أكد رئيس الهيئة التنفيذية في حركة امل مصطفى الفوعاني، خلال مراسم ذكرى أربعينية الامام الحسين عليه السلام في حسينية الزهراء “ع” في إقليم بيروت، أنَّ “لبنان اكثر المتضررين من اي تطبيع مع العدو الصهيوني لأننا ننطلق من قناعات عقائدية وهي في صلب ميثاق حركة امل”، مشدداً على ان “مشروع صفقة القرن لم ينته وادوات اسرائيل في المنطقة لم تنته وشبكات الارهاب تطل بين الحين والاخر”. كما أكد أن “معيار قياس الموقف الصواب: تبقى قضية فلسطين وقدسها ونذكّر بما كان الرئيس نبيه بري قد قاله من على كل المنصات والمنابر الدولية والعربية :فلسطين القضية المركزية، ولن تباع بثلاثين من هرولات البعض، ولن تنخدع بتباكيت البعض الذي ما برح ينظّر عداءً، ويستجدي فتات ثناء، لمثل هؤلاء ولمن لا يعلم أن افواجنا المقاومة فوق كل الشبهات، وفوق أن ننحدر إلى مستوى من لم يرتق إلى مستوى الفهم الحقيقي للمواطنة”.
وذكّر الفوعاني أن “حرب تشرين عام ١٩٧٣كانت انتصارا للارادة على اسطورة اسرائيل وانتصار سوريا آنذاك شكّل انتصارا للقضية العربية، واسقاطا لما قيل انه جيش من ورق، وانتصار سوريا اليوم، على الإرهاب، انتصار يؤكد على ضرورة وحدة الصف العربي والاسلامي والسعي إلى تعزيز الصمود وتعزيز الانتماء، إلى قضيتنا المركزية ودعم الشعب الفلسطيني في مواجهة الهمجية الصهيونية.
ومن ناحية أخرى، أكد الفوعاني “ان الرئيس بري تربع مجددا على ناصية الجنوب للدفاع عن لبنان وحدوده وثرواته، وهذا ليس بالجديد على حارس المقاومة وابن أبيها، والساهر على امن اللبنانيين، وبعد جهد ومفاوضات شاقة لعقد من الزمن، استطاع الرئيس بري ان يحقق انتصاراً سياسياً ووطنياً كبيراً دون قيود او شروط او تنازل للعدو، وهذا اتفاق الإطار ارتقى إلى مستوى حفظ تضحيات المقاومين، ويحفظ دماء الشهداء والجرحى، ويؤسس للبنان افضل”.
الفوعاني وصف المشككين والمقللين من اهمية الانجاز التاريخي الذي حققه الرئيس بري باتفاق الاطار بأنهم “ابواق ممجوجة، عفا عليها الاحرار، واقلام مشؤومة تنعق، مهما حاولت”. وقال “لن تنال من هامة الرئيس بري قائد مدرسة الشهداء والجرحى وحاملة امانة مؤسس المقاومة، وهذا الإطار يفرض أن يكون عيدا وطنيا جامعا، فهو انتصار تاريخي، وضع نقاط الحروف، لأجل لبنان، وكان صفعة على وجه التمادي الصهيوني، ومن يقرأ جيدا فسيرى أن العدو الصهيوني اصيب بخيبة أمل وإحباط وتضعضع، فلم تعد تجدي هذه الغطرسة نفعا، بل تقهقهرت وما يحصل في الداخل المحتل دليل على تخبطهم وضياعهم”.
وفي سياق أخر، دعا الفوعاني الى التنبه من الانفجار الاجتماعي الذي باتت كل ظروفه متوفرة، فالناس لم يعد لديها شيء ولعل ازمة المحروقات التي نشاهدها وما يرافقها من اذلال للناس تستوجب حلاً سريعاً من المعنيين والحديث عن رفع الدعم عن احتياجات الناس امر مرفوض وعلى المسؤولين البحث سريعاً والسهر ليلاً نهاراً لايجاد الايرادات اللازمة لحماية الدعم على المواد الغذائية الأساسية والضرب بيد من قانون على الذين استسهلوا النيل من الكرامات عبر كارتيلات المحتكرين وامام هذا الواقع، لا بد من الاسراع في تحريك الجمود على الصعيد الحكومي والوقت الان ليس للمناكفات فالبلد على حافة الانهيار والناس تعيش الامرين ولا بد من تشكيل حكومة سريعة والبحث عن شخصية عاقلة لتكليفها اليوم قبل الغد لان انهيار الوطن لا يحتمل انتظار محطات سياسية هنا وخارج الحدود فاننا ننبه المعنيين جميعاً ان الواقع لم يعد يحتمل هدر ثانية من الوقت.
ورأى الفوعاني “أن الإمام الحسين شكّل مدرسة الأحرار في العالم، وأنّ الإصلاح الاجتماعي والسياسي الذي أراده الإمام الحسين كان يهدف إلى بناء أمة تتكامل فيها الأدوار، وهذا ما أراده الإمام الصدر إذ كان يرى أن مفهوم الحسينية هو مفهوم حركي يغادر الزمان والمكان ويصبح عنوان الحياة الاجتماعية والسياسية ويصبح الإمام الحسين جذوة لا تنطفئ، نستمد منها حياتنا، ونفهم مستقبلنا، بطريقة واعية هدفها :الإنسان”.