تجاوز سوريا أخطر أنواع الحروب الطويلة عليها، قد تُعلن نتائج الإنتخابات رسمياً نهاية الحرب على سوريا بإنتصار دولتها وسقوط مشروع تدميرها. لذا، يحق للرئيس السوري بشار الأسد ان يُفاخر أنه قاد جيشاً وشعباً ومؤسسات سورية في الدفاع عن وطنهم، وانتصروا معاً.
ماذا تغيّر؟
كانت عواصم عدة تريد إلغاء سوريا عن الخريطة السياسية، ونسف أي دور لها، ودفعها للضياع في متاهات حروب لا تنتهي. استخدمت تلك العواصم كل أساليب الهجوم: تسليح، تمويل، طائفية، إعلام، تحريض، تهديد وترغيب، لكن صمود السوريين وإستبسالهم في الدفاع، وتعاون حلفائهم معهم، أسقطوا الأهداف العدوانية.
بعد أكثر من عشر سنوات على بدء الحرب ضد سوريا، تغيّرت معادلات الغرب، وتبدلّت أولويات الإقليم، وتثبّتت عناصر القوة السورية: يذهب السوريون إلى انتخابات رئاسية حالياً لتجديد التمسك بالدولة، ورفض كل مشاريع الحرب وخلفياتها. يعرف السوريون أن العرب إستفاقوا بعد إرتكاب الخطيئة في سوريا، وهم مضطرون لفتح صفحات جديدة مع دمشق، هم بحاجة اليها أكثر مما هي حاجة سورية. تبيّن للدول العربية أن محاولة الانقلاب الفاشلة التي كانوا يخوضونها في سوريا خدمت الإسرائيليين والأتراك ولم تقدّم للعرب سوى الخسائر المتراكمة. سيسعى الذين راهنوا سابقاً على ضرب الدولة السورية، للمساهمة مستقبلاً في دعم اعادة نهوض السوريين. لا يوجد بدائل أخرى عن وجوب دعم الدولة السورية.
أما الغرب الذي سعى إلى نسف سوريا، فهو وصل الى قناعة أن دمشق عصيةٌ على الكسر، بفعل ثبات وصمود ووطنية السوريين، ولوجود دعم متين من قِبل أصدقاء سوريا في مختلف الميادين.
يعرف السوريون، ومن ضمنهم الذين ضُلّلوا، ألاّ بديل لهم عن دولتهم: لا حفظ للكرامات، ولا بقاء، ولا استمرارية، ولا راحة معيشية واقتصادية من دون حضانة الوطن. لا يوجد خيارات أخرى مهما جرى تقديم الوعود ووسائل الحياة: اسألوا المغتربين واللاجئين والمهجرين عن شعورهم تجاه بلدهم.
لذا، تشكّل الانتخابات الرئاسية السورية استحقاقاً وطنياً تاريخياً، يستلزم من السوريين المشاركة فيه والتعبير عن معانيه، مهما كانت صعوبات الحياة والقلق المعيشي الذي يعم عددا كبيرا من دول المنطقة والعالم. هم يعرفون أن ضرب سوريا عبر الحرب أدى إلى فقر وعوز وصعوبات، بينما يُفترض أن يكون الاستحقاق تثبيتاً للدولة كي تعود الى قدراتها تدريجياً. ومن هنا كان عنوان الحملة الانتخابية الرئاسية للرئيس بشار الأسد: الأمل بالعمل.