أكد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله أنه يجب أن نشعر أننا في معركة ضد عدو اسمه “كورونا” ويجب أن نخوض هذه المعركة، موضحاً أن هناك عدو وهناك مستهدفون ملزمون بمواجهته.
وفي كلمة له حول آخر المستجدات والتطورات اليوم الجمعة، قال السيد نصرالله إن المشكلة اليوم تتمثل في أن العدو في هذه المعركة ما زال بالنسبة للعالم عنصراً مجهولاً في أغلب جوانبه.
وأضاف أننا اليوم أمام عدو تهديده واضح وكبير وواسع، وأن التهديد لا يقف عند حدود بل يشمل العالم، معتبراً أن الخسائر في الاقتصاد والتعليم وغير ذلك يمكن تعويضها باستثناء الخسائر في الأرواح.
وشدد على أن المسؤولية يجب أن تكون عامة وشاملة، ويتطلب من الكل مهام ووظائف محددة، ففي هذا النوع من المعركة كل ما يتصل بالعمل الصحي هو في الخط الأمامي، معتبراً أنه يجب أن ننظر إلى العاملين في المجال الصحي على أنهم ضباط وجنود الخط الأمامي.
وحول أهداف المعركة ضد “الكورونا” أعلن السيد نصر الله أن الهدف الحالي هو الحفاظ على حياة الناس من خلال منع الانتشار أولاً، ثم معالجة المصابين، لافتاً إلى أن شفاء الحالات المصابة أمر ممكن علمياً وواقعياً ومنع الانتشار كذلك لكنه يحتاج إلى إرادة وصبراً ومسؤولية.
ورأى السيد نصر الله أن هذه المعركة ليست لتصفية الحسابات ولا للتسييس ولا لتسجيل النقاط، وأن استمرار السجال لن يؤدي إلا إلى المزيد من الحقد والضغينة بين الناس، مشيراً إلى أن الانتقاد الإيجابي مطلوب لكن الشماتة والسلبية تعبران عن انحطاط أخلاقي.
ودعا السيد نصر الله إلى الإبتعاد عن أي لغة تثير الاحقاد والمشاعر والعداوات والانقسامات، قائلاً “نحن أمام معركة انسانية بالكامل ويجب أن نخوضها بروح انسانية بالكامل، فلا تقسموا “الكورونا” عرقيا ولا دينياً ولا طائفياً ولا مناطقياً ولا إقليمياً”.
وتابع أن الواجب الشرعي اليوم هو الحفاظ على النفس والحياة، وعلى سلامة الناس، وأن من يتخلف عنه فهو ارتكب معصية كبيرة. كما شدد على أهمية الواجب الديني باعتباره أقوى العوامل المساهمة في الانتصار في هذه المعركة.
وطالب السيد نصر الله اللبنانيين الذين يشعرون بعوارض الفيروس أن يكشفون حقيقة الأمر للجهات المعنية، مشدداً على أهمية الشفافية والصدق في هذه المعركة.
وفي هذا السياق، أوضح السيد نصر الله أن وزارة الصحة كانت شفافة منذ اليوم الأول، وكانت تعلن عن الحالات يومياً بمجرد اكتشافها، داعياً إياها إلى الاستمرار في العمل بهذه الروحية مهما كان حجم الوفيات أو الاصابات.
وذكر السيد نصر الله أنه تبين في معركة “الكورونا” أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب هو أكبر كاذب في الكرة الارضية، حيث لديه مصيبة كبرى، إذ أنه في الوقت الذي كان يهون قضية الفيروس خرج حاكم أوهايو ليقول أن لديه في الولاية مئة ألف مصاب.
وطالب السيد نصر الله الناس إلى الإعتبار أنهم في حالة حرب، وأن يمتنعوا عن الاجتماعات واللقاءات والنشاطات، متمنياً تخفيف الواجبات على الناس فيما يخص العزاء والاقتصار بالحد الأدنى من التشييع الممكن إلى حين عبور هذه المرحلة والتي تتوجب ترتيب الأمور تحسباً لأصعب الاحتمالات.
ولفت السيد نصر الله إلى ضرورة التكافل الاجتماعي لمنع أي خلل في الأمن الاجتماعي، إذ على المصارف والميسورين المساهمة وتحمل المسؤولية في هذه المعركة.
وحول ركائز معركة “الكورونا” رأى أنها تحتاج إلى دعاء وصبر وهداية العلماء والأطباء، وكذلك اللجوء إلى الله هو سلاحنا الأمضى فيها.
وانتقد السيد نصر الله الشائعات والأخبار الزائفة، مشيراً إلى أن نشر الهلع والوهن والضعف بين الناس هو جريمة.
وبعيداً عن الكورونا، نفى السيد نصر الله أن يكون حزب الله قد تقدم للحكومة اللبنانية بأي خطة، مؤكداً أن المطلوب اليوم هو خطة تشاركية والجميع مسؤول عن ذلك.
وتابع أن حزب الله لا يمانع أن تتلقى الحكومة نصائح واستشارات من أي جهة في العالم، قائلاً “أي جهة تريد أن تقدم مساعدة غير مشروطة وضمن الضوابط السياسية التي تعتمدها الدولة نحن لا نمانع ذلك”.
وأضاف حزب الله يقبل بمساعدات مشروطة لكن لا تتنافى مع الدستور اللبناني ولا تمس السيادة اللبنانية ولا تتنافى مع المصلحة الوطنية اللبنانية، مشيراً إلى أن المثال على الشروط المرفوضة هي رفع الضريبة على القيمة المضافة أو توطين اللاجئين الفلسطينيين والذان يعدان شرطان لا يصبان في إطار المصلحة الوطنية.
وشدد السيد نصر الله على أن الشروط المرتبطة بالاصلاح ومكافحة الفساد واستقلالية القضاء والشفافية هي شروط ممتازة وقد طالب بها حزب الله مسبقاً، مجدداً دعوته للمصارف إلى المساهمة والمساعدة في التحدي لمنع الانهيار الاقتصادي.
وقال السيد نصر الله أن الشروط المرتبطة بالاصلاح ومكافحة الفساد واستقلالية القضاء والشفافية هي شروط ممتازة وقد طالب بها حزب الله مسبقاً.
وجدد دعوته إلى لمصارف بالمساهمة لمنع الانهيار، مطالباً إياهم بالذهاب إلى رئيس الحكومة لتقديم مساعدة للدولة اللبنانية لمعالجة الأوضاع الصحية والاقتصادية.