مقدمة LBCI:
ما يمكن قوله اليوم اننا في دولة بحثت، ناقشت، درست، خططت، ونفذت أول عملية اخلاء طبية للبنانيين عائدين من اربع بلدان اغتراب الى لبنان.
الخطة اعتمدت مبدأ الطريقة الامنة للعودة للمغتربين وللمقيمين، فالمهم ليس إعادة اللبنانيين من الخارج فحسب، إنما أيضًا الحفاظ على الامن الصحي للبنانيي الداخل.
صحيح أنّ الخطة بطيئة، لأن عدد العائدين اليوم 394 من أصل اكثر من عشرين ألفا راغبين بالعودة، ولكن الصحيح كذلك أن التزام من وصل الى لبنان بدقة الاجراءات الحكومية المتخذة، من المطار الى الحجر الالزامي، بقرار شخصي أوّلا، وتحت رقابة الاجهزة الامنية والبلديات ثانيًا، سيحمي من لم يغادر لبنان أصلا من نقل العدوى إليه وسيُمهد الطريق لمن علقوا خارج البلاد للعودة، اعتبارًا من الثلاثاء المقبل، خاصة إذا ثَبُتَ أنّ عدد الاصابات بين من عاد اليوم ليس مرتفعًا.
على هذا الاساس، يمكن القول إن خطة الحكومة وضعت على سكة الامان، على الرغم من بعض “العادات اللبنانية” التي خرقت مفهوم التباعد الاجتماعي، من اطلالة الرئيس حسان دياب مع الوزراء على الاعلاميين، الى الوقوف داخل الطائرة لحظة وصولها الى المطار الى تفرق الركاب يمينا وشمالا في صالات الاستقبال، الأمر الذي عاد ونظم مع وصول طائرة ابو ظبي، إلى تكرار الاجهزة الامنية المتعددة الاسئلة ذاتها على العائدين.
كل ما تقدم، يشير إلى أن الحكومة عبرت مطب عودة المغتربين، وتعمل مع اللبنانيين على عبور التعبئة العامة التي ستشهد مزيدًا من التشدد اعتبارا من الغد لأنّ الخطأ ممنوع، لا سيما أنّنا تمكنا حتى الساعة على الأقل من خفض نسب الاصابات بفيروس كورونا ورفع جهوزية الجسم الطبي للتعامل مع المرض.
ومع عبور الحكومة المطب تلو الاخر، يبقى أمامها الوضع الاقتصادي والتعيينات المالية، مع كل تعقيداتهما السياسية اللبنانية الضيقة والاقليمية الدولية الواسعة، وهي إذا أمنت وحدة الموقف وصلابته تجاه كل الضغوط السياسية، تكون فكرة الدولة الحقيقية وعودة نظامها عادت الى اللبنانيين واعادت لهم ثقتهم بدولتهم.
مقدمة المنار:
حضرت الدولةُ الى مطارِ بيروتَ اليوم ، فالحدثُ كان يستحقُ هذا الحشدَ المُراعيَ للشروطِ الصحيةِ، البلدُ كانَ في استقبالِ نصفِه الاخرِ في هذه المِحنة، النصفُ المغتربُ الذي لطالما وقفَ الى جانبِ البلدِ الامِّ في كلِّ المحن.
نجحت الحكومةُ في اليومِ الاولِ من الاختبارِ الصعبِ من لحظةِ هبوطِ الطائراتِ الى وصولِ المغتربينَ الى أماكنِ الحجرِ الصِحيِّ المنزليِّ أو الفندقي، الا انه من المبْكِرِ ربما اعطاءُ العلامةِ النهائيةِ التي بلا شكٍّ ستكونُ نتيجةَ جهدٍ متكاملٍ يتشاركُ فيه الجميع.
فعلى القادمينَ أن يَحترموا القسَمَ الضِمنيَّ بأنهم لن يكونوا سبباً بزيادةِ اَعدادِ الاصاباتِ بالفيروس وذلك بأن يُطبِّقوا ما يَعنيهم من الخُطةِ التي وضعتها الدولةُ لتكونَ الاثارُ السلبيةُ لاعادتِهم صفراً.
فارقامُ الاصاباتِ الجديدةِ التي أعلنت عنها وزارةُ الصحةِ تفاؤليةٌ محفوفةٌ بالمخاطرِ في حالِ استمرت الخروقاتُ الواسعةُ للتعبئةِ العامةِ في العديدِ من المناطق.
وفي خطوةٍ لحصرِ الخروقاتِ تبدأُ اعتباراً من الغد تطبيقِ خطةِ سيرِ الارقامِ المفردةِ والمزدوجةِ على الاليات . فماذا عن المشاة ، هل يشعرُ من يَجولونَ في الشوارعِ لسببٍ او لغيرِ سببٍ بخطورةِ الوضعِ قبلَ اَن يتحولوا أرقاماً مفردةً ومزدوجةً على لائحةِ مصابي وضحايا كورونا؟ ولْنتعِظْ مما يَجري حولَنا في العالم، ولْنَستخلصِ العِبَرَ ولو من المتهورين.
فالرئيسُ الاميركيُ وبعدَ اسابيعَ طويلةٍ من الاستهتارِ والتقليلِ من خطورةِ المرض، ها هو يحذّر: اميركا مقبلةٌ على وقتٍ سيكونُ مريعاً ربما لم نرَ قطُّ مثلَ هذه الاعدادِ من الوفَيَاتِ لا في الحربِ العالميةِ الاولى ولا الثانيةِ يقولُ دونالد ترامب ملوحاً باستعدادِه لخوضِ نوعٍ جديدٍ من الحروب. إنها حربُ الكماماتِ ومتوعداً بالانتقامِ في حالِ لم يَحصُل الاميركيونَ على حاجاتِهم منها.
اما الملكةُ اليزابيث الثانية، فتُلقي كلمةً نادرةً تتحدثُ عن احزان وفقدانِ احبةٍ وتَغيُّراتٍ هائلةٍ في الحياةِ اليوميةِ بعدما كان رئيسُ وزراءِ بريطانيا كصديقِه ترامب استهترَ بالفيروس ودعا لمناعةِ القطيع.