اعتبر رئيس الهيئة التنفيذية لحركة امل مصطفى الفوعاني خلال ندوة فكرية عبرتطبيقzoomتحت عنوان: المسيح والقيم الإنسانية ان رؤية حركة أمل الايديولوجية تنطلق من الفهم الواعي المنطلق من حركية الإيمان بالله بمعناه الحقيقي وتجلياته من خلال الإيمان بالإنسان.
واستشهد الفوعاني بكلام السيد المسيح: “أحسنوا إلى مبغضيكم، وصلّوا لأجل الذين يسئون إليكم و يطردونكم ،كونوا من أحباء الله وكونوا القريبين منه لأن ملكوت السماء لا يعرف الحاقد ومن قلبه يفيض كرها”، وهذا الفهم الذي يعبّر عنه الإمام موسى الصدر إذ يرى: “ها هو السيّدُ المسيح(ع) له المجدُ في محبته الغاضبة يصرخ: “لا!. لا يجتمعُ حُبُّ اللهِ مع كره الإنسان”. فيدوّي صوتُه في الضمائر، فيرتفعُ صوتٌ آخر لنبيّ الرحمة محمد (ص) “ما آمن بالله واليوم الآخر من بات شبعان وجارُه جائع”… وهذا الإيمان الحقيقي المتمثل بحمل هموم الانسان وكرامته واصالته وهو البعد الذي نلمسه في فهم واع لمبادئ الإسلام القرآني الذي يرى الى الأديان انها حلقة تصبّ في المعاني السامية.
ورأى الفوعاني أنّ ولادة السيد المسيح (ع)، ولادة مباركة للحق وكلمته، والوقوف في وجه الطغاة والمنافقين ولذلك رأى الإمام موسى الصدر: “إن الله أرسل المسيح ليحرر الإنسان من الجشع والنفاق، ويخلّص المعذبين في أرضه من المتاجرة باسم الله ومن الظلم والطغيان..”وهذا عنوان يؤكد صوابية عميقة في الارتقاء الى مستوى المرحلة الراهنة والخطرة من تاريخ الوطن حيث قضاء غبّ الحقد والاستسابية في انفجار المرفأ وحيث العهر الغبي الذي يتطاول على الشرفاء وحيث الظلم الاقتصادي والاجتماعي وتفشي البطالة وجشع المصارف والسياسات العشوائية والارتجال والشعبويات الفارغة وطغيان الحسابات الضيقة وغياب الرؤية الاستشرافية…
الفوعاني اكد ان حركة امل كانت وستبقى عنوان جمع وحوار وعنوان وحدة وطنية وعيش واحد ومقاومة وانتصارا وتحريرا وعيشا كريما واستحضر الفوعاني كلام الرئيس نبيه بري يومَ رأى وبدعوة صادقة الى ابناء الوطن:”
كونوا حيث ارادكم الإمام الصدر، بالداخل دعاة حوار.. وعلى الحدود مقاومين واعلموا أنه كلما كثرت الطعنات من الخلف، أنتم بالمقدمة وبالمكان الصحيح،حسبنا وحسبكم حيال كل محاولات الشيطنة للحركة ومجاهديها أن نقتدي بما جاء بالقرآن والانجيل….هذا وعدكم للإمام الصدر وعهدكم للشهداء وللبنان. وكلي ثقة أنكم لم ولن تحنثوا يوماً باليمين والقسم… (وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ)،قالها الإمام علّي (ع): “كُنْ فِي اَلْفِتْنَةِ كَابْنِ اَللَّبُونِ لاَ ظَهْرٌ فَيُرْكَبَ وَلاَ ضَرْعٌ فَيُحْلَبَ”.
وتابع الفوعاني معتبرا: “اننا مازلنا على هذا الفهم الواعي المنطلق من عمق انساني حفاظًا على وطن الرسالة والحوار، الوطن الذي يشكل بوتقة حضارية، والوطن النهائي لجميع ابنائه وطوائفه، الوطن الذي هزم العدو الصهيوني والوطن الذي يؤمن بالمقاومة والمقاومة فقط سبيل تحرير الأرض وحفظ الكرامات ولبنان الذي يحاصر اليوم من اجل فرض شروط لن يقبل بها وستسقط مشاريع التطبيع والاذلال وستنتصر ارادة المقاومين الشرفاء”.
وختم الفوعاني بالتأكيد على معاني الميلاد ومفاهيم الارتقاء الإنساني الذي اكدته كلمة الرئيس نبيه بري بذكرى الميلاد المجيد: “ويبقى الميلاد في روحيته وقيمه دعوة دائمة للسلام على الأرض وإفشاءً للمسرة بين الناس ومحطة رسالية سماوية غيرت وجه الإنسانية وأرخت للبشرية تاريخاً جديداً بقيم المحبة والحرية والفداء والخلاص، ولكي نستحق الميلاد ونعيشه عيداً دائماً مدعوون لإستلهام قيمه أملاً ورجاءً وبشارةً وتحرراً من الأنانية والأحقاد، بذلك نؤسس لميلاد لبنان محصن بالعدل لا يسكنه الظلم ولا تجتاحه الكراهية.
لأرض الميلاد …فلسطين للقدس معراج الانبياء والشهداء.. للأقصى لبيت لحم وكنيسة المهد و”المزود” الذي إحتضن رمز القيامة والفداء… هناك مع المقاومة والأكف القابضة على الحجر وعلى جمر القضية يكتمل الميلاد ميلاد الحرية والتحرير والعودة …إنه “لِيَوْمٍ لَّا رَيْبَ فِيهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ لَا يُخْلِفُ الْمِيعَادَ”.