نفذت الولايات المتحدة الاميركية عدوانا على العراق فجر اليوم الجمعة، استهدف العديد من مقار تابعة للجيش العراقي والحشد الشعبي وقوات الشرطة ومطار كربلاء المدني، ومواقع أخرى.
وقد استهدف القصف الامريكي في الساعة 1:15 فجر اليوم مناطق جرف النصر، المسيب، النجف، الاسكندرية، وقصفت مقرات للحشد، بالتحديد كتائب حزب الله، وأفواج الطوارئ ومغاوير الفرقة 19 جيش، ومقرات القوة النهرية، والطبابة، والاتصالات والكهرباء ومطار كربلاء المدني قيد الانشاء.
وتجدر الإشارة إلى أن كل المواقع التي استهدفها تدخل ضمن محور “جرف النصر” الذي يعد حزام أمن الوسط، ويتصل بعامرية الفلوجة، والنخيب من جهة كربلاء، وبحيرات وبساتين المسيب والاسكندرية، وصولا الى المحاويل وجبلة.
وكل هذه المناطق كانت حواضن تنظيم داعش الارهابي، والجبهة التي راهنت عليها داعش في زحفها نحو كربلاء والنجف ومحافظات الوسط. وما جعلها حاضنة مثالية للجماعات الإرهابية لكون أغلبها بساتين وبحيرات، وتمثل خاصرة محافظة كربلاء، وقد تم تحريرها من قبل قوات الجيش العراقي والعمليات المشتركة.
وتقول وزارة الدفاع الاميركية ان قصفها لتلك المواقع هو ردة فعل على قصف معسكر التاجي الذي ادى الى مقتل جنود اميركيين وبريطانيين، وتسعى من خلاله التاكيد بأن حرب الاستنزاف لاخراج القوات الاميركية من العراق لن تكون سهلة.
في هذه الاثناء، تتجه الانظار الى رد فعل فصائل المقاومة العراقية حيث من المرتقب ان يكون “قويا وواسعا ودقيقا، ويدفع هذا العدوان، الشعب العراقي من المقاومة المشروعة الى المقاومة الواجبة حتى اخراج كافة جنود الاحتلال الاميركيين من كامل العراق،” حسب بيان المقاومة الاسلامية العراقية – حركة النجباء صباح اليوم.
واضاف البيان، “ان استمرار الامريكان في غيهم واستكبارهم يفتح المنطقة على ابواب من مواجهة تتغير فيها قواعد الاشتباك، والعمل على قاعدة العين بالعين،” وأشار الى ان “المقاومة الموحدة في موقفها ضد الاحتلال الامريكي وجرائمه لن تقبل بعد اليوم الاصوات النشاز التي تصدر من العملاء والخاضعين الخانعين الجبناء.”
وكانت خلية الإعلام الأمني في العراق أعلنت امس الخميس، عن سقوط عشرة صواريخ كاتيوشا داخل معسكر التاجي شمالي بغداد، الذي يضم قوات أميركية.
وعقب ذلك أعلن الجيش الأميركي عن مقتل جنديين أمريكيين وآخر بريطاني وإصابة حوالي عشرة جنود آخرين اثر سقوط اكثر من 15 صاروخ كاتيوشا على معسكر التاجي.
ونقلت قناة الحرة الأميركية عن مسؤول في البنتاغون قوله إن واشنطن ستتعامل مع المخاطر التي تهددها داخل العراق بالطرق المناسبة، مشيراً إلى أن كل الخيارات ستكون متاحة أمام الإدارة الأميركية للتعامل مع التهديد الإيراني في العراق.
وتوعد وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، بمحاسبة المسؤولين عن استهداف قاعدة التاجي وكتب عبر “تويتر”، “لن يتم التسامح بشأن الهجوم القاتل الذي استهدف قاعدة التاجي العسكرية في العراق”.
وأضاف بومبيو أنه اتفق مع نظيره البريطاني دومينيك راب على ضرورة “محاسبة المسؤولين”.
من جهته ، قال الجيش العراقي، إنه فتح تحقيقا في الهجوم الصاروخي على معسكر التاجي شمالي بغداد.
ووجه رئيس الوزراء العراقي المستقيل عادل عبد المهدي بفتح تحقيق فوري “لمعرفة الجهات التي أقدمت على هذا العمل العدائي والخطير وملاحقتها والقاء القبض عليها وتقديمها للقضاء ومهما كانت الجهة”، بحسب بيان لخلية الإعلام الأمني.
وطالبت الخلية “المواطنين بالإدلاء بأية معلومات عن مقترفي هذا العمل”، مؤكدة أنها “اتخذت إجراءات حازمة وستتصدى بقوة لأي استهداف يطال المعسكرات والقواعد العسكرية”.
وقالت الخلية إن “قوات التحالف موجودة بموافقة الحكومة العراقية ومهمتها تدريب القوات العراقية ومحاربة داعش، وليس أي طرف آخر” وأضافت أن هذه الهجمات “تعرقل الجهود” بشأن انسحاب قوات التحالف من البلاد و”تعقد الأوضاع في العراق”.
وبدورها ، أدانت الرئاسة العراقية القصف الذي استهدف معسكر التاجي ، وقالت إن “الاعتداء الإرهابي على قاعدة التاجي العسكرية والذي أدى إلى خسائر في الأرواح وإصابات لعدد من المدربين والمستشارين ضمن قوات التحالف الدولي، هو استهداف للعراق وأمنه”.
وأكدت الرئاسة على ضرورة “إجراء التحقيقات الكاملة للوقوف على خلفياته وتعقب العناصر المسؤولة عنه”.
كما اعتبرت وزارة الخارجية العراقية أن قصف قاعدة التاجي عملاً عدائياً يُقـوض جُهُود مكافحة الإرهاب، مؤكدة أنّها تُتابِع مع السلطات الأمنيّة المسؤولة عن التحقيق لمعرفة المُتسبِّبين بهذا الاعتداء.
من جهته ، رئيس البرلمان العراقي محمد الحلبوسي دعا رئيس الوزراء لاتخاذ اجراءات صارمة لحماية القواعد التي تضم “التحالف الدولي”
وادان الحلبوسي، ما وصفه الاعتداء على قاعدة التاجي ، وقال”ندين الاعتداء على قاعدة التاجي العسكرية العراقية، بقصف بصواريخ كاتيوشا، مما أدى إلى سقوط عددٍ من القتلى والجرحى من المدربين والمستشارين ضمن قوات التحالف الدولي، التي تتواجد بطلب الحكومة العراقية وموافقتها لتدريب القوات الأمنية العراقية، وتقديم الدعم والإسناد في محاربة داعش الإرهابي وملاحقة فلوله”.
دوليا ، طالبت بريطانيا، السلطات العراقية باتخاذ تحرك جدي لمحاسبة المسؤولين عن الهجوم الصاروخي الذي استهدف قاعدة التاجي شمال بغداد.
وقال وزير الخارجية البريطاني دومينيك راب في بيان: “ينبغي أن نعثر على المسؤولين.. أرحب بدعوة الرئيس العراقي لفتح تحقيق فوري لمحاسبة الجناة.. لكن لابد أن نرى تحركا”.
ونددت الأمم المتحدة بالهجوم على معسكر التاجي، قائلة إنه يشتت الانتباه عن التحديات الداخلية العراقية المستمرة التي تهدد بفراغ في السلطة.
وأضافت أن “آخر شيء يحتاجه العراق خلق ساحة للثأر والمعارك الخارجية.”