لمناسبة الليلة الأولى من ليالي عاشوراء أقيمت ندوة بعنوان:عاشوراء في فكر الامام موسى الصدر وتخللها مداخلة لرئيس الهيئة التنفيذية في حركة امل مصطفى الفوعاني رأى فيها ان الامام موسى الصدر صاحب مبنى فكري ورؤية ايديولوجية عميقة تنبثق من فهم واع ومسؤول للواقع وأن محاولات البعض النيل من مسيرة حركة أمل العقائدية ومن امامها ورئيسها وكوادرها هو دليل اخر على عقم المنطلق ،والجهل المركب ،وهي حركة فوق كل الشبهات وفوق ان ينال منها قلم مأجور أو حبر زعاف …
واستعرض الفوعاني الفهم الحركي الواعي لعاشوراء من خلال ما فهمه الامام موسى الصدر:
“البكاء لا يكفي، الاحتفال لا يكفي، الحسين لا يحتاج الى ذلك، الحسين شهيد الإصلاح، فإذا ساعدنا في اصلاح الأمة نصرناه، وإذا سكتنا او منعنا الإصلاح خذلناه ونصرنا الظالم… والمطلوب عدم الاكتفاء بهذه الاحتفالات كي لا تتحول إلى مراسم شكليّة متحجّرة يختفي وراءها المذنبون ويطهّر الطغاة ذمتهم امام الشعب بحجة حضورهم المأتم؛ ولئلا يصبح البكاء والمشاركة في المأتم بديلا عن العمل وتنفيسا للغضب الثائر والاحتجاج البناء. وانا لا اعترف بالحسينية الا اذا خرجت ابطالا يقاتلون العدو الإسرائيلي وان يخرج من يقف في وجه الظالم ويقول كلمة الحق ويرفض كل انواع الذل والعار والسكوت”.
وفي شأن اخر رأى الفوعاني اننا وأمام الازمات الاقتصادية والاجتماعية التي يتخبط بها اللبنانيون يجب أن تتحمل السلطات المسؤولة والاجهزة المعنية مسؤولياتها في حل مشاكل المواطنين بدءاً من أزمة الرغيف مروراً بالدواء وليس انتهاءً بالمحروقات وما بينهما من عشرات العناوين الاجتماعية، ونؤكد على ضرورة إنجاز الاستحقاقات الدستورية في مواعيدها المقررة،
وانه من المؤسف بحق دولة مؤسسة في الأمم المتحدة والجامعة العربية ومشاركة في وضع شرعة حقوق الانسان أن يتلكأ المعنيون عن إجراء الاستحقاقات الدستورية بمواعيدها وأن يتخلفوا عن تنفيذ الموجبات الدستورية، ويتعمدوا إيقاع البلد في الفراغ في مؤسساته الدستورية القيادية.
وأكد الفوعاني ان الحركة تشدد على التمسك بالحقوق السيادية في البر والبحر والجو، والإسراع بإنجاز الخطوات الآيلة إلى الاستفادة من ثرواتنا في مجال الطاقة، وعدم الخضوع لشروط العدو الصهيوني وحلفائه الدوليين، وضرورة التمسك بإتفاق الاطار والاليات التي حددها، والذي انجزه دولة الاخ الرئيس نبيه بري، مع الإشارة إلى أن وحدة الموقف الرسمي والشعبي اللبناني تبقى عاملاً حاسماً في تحقيق النتائج المرجوة.
وتتمسك الحركة بجميع عناصر قوة لبنان في مواجهة العدوانية الصهيونية
وهذه العوامل متمثلة بثلاثية الجيش والشعب والمقاومة، وهي الكفيلة بتشكيل حزام أمان بمواجهة الكيان الصهيوني الطامع بأرض ومياه وإقتصاد ودور لبنان الحضاري بعد أن اغتصب فلسطين وشرد اهلها، ولتكون قضية فلسطين قضية امتنا المركزية وستبقى في قلب الحركة وعقلها، وأداء مجاهديها والتزامهم، وسنبقى في موقع الرفض لكل مشاريع التنازل والاستسلام والتطبيع مع هذا العدو الصهيوني الذي تتطلب المرحلة منا جميعاً مواجهة مؤامراته وفتنه.
واضاف الفوعاني :تؤكد الحركة على الاستمرار بآليات التنسيق والتعاون بين مكونات الساحة الوطنية وذلك من أجل تجاوز الاستحقاقات والمحطات الصعبة التي يمر بها الوطن.
وأمام الغبار السياسي الكثيف المتزاحم على منطقتنا وبلدنا ومحاولات وضع لبنان تحت مطرقة الجدل التي تؤدي إلى المزيد من الانقسامات وتطفو على سطح أية مسألة أو قضية عناوين التطييف والتمذهب، إن الحركة حريصة بنصها السياسي على تغليب المصلحة الوطنية على ما عداها…