- مقدمة نشرة اخبار “تلفزيون لبنان”
تعود الذكرى السادسة والأربعون للحرب الأهلية التي أرخ لانطلاقتها في الثالث عشر من نيسان من كل عام تعود هذا العام ولبنان الدولة والكيان في العناية المركزة إذ ثمة من يعتبر أن ما تمر به البلاد اليوم يفوق بخطورته ما فعلته الحرب بل الحروب العسكرية
لكن المفارقة أن استشعار هذه الأخطار على موطن الأرز غالبا ما يأتي من خارج الحدود وما تحذيرات الدول الصديقة والشقيقة من الانهيار الشامل أو الارتطام الكبير إلا مؤشر على مصيرية الاستحقاقات وتخلي ساسة لبنان أو عجزهم عن واجب الإنقاذ.
وهذا ما أراد البابا فرنسيس التعبير عنه حرفيا إذ نقل عائدون من الفاتيكان عن البابا استياءه الكبير مما يحصل في لبنان وتخوفه على المسيحيين في هذا البلد كما نقل زوار الفاتيكان تفهم الحبر الاعظم لمواقف البطريرك الراعي ونية البابا القيام بتحرك قريب اتجاه لبنان في محاولة لحلحلة أزماته المتراكمة.
كما يندرج في إطار اهتمام الخارج بلبنان إعلان وزارة الخارجية الاميركية عن زيارة وكيل وزارة الخارجية للشؤون السياسية دافيد هيل بيروت في الساعات المقبلة.
ومقابل الاهتمام الأميركي تبدو العناية الروسية تجاه لبنان من خلال استقبال موسكو غدا للرئيس المكلف سعد الحريري..
هذا الحراك يأتي على وقع تطورات ملف ترسيم الحدود جنوبا وشمالا من خلال إحالة رئاسة الجمهورية مرسوم تعديل المرسوم 6433 والمتعلق بالحدود الجنوبية الى مجلس الوزراء والكلام عن تحضيرات لاجتماع لجان لبنانية وسورية مختصة للبحث في ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وسوريا شمالا.
وبدءا من اليوم يخوض صائمو رمضان المبارك في لبنان أقسى تجارب الصيام مع جنون الأسعار وتخلي الوزارات المعنية عن واجباتها في حماية الناس والتفاصيل في سياق النشرة
ونشير الى أن وزارة الصحة سجلت اليوم 1985 إصابة جديدية بكورونا و35 حالة وفاة في الساعان ال 24 الماضية.
البداية من قراءة للتطورات السياسية في لبنان بين 13 نيسان و17 تشرين.
==============
- مقدمة نشرة اخبار “تلفزيون nbn”
مع بدء زمن الصوم لم تثبت رؤية هلال الحكومة وثبت بالوجه الشرعي أن الناس جاعت قبل رمضان والفصح معا…
الأمعاء خاوية الجيوب فارغةالأعمال جامدة… وقدرة المواطن على تأمين كفاف يومه أو كلفة افطاره باتت صعبة المنال…رغم ان كل ذلك هو أضعف الإيمان فيما العملة الصعبة تزيد من ضغطها على كل مناحي الحياة
كان تاريخ الحرب الأهلية المشؤومة مناسبة ليردد اللبنانيون :”تنذكر وما تنعاد”ولكن في13 نيسان ومع إشتداد الضائقة المعيشية نرى التاريخ يعيد نفسه من هذه النافذة: الطوابير في كل مكان… ذل للحصول على الرغيف… مهانة أمام محطات الوقود…معارك يومية للحصول على السلع الغذائية…العتمة تنفذ إنقلاب هاوسها بين حين وآخر… ولا بصيص نور في آخر النفق.
مع كل هذه الأعباء التي تنوء عن حملها الجبال هناك من يتهرب من حمل جزء يسير من مسؤولية الاستحقاقات المعيشية و إنقاذ ما يمكن إنقاذه عبر تأليف حكومة متلطيا بعناوين كبرى وبشعارات شعبوية لا تطعم جائعا واحدا… لا تضيء شمعة…لا توفر دواء لمريض…ولكأن ما نعيشه سرطان يتفشى في جسد الوطن…وهناك من يعالجه بمعارك صغيرة… بجبهات كثيرة…بمصالح شخصية… بأوهام من يرى ظله في الشمس يتمدد فيظن أن مساحة الوطن بحجم كف يده… وان ناسه تحت طوع أمره…
ولكأن هناك من يريد أن يمسح من ذاكرة اللبناني أسطورة طائر الفينيق ويكتب بدلا منها بتصرف وفق فلسفته رواية الأجنحة المتكسرة بنسخة لا قيامة بعدها للبنان الوطن والدولة أبدا.
في موازاة الملف الحكومي القابع على رف الإنتظار تحرك مرسوم تعديل الحدود اللبنانية الجنوبية حيث أعلنت المديرية العامة لرئاسة الجمهورية انها ارسلت بناء لتوجيهات الرئيس عون كتابا للأمانة العامة لمجلس الوزراء تضمن مشروع مرسوم تعديل مرسوم6433 الذي يحتاج الى قرار الحكومة مجتمعة وفقا لراي هيئة التشريع والاستشارات حتى مع حكومة تصريف اعمال .
وعلى ضفة لبنان الشمالية إستعداد سوري للتفاوض والتنسيق بين دمشق وبيروت في كل الملفات بما فيها الحدود البحرية عكسه السفير علي عبد الكريم علي من وزارة الخارجية اللبنانية.
مجمل هذه التطورات يتناولها وكيل وزارة الخارجية الأميركية للشؤون السياسية ديفيد هيل مع المسؤولين خلال زيارة يقوم بها للبنان إعتبارا من مساء اليوم.
==========================
- مقدمة نشرة اخبار “تلفزيون ال بي سي”
رمضان كريم … ولكن كيف يكون كريما على عائلات لا تعرف منه إلا القهر والعذاب والعوز؟
رمضان هذه السنة غيره عن كل السنوات، فحين تكون كلفة الإفطار لعائلة واحدة ما يوازي راتبا شهريا للحد الأدنى للأجور، فعن أي معاناة للصائمين سنتحدث.
سنكون بعد قليل مع سلسلة تقارير مع معاناة الناس في بدء شهر رمضان، ولكن قبل ذلك،
لا بد من الإطلالة على الملفات السياسية الساخنة :
رئيس الجمهورية لم يوقع مشروع المرسوم بتوسيع حدود المنطقة الاقتصادية الخالصة لأنه يحتاج إلى موافقة مجلس الوزراء.
ماذا حصل لتبدل الموقف… بيان من قصر بعبدا فصل الموقف.
وفيما تشكيل الحكومة معلق، الرئيس المكلف يتجه روسيا، وسيطلب مساعدات تتعلق بالمرفأ والكهرباء واللقاح ضد كورونا بحسب ما كشف ممثله الخاص في موسكو لوكالة
” سبوتنيك “.
إقليميا، عادت حرب الناقلات بين إسرائيل وإيران، وآخر معطيات هذه الحرب استهداف سفينة تجارية مملوكة لشركة إسرائيلية قرب ميناء الفجيرة
الإماراتي.
لكن البداية من الوجع الاقرب، البداية من طرابلس، عاصمة الفقراء على المتوسط، كيف كان اول ايام رمضان …
هي المدينة التي تصرخ من قلبها : نحنا جوعانين …
لكن الصرخة والجوع لم يأتيا من فراغ بل من الإنهيار الذي تسببت به عوامل عدة سنعرض لها من خلال سلسلة تقارير نبدأها الليلة على مدى اسبوع في نهاية كل نشرة.
البداية ومن الوجع والجوع في بدء رمضان.
=================
- مقدمة نشرة اخبار “تلفزيون الجديد”
من كان له مثلنا زعماء .. فلن يحتاج الى عدو يهزمه في ثرواته بحرا وبرا. فالعدو” منا وفينا”.. يرسم علينا ويقنعنا بأن كل نضالاته تجري تحت سقف الدستور. هو المرسوم الجوال الذي حوله السياسيون الى كرة قدم ..وهم الحكم. حرب بالصباغ الأرجواني اندلعت على توقيع الوزراء.. فحملها وزير الأشغال مرتدة الى مجلس الوزراء قبل أن يتشاطر نجم الملاعب حسان دياب بتمريرها من دون توقيع إلى المرمى الرئاسي .. وهناك أعادها رئيس الجمهورية الى حكومة تصريف الأعمال طالبا انعقاد مجلس الوزراء لاتخاذ القرار بالإجماع وعلى هذا العرض غير المسؤول يتضح مدى المصالح السياسية الخالصة، وكل يلعب على مستقبله لتحصيل النفط الرئاسي والسياسي من جهة أو لتجنب العقوبات الاميركية من الجهة المقابلة.
وعلى مرمى ساعات من زيارة المسؤول الأميركي ديفيد هيل لبيروت كان مرسوم الحدود البحرية مع العدو الإسرائيلي يتطاير أوراقا سياسية متعددة الأهداف والاتجاهات. وكل ” اشتغل ضميره ” الوطني ومشى بين مندرجات الدستور. فدستورية الرباعي حسان دياب سعد الحريري نبيه بري وسليمان فرنجية قضت باتفاق محكم على عدم إمرار المرسوم ..وبعد ضغط الرأي العام ظهر وزير الاشغال موقعا لكنه أرفق الإمضاء بحتمية انعقاد مجلس الوزراء .. رمي المرسوم في ركن وزارة الدفاع فوقعته الوزيرة زينة عكر من دون تردد.. قبل أن ينصب الرئيس دياب الفخ لرئيس الجمهورية ويرسل المرسوم محالا لا موقعا …وهناك تحرر الرئيس ميشال عون من التوقيع مستندا الى الدستور وأعاد الكرة عرضية الى مجلس الوزراء الذي لن نراه مجتمعا في أي ظرف كان.
وبخريطة أكثر توضيحا: عون أراد تفعيل حكومة دياب ضربا للحريري.. دياب صار في نادي رؤساء الحكومات السابقين ولن يغضب ركنا منهم .. فرنجية ضرب مرشحين للرئاسة بمرسوم واحد وهما قائد الجيش جوزيف عون ورئيس التيار جبران باسيل .. وهو كان صريحا عندما قال إن قائد الجيش وراء استهدافنا لأنه يريد أن يعمل رئيس جمهورية على طريقة البعض اللي “انخرب بيتو”. وضربة عون العسكري لم تزعج عون السياسي الذي لن يضيره اخماد النتيرات الرئاسية لقائد الجيش .. وهذه الحصيلة توجها رئيس الجمهورية في إقامته عرض ” ستربتيز ” لديفيد هايل احتفاء بوصوله على متن زورق الترسيم فاهلا وسهلا بالأميركي .. والمرسوم لن يوقع ..والله والدستور معنا .. هذه عينة عن من يحكم لبنان .. وكل يبيع تبعا لقسيمة شراء سياسية ..و”كلفنا خاطركن ” بالنفط والغاز وربما الأرض. وتلك العينة التي أحرقت البلاد في الحرب .. تساوم عليه في زمن اعتقدناه سلما .. الميليشات التي بدأت رصاصها في مثل هذا اليوم .. في الثالث عشر من نيسان عام خمسة وسبعين .. تحكم برصاص كاتم للصوت .. فتكتم تشكيل حكومات .. تفعل أخرى .. تقصف على بعضها من فوق السطوح السياسية وتتبادل الرشقات .. تقنص المارة من المبادرين والوسطاء .. وتأخذ اللبنانيين رهائن وتبقي على اخرين في عداد المفقودين.
لا تلوي السلطة على حكومة ولا على إصدار مرسوم لحفظ حق الناس وثرواتها ..ومن يتولى أمرنا سياسيا اليوم هم مجموعة أقل ما توصف بأنها من فصيلة الجبناء التي لم تجرؤ على مكاشفة الرأي العام بحقيقة توقيع مرسوم واحد. وتلك الفصيلة عينها لا تمتهن سوى إصدار مراسيم الكذب .. وألعاب الخفة وعلى حفلات التهريج فإن كل المشاريع تسقط لأننا لم نؤلف حكومة .. فيما حكومة تصريف الاعمال لا تريد ان تجتمع بفعل فاعل سياسي . الالمان قدموا عروضهم لمرفأ بيروت فلم يجدوا سكة عبور حكومية .. الفرنسيون زرعوا البحر مشاريع فاصطدموا بغياب الحكومة ..والاثنين دور الروس حيث يصل وفد من شركة عملاقة للقاءات سوف تعقد مع وزراء الطاقة والاشغال والصناعة لبحث مشاريع تخص المرفأ وقطاع النفط .. لكن سوف تتكرر الصعوبات نفسها.
فهذه الطبقة الحاكمة لن تنحرف عن الطريق السالكة دروبها الى جنهم من دون تعرجات .
===================
- مقدمة نشرة اخبار “تلفزيون او تي في”
الحكومة والتدقيق الجنائي والحدود البحرية ثلاثة عناوين تتصدر المشهد اللبناني هذه الأيام.
ففي الشأن الحكومي لا يزال لسان حال اللبنانيين السؤال عن السبب الفعلي للتأخير في التأليف، طالما ثلاثية الدستور والميثاق والمعايير الموحدة مدخل معروف ووحيد، وفي وقت يرزح اللبنانيون أكثر فأكثر يوما بعد يوم تحت وطأة الأزمة الاقتصادية والمالية والمعيشية، من دون أفق واضح للحل.
أما التدقيق الجنائي، الذي صار يختصر قضية الإصلاح في لبنان، فبات شرطا من شروط التأليف، بمعنى أن يكون من أولويات الحكومة الجديدة، الذي يفترض أن تلتزم تطبيقه، وان تتعهد بذلك في بيانها الوزاري، بما يحول دون احتمالات التنصل ومشاريع التسويف، مع أكثرية النصف زائدا واحدا لأفرقاء معروفين أو من دون.
وفي موضوع الحدود البحرية، إلى جانب المظلة السيادية الوطنية التي يرمز إليها شخص الرئيس ميشال عون، ثلاثة مرتكزات: الأول، التفاهم الداخلي بين اللبنانيين، والثاني ما ينص عليه الدستور، والثالث الخلفية القانونية الدولية للملف. وفي هذا الإطار، وبناء على توجيهات رئيس الجمهورية، وجهت المديرية العامة لرئاسة الجمهورية كتابا الى الأمانة العامة لمجلس الوزراء جاء فيه، ان مشروع المرسوم الوارد من رئاسة مجلس الوزراء لتعديل المرسوم 6433، يحتاج الى قرار يتخذه مجلس الوزراء مجتمعا وفقا لرأي هيئة التشريع والاستشارات، حتى في ظل حكومة تصريف الاعمال، نظرا الى أهميته والنتائج المترتبة عليه، خصوصا ان الوزراء الموقعين ربطوا توقيعهم بإقرار المرسوم في مجلس الوزراء، مع الاشارة إلى أن لرئيس الجمهورية أن يحدد ما يرتأيه الأفضل لحفظ الوطن، وهو مؤتمن على ذلك بالدستور والقسم. وفي هذا الاطار، دعا الرئيس عون اللبنانيين الى الوثوق بقوة الموقف اللبناني، وتوجه اليهم بالقول: تأكدوا ان الأمور لن تجري الا بما يؤمن كامل حقوق لبنان برا وبحرا.
وبعيدا من العناوين الراهنة، تحل اليوم الذكرى السادسة والأربعون للثالث عشر من نيسان، التاريخ الرمز لاندلاع الحرب في لبنان، علما أن كثيرين يعتبرون أنها بدأت قبل ذلك بكثير، وهي مستمرة إلى اليوم، ولو بأشكال مختلفة.
========================
- مقدمة نشرة اخبار “تلفزيون المنار”
تنذكر وما تنعاد..
وان توهم مريدوها عودة بالحديد والنار، لكن عجزهم جعلهم يشعلونها بالاقتصاد والدولار..
في الثالث عشر من نيسان ذكرى انطلاق الحرب الاهلية، ما زال المتحدرون منها يمنون النفس، فعدلوا المتاريس واصطفوا بوجه الفقير: فاشتعلت حروب الزيت والبنزين، واستخدم الدولار كمادة ملتهبة للتفجير، وتواصل القنص بالارز والسكر والطحين، وبات الذبح بالرغيف..
لن يعيدوها ولن يقدروا على اتمام حربهم هذه ما دام ان حراب الوعي بالمرصاد، والصبر عنوان، ولن يعدم اهل الحق الخيار..
عند متاريس السياسة ما ليس يطاق، اسلحة خاوية لحروب بالية، والوطن بات في غير مكان، ولا من يغير شيئا لانقاذ البلاد ولا العباد، وكلما قاربت عقدة احتمال الحل تم اختراع اخرى.
لا متغير حكوميا ما لم تتغير النوايا والاساليب، ويقتنع المعنيون ان اللعب بات في المجهول. اما الزائر الاميركي القادم الى بيروت، فمعلوم ما بحوزته، وان استبقته ادارته بالاعلان عن ان ديفد هيل قادم للضغط على اللبنانيين من اجل تشكيل حكومة. فهل قرر الاميركيون انهاء تعطيلهم للتشكيل، واعتكافهم عن قتل المبادرات والحلول؟ ام ان الضغوط التي جاء بها ديفد هيل هي من سنخية الشروط التي تعتبر ابرز معطل للتشكيل؟
ابرز ملفات الساعة كان مرسوم تعديل خطوط الترسيم البحري، الذي تسلسل بالتواقيع من الوزراء المعنيين الى رئيس الحكومة، وما ان وصل الى القصر الجمهوري حتى اعلنت الرئاسة انه مرسوم يحتاج الى قرار يتخذه مجلس الوزراء مجتمعا نظرا لاهميته والنتائج المترتبة عليه.
في الاقليم مترتبات الارهاب الصهيوني ضد الجمهورية الاسلامية الايرانية ردت عليه اليوم برفع نسبة التخصيب في نطنز الى الستين بالمئة ما اربك جميع المتربصين، فيما لفت خبر اربك الدوائر الصهيونية: استهداف سفينة اسرائيلية قرب ميناء الفجيرة الاماراتي..
====================
- مقدمة نشرة اخبار “تلفزيون ام تي في”
رمضان كريم، يحل الشهر الفضيل هذا العام وكل لبنان صائم بمسلميه ومسيحييه، قسم ارتضى صوما فوق الصوم ومنهم من صومتهم المنظومة قسرا، والمؤلم ان كلا الفئتين لن يفطر في عيد الفطر إن استمرت إدارة شؤون البلاد بين ايدي المنظومة المتحكمة بمصير اللبنانيين.
عبرة أخرى ان الصوم يحل هذا العام في 13 نيسان ذكرى حرب المدفع والقتل والتهجير، فيما نجحت السلطات المافيوية المتعاقبة على الحكم منذ ستة وأربعين عاما في تحقيق ما عجزت عنه الحرب.
في اليومي، من مآثر المنظومة أنها وبدلا من تشكيل حكومة، تتصارع مكوناتها بحيث صارت طهران وواشنطن وباريس ودمشق أقرب لقياداتها من بعبدا وعين التينة وبيت الوسط. مثل آخر، بعدما نجح الجيش في نفض الغبار عن الوثائق التي تثبت حق لبنان بـ1430 كيلومترا إضافيا في مياهه جنوبا، وبعد تجاوز إشكالية أن يحظى المرسوم بتوقيع مجلس الوزراء مجتمعا نظرا الى أهمية استلحاق الفرصة قبل أن تستولي إسرائيل على الماء والثروات والدولارات، فجأة امتنع رئيس الجمهورية عن توقيع المرسوم الاستثنائي.
هنا تدافعت التساؤلات، لكن الأقوى إثنان في مقابل استنتاج أكيد: إما لعدم منح العماد جوزيف عون هذا الفضل السيادي لأسباب معروفة، وإما استرضاء لديفيد هيل عل الخطوة تسهم في رفع العقوبات عن جبران باسيل وتسهل أمامه درب الرئاسة. أما الأكيد، فإن الصمت المريب لحزب الله عائد الى أنه لا يستسيغ استرجاع هذه المساحة بالتفاوض وإلا سقطت حجة احتفاظه بالسلاح. تزامنا وفي بحر آخر قبالة سواحل الإمارات اتهمت تل ابيب إيران بقصف سفينة اسرائيلية ، في رد واضح على تفجير اسرائيل مفاعل نطنز ، فهل يكون لهذا الحدث أي صدى في لبنان؟.. الخيار إيراني