توصّلت دراسة حديثة إلى أن بعض عوراض كورونا طويلة الأمد قد تكون ناجمة عن إتلاف الفيروس لعصب حيوي في الجسم.
ويعتقد العلماء أن التهاب العصب المبهم يمكن أن يفسر بعض النطاق الواسع وغير ذي الصلة للأعراض التي يمكن أن تصيب الناجين بعد أشهر من التغلب على المرض.
“لونغ كوفيد” أو كورونا طويل الأمد، المصطلح الشامل للأعراض التي تتراوح من المشاكل العصبية إلى مشاكل الجهاز الهضمي والقلب والرئة، حير العلماء منذ بداية الوباء. والعصب المبهم هو أطول عصب في الجسم، ويربط بين الأعضاء الحيوية بما في ذلك الدماغ والقلب والرئتين والأمعاء، ويتحكم في العضلات المستخدمة في البلع. ويصفه الخبراء بأنه “الطريق السريع” للجهاز العصبي.
وأجرى علماء من مستشفى في إسبانيا اختبارات على 350 من مرضى كوفيد لفترة طويلة واستجوبوهم عن أعراضهم لتحديد ما إذا كان العصب مرتبطًا بالمشاكل الصحية المزمنة، وأظهرت نتائج تحليلهم الأولي، الذي اعتمد على 20 مريضًا، أن أعراضًا مثل مشاكل الجهاز الهضمي وارتفاع معدل ضربات القلب مرتبطة بتلف العصب المبهم.
وقال الباحثون إن نتائجهم، التي لم تُنشر بالكامل أو تمت مراجعتها من قبل الزملاء، تشير إلى أن التغييرات الهيكلية في العصب المبهم هي سمة “مركزية” للإصابة طويلة الأمد بفيروس كورونا. كما تم ربط الأضرار التي لحقت بالأوعية الدموية التي يسببها فيروس كورونا بشكل كبير بالأعراض طويلة الأمد.
ويعتبر التعب وضيق التنفس وفقدان حاسة الشم أو التذوق من أكثر الأعراض المستمرة شيوعًا. ولفحص دور العصب المبهم – قطره حوالي 3 ملم – لدى مرضى كورونا، قام الأطباء في مستشفى جامعة جيرمانز في بادالونا بتجنيد 348 مريضًا، وكان لدى ثلثي المجموعة أعراضاً مشابهة لتلك التي أصيبت بأضرار في العصب – والتي تحدث عادةً من خلال الجراحة أو الإصابة الجسدية أو الورم.
وشملت هذه الأعراض الإسهال وارتفاع معدل ضربات القلب والدوخة وصعوبة البلع ومشاكل الصوت وانخفاض ضغط الدم، كما أظهرت الاختبارات الإضافية التي أجريت على 22 مريضًا أن أكثر من ربعهم بقليل لديهم عصب مبهم سميك أو ملتهب. ومع ذلك، فقد عانى جميعهم تقريبًا من أعراض تتعلق بضعف العصب المبهم، بما في ذلك الإسهال وارتفاع معدل ضربات القلب والدوخة.
وقال الدكتور ديفيد سترين، المحاضر الإكلينيكي في كلية الطب بجامعة إكستر، والذي لم يشارك في الدراسة، إنها تضيف إلى الأدلة المتزايدة على أن بعض أعراض كورونا الطويلة يتم التوسط فيها من خلال التأثير المباشر على الجهاز العصبي، وفق صحيفة “ديلي ميل” البريطانية.