أكّد وزير الخارجية والمغتربين رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل أنّنا “تنازلنا وضحينا وفكرنا بمساحة الوطن وقلنا بأنّنا لا نريد أن ننحصر في مكان واحد ولكن من الواضح بأننا قد أخطأنا”.
وأضاف خلال رعايته عشاء هيئة قضاء زغرتا في “التيار”: “كرّسنا التنوع السياسي بهذه المنطقة بنتيجة الانتخابات وهذا التنوّع يظهر اليوم على الطاولة وعلى المشهد السياسي الزغرتاوي، وهذه هي زغرتا وهذا هو قانون الانتخابات النسبي الذي سمح لكل مناطقنا وأقضيتنا ان تعيش تنوعها اللبناني والتخلص من منطق الاغلبية والاكثرية وان يغلب منطق التعايش والتنوع السياسي بين الطوائف وبين المناطق وهذه هي طبيعة لبنان وهذا هو جماله”.
وشدّد على أنّ “هذا لا يعني بانه لدينا اعداء، نحن عندنا منافسون ولا يمكننا ان نتعاطى مع اي لبناني من منطلق العداوة ولكن نفكر كي نتنافس على الافضل، ومن الطبيعي ان نمد له يدنا لأنه عندما نتنافس هناك امور على الصعيد الوطني يجب ان نبعدها عن صراعاتنا السياسية ونتفاهم عليها، ودائما التيار الوطني الحر يمد يده لكل الناس، هناك أناس لا يبادلوننا مد اليد، ليست مشكلة ننتظر، وسيأتي يوم وسيمدونها لنا، نحن لا نأتي لاي مكان كي نلغي احدا، فهذا البلد لا يمكن ان نلغي فيه أحدا ولا يجوز ان نلغي فيه أحدا، ولكن نحن لا يمكننا ان نقبل بالتسلط او الاحتكار او بالاحادية في هذا البلد، لا على مستوى الوطن ولا الطوائف ولا على مستوى المواطن، نحن نريد ان نكرس التعددية والشراكة في كل منطقة، حتى في الامكان التي يكون فيها التيار أكثرية وأكثرية كبيرة، نريد التنوع لصحة العمل السياسي، التيار لا يعزل ولا يعزل ولا ينعزل، التيار هو رافعة اصلاحية في وجه العقليات المتحجرة”.
وقال: “يقولون بأننا ضد العائلات وهذا ليس صحيحا فنحن ضد العائلية السياسية الذي يعتبرها البعض بأنها ملكيته خاصة به يمكن على اساسها ان يمسك ارادة الناس، ولكن الذي يستحقها بإرادة الناس نحن لسنا ضده والبرهان على ذلك اليوم معنا ميشال معوض الذي اتى من تاريخ سياسي ومن عائلة سياسية ولكن انظروا الى أدائه وكيف يقدم نموذجا حديثا ومتطورا للحياة السياسية في لبنان، وانا لم اتصور يوما بأنه يمكننا ان نكمل بعضنا ليس فقط على المستوى السياسي والانتخابي بل ايضا على المستوى الاقتصادي والانمائي لأننا نواكب التطور بهذا العالم، نحن اصحاب مشروع اقتصادي قائم على الانتاجية النوعية، وليس لدينا اي عقدة بأن نلتقي مع اي شخص يمكنه ان يواكبنا، وليم طوق هو نموذج ثاني، فيصل كرامي هو ايضا نموذج، والكثير من الناس الذين نحلم معهم كيف يمكننا ان نعمل لزيادة الوزنات وليس ان نتكل على ماضينا وصورتنا، ولكي نقول لشبابنا بأننا نمثل النموذج الذي يحلمون فيه. احدهم قال بأن من ليس لديه ماضي ليس لديه لا حاضر ولا مستقبل، انا اقول لكم بأن من لديه هكذا ماضي ليس لديه لا حاضر ولا مستقبل، الماضي هو اساس نتكل عليه لنرى حاضرنا اين وكيف يمكن ان نطور مستقبلنا ولكن لا نكتفي فيه ونتغنى فيه لوحده، على هذا الاساس اقول لكم لدينا تحديات كبيرة ومرحلة صعبة ولكن لقد مررنا بأسوء من هذه المرحلة فلن تصعب علينا هذه، كلنا نعلم بأن البلد يمر بأزمة اقتصادية ليست وليدة اليوم بل وليدة سياسات وسنوات طويلة، نحن على مقربة من استحقاق حقيقي هو استحقاق الموازنة”.
وأضاف: “الاسبوع المقبل يجب ان يكون اسبوع الموازنة ويجب على مجلس النواب ان ينهي في لجنة المال العمل ونذهب الى الهيئة العامة ونبرهن اننا قادرون على الالتزام بسياسة اقتصادية وموازنة تخلص البلد من الحالة التي وصل اليها، المرحلة لا تحتاج الشعبوية يجب ان يكون لنا قدرة على مخاطبة ناسنا وجمهورنا بالحقيقة، لان الحقيقة وحدها هي التي تخلصنا، يجب ان نواجه الناس بالحقيقة الاقتصادية 7,59 في الموازنة لا تكفي يجب ان ننزل عنها، هذه هي الجرأة، السياسة هي ان نواجه الناس بالحقائق ونقدم لهم الحلول ليس ان نعيشهم في الكذبة لنعيش على وهم سياسي وانتخابي لا يدوم، الناس تريد في هذه السياسة ان تعي الحقيقة الاقتصادية المرة. يجب ان نتخذ الاجراءات اللازمة وان لا نتأخر حتى نخلص اقتصادنا وتصمد ليرتنا، القدرة موجودة باقتصادنا وشعبنا وشبابنا، كل مقومات الاقتصاد الناجح موجودة، لكن المشكلة هي بسياسيينا الذين لا يريدون اخذ قرار انقاذي واصلاحي في البلد. تارة نتحجج بفئة شعبية وتارة نتحجج بسياسة مفلسة، انبه وواجبي ان انبه هذا الكلام الشعبي، اقبل ان ادفع ثمنه ولكن نكون عند هل نخلص البلد والاقتصاد والليرة اللبنانية. هذا هو الحل وكلنا امام التحدي في الاسبوع المقبل، سيدر موجود وممكن ان نتكل على امواله، ماكنزي موجود ويمكن ان نتكل على سياساته، لكن من دون اخذ القرار السياسي لا يمكننا فعل شيء”.
وتابع: “علينا اعطاء الاشارة لشعبنا والمجتمع الدولي الذي يريد ان يقرضنا وليس ان يساعدنا، ولكي يبقى من يقرضنا يجب ان نبرهن اننا قادرون ان يكون لنا صدقية وجرأة سياسية لنأخذ القرارات اللازمة. هذا التحدي الكبير لنمتن اقتصادنا ووطننا لاننا مقبلون على تحديات اكبر، ما حصل يدل على ان هناك فتنة تتحضر في البلد وهذا ليس بالشيء الجديد على لبنان من قبل ال75 وبعدها قبل 90 وبعدها، قبل 2005 وبعدها وقبل ال 2017 وما حصل مع رئيس حكومتنا وبعدها، وهذا قبل 30 حزيران عاليه 2019 وبعدها، هناك من يريد رمينا في قلب الفتنة ومن اخراجنا منها، والفتنة هي برفض الاخر والتحريض عليه ونرسم خطوط التماس داخل البلد ونقسم المناطق اللبنانية ومحاربة الفتنة هي بالانفتاح الذي نمارسه والتلاقي ونحن اليوم في التيار الوطني الحر بدأنا نهارنا في طرابلس واكلمناه في عكار وننهيه في زغرتا لنقول ان الشمال كله واحد بفكر لبناني وطني واحد. انتبهوا جديا التقسيميون يتجمعون بتصاريحهم ومواقفهم ولفتاتهم، والتوحيديون يتجمعون ليسكروا التقسيميين في هذا البلد، نحن لسنا اقل من مشروع وحدة لبنان مقابل تقسيم لبنان، نحن اليوم امام لبنان الكبير مقابل لبنان الكانتونات، نريد لبنان 1920 والبعض يطلون من رؤوسهم التقسيمية اليوم لاعادة الرسم على الارض خطوط تماس. نشكر الله ان في زغرتا لا يوجد هذا الهاجس لان كل زعامات وعائلات زغرتا هي مع لبنان الواحد غير المقسم وهذا الامر نحسدكم عليه. وحتى لو اختلفوا في زغرتا يبقى آل فرنجيه ومعوض وكرم وبولس والدويهي كلهم بوحدة لبنان وهكذا نوحد زغرتا ضد المشروع التقسيمي.
وختم: “انتبهوا في كل مرة يتم الكلام عن خطر التوطين من جهة يظهر معه خطر التقسيم من جهة اخرى، الاشارة تأتي من الخارج بمشروع يقول اصحابه ان الفلسطنيين ليس لهم حق العودة وسيبقون في المكان الموجودين فيه، عندما تاتي الاشارة من الخارج تأتي الاشارة من الداخل بكلام تقسيمي بمحاولة عزل المناطق وتقسيم اللبنانيين عن بعضهم، التيار الوطني الحر يكسر كل الحواجز ولا يسمح لاحد بالتدخل في البلد. هذا هو مغزى معركتنا اليوم، سنلاقي اللبنانيين الذين يريدون لبنان واحدا لبنان الكبير، لبنان المسيحي والمسلم العيش الواحد وهم اكثر بكثير من التقسيميين واذكر بكلمة الرائد لبنان اكبر من ام يبلع واصغر من ان يقسم.. هذه كانت معركتنا في 1988 وهذه هي معركتنا في 2020 هكذا انتصرنا وبقي لبنان موحدا وهكذا سننتصر غدا ويبقى لبنان واحدا وكبيرا.