نورا علي اسماعيل – ليبانون تايمز
في ظل جائحة كورونا، والاقفال الذي تشهده البلاد كان لا بد من المدارس أيضاً اتخاذ قرار الاقفال والتدريس أونلاين، الأمر الذي عاشه كل بيت من بيوت اللبنانيين على حد سواء.
فوزارة التربية أصدرت قرار التدريس من المنازل غير آبهة لفكرة الكهرباء التي تأتي دقائق معدودة في البيوت، عدا عن خدمة الانترنت التي لا تتوفر عند الجميع، وأجهزة الهواتف أو اللابتوب التي لا يمتلكها أفراد الأسرة كافة، ناهيك عن سعرها الخيالي ان اراد الأهل أن يقوموا بشرائها.
فأراد موقع “ليبانون تايمز” أن يأخذ رأي أشخاص عدة بهذا القرار، بعد تطبيقه كافة فترة الاقفال، رأي شخصي لتجربة شخصية عاشها كل الأفراد من معلمة الى طالب وصولا الى الأهل، لتتنوع الاجابات بين مؤيد ومعارض للفكرة أساسا، وبين أشخاص لم يدلوا بأي كلمة رغم معارضتهم للفكرة كلها.
بداية بالأهل، فالأم “أمل” لم ترحب بالفكرة بتاتا، قائلة: “والله ما في متل المدرسة، وما في متل الاستاذ”، فالضغط النفسي والارهاق الجسدي على الأهل ازداد، حسب قولها، ومهمة الأهل تغيرت، فبدل إكمال مهمة الاستاذ تغير الوضع لان نكون الـ2 معاً، مع الاعادة مرارا وتكرارا، واعادة ارسال الوظيفة بعد شرحها وحلّها للاستاذ، وذلك كله بعيداً عن عمل المنزل والطعام، فالضغط ما عاد طبيعياً.
أما “مريم” فما كانت جملتها الا تحمل الامل على أمل أن يتغير كل شيء قائة: “مضطرين الله يقطع هالفترة ع خير، وترجع الايام أحسن من قبل”.
أما الطلاب فالحديث معهم لم يكن كالحديث مع الاهل، فالطالب “علي” في الصف الأول ثانوي، لم يكن راض عن شيء، فالانترنت لم تكن بمرونة علي، فعربشة الحيطان لم تجدي نفعاً بأن يأخذ من جيرانه، والوقت لم يكن حليفاً له، مشيراً انه “يومياً حتى الساعة الـ 4 الوضع هو عبارة عن نقل للـ “سكرين شوت” عن الهاتف المطلوبة من قبل الأساتذة، هذا ان لم تقطع الكهرباء”، مضيفاً: “وضعي مش متل وضع غيري، لا استطيع تشريج شهري للواتساب، ولا يمتلك كل منا في المنزل هاتف”، خاتماً حديثه بجملة تكاد تكون لسان حال كل طالب في لبنان: “بدن يعلمونا أونلاين، يأمنولنا هواتف، وانترنت ويرحمونا شوي بالدرس والساعات”.
لنصل الى أصحاب القرار وهم المعلمين، ورأيهم لما آلت له الظروف، “باسمة” والتي شرحت دورها كمعلمة وأم في الآن نفسه وما يفعله الضغط بها، فحسب قولها الن الضغط عليها كمعلمة مقارنة بدورها في الصف يزداد 1000 مرة أكثر، وكأم تتشارك برأيها مع الامهات اللواتي تكلمن سابقاً، ولكن الامر الذي نعيشه، وكافة الاوضاع، يبقى الأونلاين أفضل بكثير من أن ندع التلميذ حراً دون مذاكرة حتى ولو كانت الاستفادة 20%، فبرأيها يجب أن ننظر للموضوع بايجابية قليلة، ومبة ما نقوم به، حتى ولو انه شاق بالنسبة الينا، رغم ان الفكرة ليست بديلا للعودة الى المدارس، ولكن لا خيار آخر، قائلة: “ح هيدا الشي ما بيمشي مع الكل بس فنرة وبتقطع ان شاء الله”.
الاوجاع واحدة، والازمات التي تمر في لبنان لم تميز بين بيت وآخر، وبين وجع وآخر، فالتأقلم بما يفرضه المجتمع علينا بات أمر لا يتغير، وواقع لا يمكن الفرار منه، من الوالد العامل الى الام التي أصبحت سيدة المعجزات وصولا الى الطفل الذي بات يخاف من مستقبل يجهله، وعلم يمكن ألا ينفه في وطن بات كل ما فيه يوجع، وسنة دراسية على المحك وعمر يمضي ولا من أحد يدري ما العمل في نهاية المطاف.