نعى الرئيس نبيه بري البطريرك الكاردينال نصرالله بطرس صفير وقال ” عاش من أجل لبنان ومات ليحيا لبنان”.
فجر اليوم الأحد، شد غبطة البطريرك الكاردينال قوس روحه وأطلقها عن عمر مديد في حراسة لبنان وخدمة الكنيسة والرعية.
وكما كانت الولادة في أيار كان الرحيل كذلك. ربيعي الولادة، ربيعي الرحيل، كثير اللبنان كثير الكنيسة فالأمل والرجاء.
مثله كمثل الامام موسى الصدر مثل فكرة القيادة الشعبية والوطنية السياسية والدينية، عمل من أجل الوطن الفكرة والرسالة: الانسان. جسد مشروع التعايش الوطني بين الطوائف والمذاهب والفئات والجهات والشركة الوطنية.
خير خلف لخير سلف البطريرك انطونيوس خريش الذي سعى لأجل لبنان من عين ابل وان تذكرت بقوة فهو – البطريرك الكاردينال صفير – أحد الأقطاب الروحيين الثلاثة الدوليين والعرب واللبنانيين الذي حرص دائماً على سلام لبنان واستقراره فغطى اتفاق الطائف ومصالحة الجبل.
اليوم، يخسر لبنان إحدى بركاته ونعمه وعيونه الحارسة بل أرزاته السامقة التي بقيت تتحدى الريح والأنواء طوال سنوات طويلة.
اليوم، يطوي أحد المشائين في بكركي ووادي قنوبين شراع سفينته ويغادر الميناء وقد كان لا يغادرنا خوفاً علينا من أن نضحي بلبنان من أجل أنفسنا لا أن نضحي بأنفسنا من أجل لبنان.
اليوم، تترك وصيتك فينا: لبنان. لبنان الانموذج للحرية، للكلمة المعبرة عن اننا في هذا الشرق صوت الحق والنور مهما كان الخلاف الذي لا يفسد في الود قضية! هل ان اللبنان قضية؟ هو كذلك. أردناه كما أنت وطناً نهائياً له حدوده السيادية البرية والبحرية والجوية ودائما لم تكن تريد أن ينتهكها أحد… تريد للبحر أن يتلاشى عند اقدام بره وللهواء ان يخفق بالنسيم.
اليوم، أيها الراحل الكبير أيها السيد البطريرك الكاردينال ايها الراعي الذي كنت مسؤولاً عن رعيته تغادرنا وأنت تترك فينا في صرحك وفي جمهوريتنا هذا اللبنان أمانة للغد المقبل، للشرق، للعالم وللانسان الذي هو ثروة لبنان.
أخيراً “من آمن بي وإن مات فسيحيا”… إنّا لله وإنّا اليه راجعون.