بقلم مدير عام منشآت الزهراني زياد الزين
مع ثبوت الرؤية في التوجه ؛ ودخول البلاد المدار الشمسي الفلكي للاستحقاق الانتخابي ؛ وبدء العد التنازلي للأيام الفاصلة ,، ومع قيام الأجهزة المعنية بتوفير أمن المراكز الانتخابية ، وصولا الى نقاط ولوج أي عمل تخريبي افتراضي، يحبط اندفاعة المواطن بحق التصويت كاحدى أدوات صون العمل الديمقراطي ؛ ويقطع الطريق بالقانون على الراغبين بافراغ الاستحقاق من مضمونه جوائز طردية، بعدما صعقوا بعدم القدرة على تطييره استنادا الى النتائج الهزيلة والخسارة العقيمة في تلطيف لمصطلح الهزيمة البشعة على شاكلة الممولين والداعمين، تنشط مراكز الأبحاث في حسم النتائج، منها مبني على معايير موضوعية وأرقام تفضيلية محسوبة، ومنها ما يمكنن النتائج وفق مرجعية الاهواء السياسية والرغبات والأماني البتراء، وبيع الخلاصات تجارة من نوع جديد ؛ وحيث تنشط بموازاتها ماكينات مدعومة خارجيا توفر لها كافة أحرف الأبجدية التي تتطلبها العملية الانتخابية منها تسخير وسائل الاعلام والمواقع الإلكترونية ووسائل التواصل والاتصال المدفوعة مسبقا، وصولا الى اكبر الحملات الدعائية والاعلانية واوسعها انتشارا، طبعا يراد هنا احداث، انقلاب في النتائج السياسية لصالح مشاريع مرتهنة وتنفيذ أجندات معدة سلفا.
في المقابل هناك ماكينات انتخابية لا ريع لها إلا ثقة الناخب بغض النظر عن البرامج الفضفاضة ووعود كالورود.
ما لا يفهمه كثيرون، ان ارتباط الناس بمشروع حركة أمل هو نتاج عقائدي،ثقافي، يمتد لأكثر من ١٤٠٠ عام، تبلور وتظهر وترجم في ايقاع ملائكي رسمه الامام الصدر، بانتاج فكري إبداعي كسر الجمود الاقطاعي المزمن الذي كان يضرب الجسد اللبناني لانه مرض، يبيت على خلايا حميدة ويستفيق،على خلايا خبيثة.
جمهور حركة أمل لا يمكن ان ينسى او يتناسى ان تحولا متكاملا قد أصبح واقعاً في أن طائفة بعينها لم تعد الكسر بل اصبحت الأس والجذر، في ان مكونا كبيرا لم يعد يعيش الذوبان في الماء المغلي، بل اطارا ناضجا صلبا يستحيل ابتلاعه، وأهميته الموزونة انه لا يسقط اطلاقا مفاهيم التعايش انما يتعطش اليها مع الارتقاء، وصولا لمفاهيم العيش المشترك وكيانية لبنان الوطن النهائي.
ان صندوقة الاقتراع وفق طموحات هذه الشريحة العاقلة الناضجة ليست واجبا ذاتيا وحقا مكتسبا انه خيار إرادي في عدم السماح لأي مشروع آخر ان يغيب مشاهد المقاومة والعز والانماء وحس الانتماء.
أمل ليست ١٥ ايار معطوفة على صفحة جديدة في اليوم التالي، هي كتاب مفتوح على آيات قرآنية فيها “اعملوا” ؛ وترانيم إنجيل فيها ” نور الكتاب “، هي صورة آلاف الشهداء، تحمل على كل كتف العهد لهم والوفاء، وفي مشهد الحرية ، وقفة التزام كامل لمن حمل لواء الحرمان ، فإن حدث في الجنوب فإنه واقعا وبالتأكيد لم يغب في البقاع وعكار والضاحية.
هنيئا لكل عاشق لحروفك، كل عام وانتم بخير