زهراء شرف الدين- خاص ليبانون تايمز
تحت شعارات مكافحة الفساد والمطالبة بالعدالة الاجتماعية، اندلعت وبشكل مفاجئ مظاهرات في بغداد وعدد من المدن العراقية، لكن ترافق معها عدة نقاط تثير الريبة، وتدعو للتساؤل حول الأسباب والتوقيت والاهداف، وهي:
أولا، كان لافتا ان الدعوات للتظاهر والتي صدرت على مواقع التواصل الاجتماعي كانت يتيمة الام والأب، فلم يتبناها أحد رغم كثافتها.
ثانيا، كمية الشعارات المرفوعة خلال التظاهرات المعارضة لإيران، والداعية لطرد الايرانيين من العراق واحراق الاعلام الايرانية، ودعوة المراجع للوقوف الى جانب الوطنية العراقية ضد التدخلات الايرانية، اضافة الى المطالبة بمحاسبة شخصيات مرتبطة بالحشد الشعبي وقريبة من احزاب داعمة للحكومة ومقربة من ايران.
ثالثا، تحقق التصريح الشهير لزعيم حركة عصائب اهل الحق قيس الخزعلي في 26 آب، والذي قال فيه بأن تحركات بالشارع سوف تنطلق في بداية شهر تشرين اول تحت عنوان محاربة الفساد، ولكنها تهدف الى معاقبة العراق على موقفه الرافض لصفقة القرن.
رابعا، كمية الإشاعات التي تُضخّ في الاعلام العراقي ووسائل التواصل الاجتماعي، أبرزها عن سقوط قتلى من المتظاهرين برصاص جماعات حليفة لإيران.
إن كل هذه النقاط التي تثير الريبة، لا تلغي أحقية المطالب الاجتماعية خصوصا ان الفساد في العراق هو الأكبر في العالم، ما يجعل من الحكومة مسؤولة امام الشعب لمعالجة مطالبهم بهدوء بعيدا عن المواقف الانفعالية.
إنما وبعيدا عن أحقية المطالب، فان السؤال المطروح هو هل ستنجح القوى الخارجية التي اشار اليها رئيس الحكومة العراقي عادل عبد المهدي في احداث الفتن والبلبلة بين ابناء الشعب العراقي بمساعيها لضرب العراق بسبب مواقفه السياسية، سواء المتعلقة بتحالفه مع إيران، او رفضه لصفقة القرن، أو حتى لناحية مواقفه الجديدة المنفتحة اقتصاديا على الصين، وسوريا، ام أن الحكومة العراقية سوف تنصاع لمطالب الشعب، وفي الوقت نفسه تضرب بيد من حديد كل المندسين واصحاب الغايات المشبوهة؟
هذا هو السؤال الاساسي في العراق اليوم على مشارف اقتراب ذكرى أربعين الإمام الحسين، لأن أي خطوة ناقصة من الحكومة ستكون مكلفة للغاية، سياسيا وامنيا واقتصاديا.