رد المكتب الإعلامي للقوات اللبنانية، على تصريحات رئيس حزب الكتائب النائب المستقيل سامي الجميل، موضحة الى أن “الجميل يتهجم على القوات اللبنانية في محاولة لإحباط مسعاها لتشكيل جبهة معارضة جدّيّة في البلاد”، لافتة الى أنه “أصبح واضحًا أنّ الجميل يتصرّف انطلاقًا من شعور وموقف شخصي بحت، لن تنجرّ إلى أيّ سجالات سياسيّة عقيمة لا فائدة منها، خصوصًا في هذه المرحلة بالذات، بل ستعكف على توضيح بعض النقاط التي طرحها الجميل منعًا لمحاولته تضليل الرأي العام ليس إلا”.
واعتبر المكتب في بيان أنه “فيما يتعلّق بقوله أن “رئيس الحزب سمير جعجع كان ضدّ الانتخابات النيابيّة المبكرة، وهو الآن مع الانتخابات النيابيّة المبكرة”، فهذا صحيح، لأنّ الانتخابات النيابيّة المبكرة ليست خطوة تطرح في أيّ ساعة أو وقت، إنّما خطوة تلجأ إليها المجتمعات فقط عند الضرورة القصوى، وإلا ما فائدة وضع مواعيد للانتخابات النيابيّة العاديّة والاستحقاقات الدستوريّة بشكل عام، وجعجع تحوّل إلى رأس حربة مع الانتخابات المبكرة على أثر انتفاضة 17 تشرين التي ما قبلها لا يستوجب الانتخابات، فيما ما بعدها يستوجب تقصير ولاية مجلس النواب مع التدهور الكبير الذي حصل في الوضع العام ومطالبة أكثريّة ساحقة من الناس بانتخابات نيابيّة مبكرة”.
وأضاف “أطبل السيد الجميل آذاننا بأنّ القوات شكّلت جزءًا من التسوية الرئاسيّة، وهذه عمليّة غشٍّ موصوفةٍ، لأنّ التسوية الرئاسيّة الفعليّة، قامت بين التيار الوطني الحر وتيار المستقبل، بينما كان موقف القوات بالانتخابات الرئاسيّة تحديدًا المشاركة في انتخاب رئيس الجمهورية العماد ميشال عون لانعدام خيارات أخرى، وبعد سنتين ونصف من الفراغ الرئاسي، وتحقيقًا للمصالحة المسيحيّة التي طال انتظارها وطالما كان الجميل أحد أبرز الداعين إليها، واستطلاعات الرأي التي أجريت آنذاك أظهرت أنّ ما يفوق الـ 85% من الرأي العام المسيحي، ونسب لا يستهان بها من الرأي العام اللبناني، كانت مع خطوة القوات”.
ولفت الى أن الجميل “يحاول زورًا وبهتانًا تحميل القوات مسؤوليّة أفعال الرئيس عون ورئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل بالسلطة، فيما الرئيس عون وباسيل وحدهما المسؤولان عن أفعالهما في السلطة”.
ولفت الى أنه “لا بدّ من تذكير السيد سامي الجميل أنّه خاض الانتخابات النيابيّة الأخيرة مع بعض مرشحي 8 آذار في دائرة كسروان جبيل، كما يجب تذكيره بأنّه ينسِّق ويتعاون ضمن تجمُّعٍ سياسيٍّ مع شخصيّات كانت بالسنوات الأربع التي خلت بتكتل لبنان القوي”.
وأضاف: “فيما يتعلق بقول الجميل أنْ لا ثقة له بقيادة القوات، فلم يطلب أحد أصلا شهادته، ويكفي القيادة القواتيّة فخرًا بالحجم والثقل الوطني والسياسي والشعبي الذي أخذه حزب القوات في السنوات الأخيرة، فيما يفترض بالجميل أنْ يخجل من الوضع الذي آل إليه حزب الكتائب العريق وطنيًّا وسياسيًّا وشعبيًّا بظلّ قيادته”.
وأوضح أنه “لجهة كلامه أنْ لا ثقة بين قيادة القوات وقاعدتها، فهذا كناية عن إسقاط لواقع الجميل في حزبه، فليست الكوادر القواتيّة التي تترك حزبها وتنضمّ للكتائب، بل العكس، وليست القاعدة القواتيّة التي تقلّصت بل القاعدة الكتائبيّة، فيا توسّعت شعبية القوات بشكل غير مسبوق منذ تأسيسها، وتكفي العودة لنتائج الانتخابات الأخيرة في العام 2018 لتبيان هذا الواقع المرير الذي يعيشه الجميل”.
واعتبرت أنه “فصحيح أنّ القوّات كانت جزءًا من حكومتي عهد عون الأولى والثانية، ولكنّ القوات كانت تحاول في الحكومة القيام بما كانت الثورة تحاول القيام به في الشارع والتي رفعت العناوين التي كانت رفعتها القوّات داخل الحكوم، ونذكر الجميل بأنّ القوات صوّتت لسنتين متتاليتين ضدّ الموازنات في الحكومتين اللّتين شاركت فيهما، وأمّا لجهة التصويت على قانون الانتخاب، فنقول للجميل بأنّ القوات ساهمت بالوصول لهذا القانون الذي تعتبره الإنجاز الوحيد بالسنوات الأربع الماضية، لأنّه حقّق صحّة التمثيل، وفتح المجال واسعًا أمام القوى الحيّة بأنّ تتمثّل”.
واضاف: “إذا كان حصد فريق 8 آذار الأكثريّة، فليس بسبب القانون، بل بسبب تصرّفات السيد الجميل الذي أهدى هذا الفريق نائبين إضافيّين في دائرة كسروان-جبيل انطلاقًا من الكيديّة السياسيّة، وما ينطبق على الجميل ينسحب على غيره في مناطق أخرى أيضًا، وما يقوم به الجميل يرتقي إلى مصاف الجريمة الكبرى من خلال دقّه الأسافين المتواصلة في العلاقة بين حزبين يربطهما تاريخ طويل، وتضحيات مشتركة، وشهداء مشتركين، وقضيّة واحدة، ونقاط ارتكاز فكريّة واحدة، ولا نجد أيّ مبرّر منطقي أو واقعي، أو مبدئي، لمسار السيد الجميل في دقّ الأسافين بشكلٍ متواصل بين الحزبين، ومهما استمر الجميل على هذا المنوال، فلن يستطيع إبعاد القاعدة الكتائبيّة الأصلية عن القاعدة القواتيّة، إلا في حال قام باستبدال هذه القاعدة، كما يجري الآن، بقاعدة أخرى قائمة على البغض والكراهية والكيد المصلحي فقط لا غير”.