أكد رئيس تيار “المردة” النائب السابق سليمان فرنجية في حديث صحفي انّه “طالما انّ الاميركيين عاقبونا بتهمة اننا نساعد المقاومة سياسياً، فهذا امر لا يحرجنا، ونحن “مش مستحيين” بتأييدنا السياسي للمقاومة، بل نفتخر بهذا الموقف الثابت”.
واعتبر فرنجية، انّ “العقوبات الأميركية في حق الوزير السابق يوسف فنيانوس تنطوي على استهداف سياسي مباشر، وفي رأيي، انّهم اتخذوا قرار العقوبات ثم راحوا يبحثون عن الاسباب لتبريرها”.
وأشار فرنجية الى “انّ الذرائع التي استند اليها القرار الأميركي هي واهية وهزيلة”، موضحاً “انّ المتعهدين يتعاونون مع وزارة الأشغال منذ عشرات السنين، فلماذا استفاقت واشنطن عليهم الآن؟”. ولفت الى “انّ هناك انتماءات او اتجاهات سياسية لمعظم المتعهدين في لبنان بحكم الواقع الداخلي المعروف، والوزير فنيانوس لزّم مشاريع بموجب مناقصات الى متعهدين من بشري لديهم لون “قوّاتي”، وآخرين من الجبل لديهم لون “اشتراكي”، وكذلك أعطى تلزيمات لمقربين من “تيار المستقبل”، ولاشخاص يحملون الصبغة العونية تولّوا تنفيذ مشاريع في مناطق مسيحية”.
وأضاف “ضمن السياق نفسه، من الطبيعي ان يكون معظم المتعهّدين في الجنوب وبعلبك- الهرمل مؤيّدين او منتمين الى حزب الله وحركة امل، وبالتالي، فإنّ تلزيمهم مشاريع لا يشكّل دعماً للحزب في حدّ ذاته، علماً اننا، وكما أكّدت، لا نخجل من وقوفنا في السياسة والخيارات الاستراتيجية الى جانب المقاومة”. وشدّد على أنّ “مزاعم الفساد التي تضمنها القرار الأميركي ليست سوى غطاء ركيك لمضمون سياسي واضح، ومحاولة للتمويه على حقيقة انّ العقوبات صدرت في حق فنيانوس بسبب انتمائه السياسي بالدرجة الأولى”.
وعن الاتهام الأميركي لفنيانوس بأنّه سرّب معلومات تتعلق بالمحكمة الدولية الى “حزب الله”، لفت فرنجية الى انّ “فنيانوس كان محامي احد الضباط الأربعة، وبالتالي يحق له في إطار الدفاع عن موكله ان يطلع على مستندات او ان يلاحق ثغرة في الملف”. وتساءل فرنجية: “هل حزب الله في حاجة اصلاً الى فنيانوس ليحصل على معلومة تتعلق بالمحكمة الدولية.. هذه تفنيصة”.
وأكّد فرنجية انّ “إقتناعنا بالمقاومة وبالتحالف معها هو إقتناع صلب لا يغيّر فيه شيء، بل انّ هذا الضغط علينا يزيدنا تمسّكاً بموقفنا، ولن نتراجع”، مشيراً الى انّه “اذا كان الهدف من العقوبات ابعادنا عن المقاومة لتضييق الخناق عليها، فإنّ هذه السياسة لن تحقق الغرض منها، بل ستفضي الى مفعول عكسي”.
وعن مفاعيل العقوبات التي ستؤدي الى إقفال الحسابات المصرفية لفنيانوس، وربما لقريبين منه ايضاً، قال: “ليش وين بعد في حسابات بالبنوك اصلاً عقب الانهيار المالي الذي وقع.. لقد وصل الأميركيون متأخّرين”.
وعمّا اذا كانت العقوبات الأميركية المستجدة ستؤثر على المبادرة الفرنسية ومسعى تشكيل الحكومة، استبعد فرنجية مثل هذا التأثير، لكنه لفت الى انّه يتفرج من بعيد على الطبخة، “وعندما يستشيروننا، نعطي رأينا”، موضحاً “انّ دخولنا الى الحكومة من عدمه يتوقفان على طبيعة تركيبتها”.