نشرت صحيفة “واشنطن بوست” تقريرا، تناولت فيه القضية التي تتحرك في أميركا ضد ولي العهد السعودي محمد بن سلمان.
ويأتي التحرك القانوني في الأسابيع الماضية، في الوقت الذي تحاول فيه السعودية الدفاع عن مصالحها من النقد، في قضيتين رفعتا ضد ولي العهد منذ آب/ أغسطس الماضي.
وفي الوقت ذاته، تحضر الرياض نفسها لتغيير محتمل في البيت الأبيض بعد الانتخابات الأميركية اليوم الثلاثاء.
والقضية الأولى المتعلقة بسعد الجبري مختلفة عن القضية التي تتهم محمد بن سلمان بإصدار الأمر لقتل وتقطيع جثة الصحفي السعودي جمال خاشقجي في قنصلية بلاده بإسطنبول في الثاني من تشرين الأول/ أكتوبر 2018.
إلا أن الحالتين تتهمان ولي العهد بخرق صارخ لحقوق الإنسان، وتعذيب قامت به حكومة متحالفة مع الولايات المتحدة في الشرق الاوسط. ورفع القضية الأولى ديفيد بريسمان عن الجبري، وكيث أم هاربر، عن خطيبة جمال خاشقجي، خديجة جنكيز وجماعة حقوق إنسان أنشأها أصدقاء للصحفي القتيل.
والمحاميان كانا مبعوثين لإدارة باراك أوباما إلى منظمات حقوقية تابعة للأمم المتحدة، ويخططان للإعلان عن شركة قانونية جديدة تعمل بناء على استراتيجية دولية وحقوق إنسان تابعة لشركة جينر أند بلوك.
ويقول المحللون إن الحالتين تأتيان في وقت حساس للعلاقات الأميركية – السعودية، وتهددان بالكشف عن “حكم ابن سلمان الديكتاتوري”، في وقت شجب فيه الكثير من المشرعين الديمقراطيين وبعض الجمهوريين الكارثة الإنسانية التي تسبب بها الدعم السعودي للحرب الأهلية في اليمن.
ونقلت الصحيفة عن المحلل السابق في “سي آي إيه” بروس ريدل قوله إن السعوديين اكتشفوا متأخرا إمكانية عدم انتخاب الرئيس ترامب مرة ثانية، ولهذا “فسيواجهون واشنطن أكثر عداء مما كانت عليه قبل أربعة أعوام، وربما واشنطن أكثر عداء مما تعودوا عليه في الماضي”.
وصوت الكونغرس لوقف مبيعات السلاح بمليارات الدولارات للسعودية، ولكن القرار أجهضه فيتو الرئيس ترامب.
وقال ريدل الذي عمل مع جيل من القادة السعوديين قبل انضمامه لسي آي إي في 1977: “الرهانات عالية في الحقيقة للسعودية، ومن الصعب التفكير في شيء يمكنهم عمله لإرضاء النقاد في الولايات المتحدة، ولو ذهب ترامب فسيخسرون المدافع عنهم”.
وأكد الجبري في الدعوى التي قدمها في 6 آب/ أغسطس أن ابن سلمان نظم مؤامرة تهدف لقتله، والتي جاءت بالتوازي مع جريمة قتل خاشقجي، المعارض السعودي وكاتب العمود في صحيفة “واشنطن بوست”.
وقيمت “سي آي إيه” أن هناك احتمالا بأمر محمد بن سلمان نفسه بالقتل، كما ذكرت الصحيفة سابقا.
وفي نفس السياق تقدمت جنكيز ومنظمة الديمقراطية للعالم العربي بدعوى قضائية، ادعو فيها أنه تم جر خاشقجي للذهاب إلى القنصلية السعودية لـ”إسكاته للأبد”، ومنعه من الدعوة للإصلاح في العالم العربي.