وجد الباحثون أن الموسيقى يمكن أن تكون عاملا مشتتا يدفع الناس إلى التفكير في أشياء أخرى غير مرضهم.
أفاد بحث جديد أن الاستماع للموسيقى يمكن أن يقلل من آلام مرضى السرطان، والأعراض الأخرى غير المريحة.
وقال الخبراء إن الموسيقى يمكن أن تتسبب في جعل الدماغ يطلق مواد كيميائية تجعل الشخص يشعر بشعور جيد، بما فيها الإندروفين وهرمونا الدوبامين والسيروتونين.
ووفقا لصحيفة “ديلي ميل” البريطانية، فقد وجد الباحثون في دراسة أجريت على مرضى سرطان الثدي، أن الموسيقى يمكن أن تكون بمنزلة عامل مشتت يدفع الناس إلى التفكير في أشياء أخرى غير مرضهم.
وقال الخبراء إنه يتم تشخيص حوالي 360 ألف حالة سرطان كل عام في المملكة المتحدة إلى جانب 1.7 مليون حالة في الولايات المتحدة، ومن ثم يمكن أن تكون الموسيقى شكلا رخيصا، ويمكن الوصول إليه بسهولة لتحسين نوعية حياة المصابين بمرض السرطان.
الدراسة التي قادها الدكتور فينج هسيه من قسم الأشعة في مستشفى يوان العام في تايوان، أجريت على 60 مريضا بالسرطان تم تقسيمهم إلى مجموعتين، الأولى استمعت للموسيقى التي قدمها فريق الباحثين تحتوي على مجموعة من الموسيقى الكلاسيكية أو التايوانية أو التقليدية للاختيار من بينها، بينما المجموعة الثانية أعطيت فقط مشغلا للاستماع إلى الأصوات المحيطة بهم، التي ثبت في دراسات سابقة أن ليس لها أي تأثير.
النساء قمن بتصنيف الأعراض المختلفة على مقياس من خمس نقاط بعد إجراء الجراحة، ومرة بعد ستة أسابيع، وبعد 12 وبعد 24 أسبوعا.
وبحسب الدراسة، فقد انخفض متوسط درجات مجموعة العلاج بالموسيقى بخمس نقاط في التقييم الذي استمر لستة أسابيع وحوالي 9 نقاط بعد 24 أسبوعا. كما انخفضت درجات الألم والتعب الكلي في كل تقييم.
في المقابل، زادت درجات الألم وشدة الأعراض في المجموعة الضابطة وكانت أعلى مما كانت عليه في بداية التجربة. الانخفاض “الملحوظ” في مجموعة العلاج بالموسيقى كان سببها أن الموسيقى أنتجت عواطف إيجابية.
وقال المرضى، إن الموسيقى جعلتهم يصرفون تفكيرهم عن الأفكار السلبية للسرطان. وكتب مؤلفو الدراسة: “يمكن للاستماع للموسيقى أن يصرف مرضى السرطان مؤقتا عن ألمهم ويجلب لهم السعادة”.
كما كشفت دراسة أخرى أن 30 دقيقة من الموسيقى يوميا، يمكن أن تحسن من الأعراض وتعطي الأمل في البقاء على قيد الحياة، وتساعد المرضى على تذكر حياتهم قبل السرطان”
وأشار الباحثون إلى أن الموسيقى تؤثر على وظائف القلب والأوعية الدموية والجهاز التنفسي والعضلات والهيكل العصبي والأيض، كما تخفف من حدة التوتر والألم في العضلات.
وقال مؤلف الدراسة الدكتور كوي رو تشو : “العلاج بالموسيقى يمكن أن يستخدمه الناس بسهولة في منازلهم”.
وعلى الرغم من أن النتائج كانت إيجابية وتستند إلى الأدلة الموجودة للعلاج بالموسيقى، إلا أن المؤلفين حذروا من أنها لا تثبت ما إذا كانت الموسيقى لها تأثير على المدى الطويل.