غسان همداني- ليبانون تايمز
في السياسة لا يوجد أصدقاء دائمين أو أعداء دائمين، توجد مصلحة دائمة، ومخطئ من يعتقد ان الدول هي جمعيات خيرية لا تتوخى الربح، فلكل شيء ثمنه حاضرا او مستقبلا.
بعد انفجار المرفأ في الرابع من آب، تحركت معظم دول العالم باتجاه لبنان وتقديم المساعدات العينية ، مستشفيات ميدانية ،ادوية،مواد غذائية، وقود،زجاج وغيرها.
وحدها فرنسا، تميزت بحضورها السياسي ، اولا عبر وزير خارجيتها، ثم عبر زيارتي رئيس جمهوريتها ،لا يفصل بينهما شهر واحد، التقى خلالهما الرؤساء الثلاثة، ورؤساء الكتل النيابية، وبعض مجموعات المجتمع المدني، بالاضافة الى البطريرك الراعي.
وكما بعض الدول، حضرت البوارج الفرنسية محملة بالمساعدات، لكنها لم تغادر كمثيلاتها، يومها كثر التحليل عن دور عسكري في لبنان لفرنسا، ومحاولة نزع سلاح المقاومة بالقوة.
هلل عدد من السياسيين اللبنانيين للحضور الفرنسي قبل ان يفاجئهم الرئيس ماكرون بالخطاب المرن تجاه حزب الله، ولقاءه رئيس كتلة الوفاء للمقاومة محمد رعد في خلوة قصيرة دون غيره من المشاركين في طاولة الحوار المنعقدة في قصر الصنوبر.
وبدا لافتا اثناء اللقاء مع الكتل النيابية، تحذير الرئيس الفرنسي من خطر الحضور التركي في شمال لبنان بصورة خاصة، ومن دور للمجموعات الارهابية المدعومة من تركيا، والتنبه من تكرار السيناريو في الشمال السوري.
تحاول تركيا اردوغان، اعادة احياء دور السلطنة العثمانية، وخلافا للعلمانيين الذين حكموا تركيا بعد الحرب العالمية الاولى وتوجههم نحو اوروبا، يحاول اردوغان التمدد نحو الدول الاسلامية، ولا يخفى الدور التركي في سوريا والعراق، بالاضافة الى وجود قاعدة عسكرية في قطر، ومشاركة عسكرية في ليبيا،واستعدادها للتدخل عسكريا دعما لاذربيجان ضر ارمينيا.
تراقب الدول الأوروبية بعين الريبة والحذر الدور التركي، واعلنت فرنسا رسميا تنديدها بتنقيب تركيا عن النفط في المياه الاقليمية القبرصية التركية، وعلى مشارف اليونان، كما أعلنت وقوفها بقوة الى جانب اليونان بمواجهة تركيا.
تحاول فرنسا، مدعومة من الجمهورية العربية المصرية، ايجاد حل سياسي في لبنان، واعادة الاستقرار الامني والاقتصادي اليه، ليصبح قادرا على مواجهة المجموعات التكفيرية ، وما حصل في بلدة كفتون نموذج لما يمكن ان يحصل.
ان البوارج الفرنسية في حال بقائها في لبنان، لن يكون لنزع سلاح المقاومة، بل لسرعة التحرك باتجاه قبرص، في حال تطور الامور بين تركيا واليونان.
وفي الكواليس ان الرئيس ماكرون يحاول اقناع البطريرك الراعي ان الخطر ليس من سلاح المقاومة، انما الخطر على المسيحيين وعلى لبنان من المجموعات التكفيرية، لا بل ان سلاح المقاومة هو ضمان وحماية للوجود المسيحي وللبنان.