كتب زياد الزين
تصيب بعض الشخصيات السياسية اللبنانية ، حالة من الأمراض النفسية ، لعل أبرزها القلق والاكتئاب والخوف من المستقبل ، لأنهم رسموا سياسات التلطي في الأنفاق الطائفية ، اختاروا الظلمة عمدا وليس ترددا باعتبارها مسرح لسياسات الكيدية ، ومراهنة تؤول الى العزف على تطورات ميدانية وسياسية ، تصيب الثنائي الوطني بمرض عضلي يشل قدراته ، ويجعله غير قادر على الجلوس على أي طاولة ، لانتفاء الحضور على المنصة بانتفاء الشروط؛
هذا الانغلاق التام ، واقفال جميع الأبواب أمام أي مبادرة محلية وخارجية ، تعلية السقوف، وتغذية شعارات الطائفة بخطر، لبنان في خطر ؛ يترقب اللبنانيون بحذر بعض الحراك الداخلي من بعض القوى في محاولة رأب الصدع ، فتح كوة في الجدار ، تقريب المسافات، والدفع باتجاه قبول حوار أو تشاور يؤدي الى تغيير العقلية الاختزالية السائدة ، ربما تواجهها احتفالية ، التوافق على مواصفات رئيس للجمهورية ، تدفع باتجاه جولات لجلسات في المجلس النيابي ، يخرج من خلالها الدخان الأبيض ، في ظل دخان انبعاثات التلوث السياسي السائد ؛
الكل على يقين ، أن الحراك الداخلي ، يحتاج الى تلقف مبادرات خارجية ، تقودها دول صديقة ، ليس على قاعدة التدخل بالشأن اللبناني الداخلي، إنما تزخيم وتسريع خطوات اعادة بناء الدولة ومؤسساتها بدءا من انتخاب رئيس للجمهورية ، ومحاولات جدية، لايجاد فرصة لاعادة الهدوء والاستقرار على الحدود ، مع الاقتناع العميق، أن لا نتائج ملموسة يمكن التصويب عليها ، ما لم تعلن الهدنة في غزة ووقف الحرب ؛
نحن ، في حركة أمل، لسنا فقط من شركاء الحراك والتواصل اللبناني والعربي والدولي ، إنما صناع الحدث وآليات التخطيط وأدوات التنفيذ ، لأن ورشة العمل الذهنية القائمة في قصر الرئاسة الثانية ، لا تقتصر فقط على تلقي المعلومة ، إنما صياغة مشروع الحلول الاستراتيجية غير الآنية ، فن التسويق والترويج للخيارات المتاحة ، رفض منطق حفظ عناوين الطوائف ، بل حفظ اتفاق الطائف كمرجعية دستورية لكل الطوائف ، يجدر وضع حد لانتهاكه وعدم التنصل من أن لبنان وطن نهائي لجميع أبنائه ؛
في شأن مواز ، ان الضغوط السياسية ، التي تتعرض لها المفاوضات التي يقودها دولة الرئيس بشأن جبهة الجنوب ، أكبر من أحمال وأوزان صخور الأهرامات، وهي تسقط في اشكالياتها ، بفعل عناد وصبر سياسي عميق ، يغلب لغة الدولة على لغة المصالح ، يتشارك حكما مع تطورات المنطقة ، ولكنه في الأصل والبدء حكاية انتصار …
دمت لنا نواة حكاية كل انتصار من خلدة الى الناقورة…..