د-راغدة شمص- ليبانون تايمز
صرخات منذ شهور ونداءات وإستغاثات لا تتوقف، والحياة عند المعطلين لونها زهري.
وبكل الطرق وبكل الأشكال وبجميع الوضعيات وبكل الشروط التعجيزية.
طلع الرئيس المكلف ١٧ مرة ليقدم تشكيلة وتقابل بالرفض.
ونسمع في كل مرة ممن يعطلون الفرح، أنهم يريدون معايير وتشكيلة تحفظ الدستور.
وهل ضمن المعايير والدستور أن تتركوا الناس تجوع وتمرض وتموت؟ وهل حفظ الدستور إلا لحفظ حقوق وحياة الناس؟
حريصون على الدستور ومواده وتتركون المواطن يعيش أسوأ ظروف.
الأطفال الذين لا يوجد لهم حليب، أصبح بعض الناس يغلون الرز ويطعمون زوم الرز ليسدوا جوعهم وبكائهم، وهذا خطر على حياتهم.
هل هناك ظلم أكبر من هذا الظلم؟ الأطفال لا تنتظر إنتهاء إجتماعاتكم وتصوراتكم بمستقبلكم السياسي.
هل أنتم بشر، أم رجالات آلية لا يمشي دم الإنسان في عروقكم؟
لا يجوز أن يبقى لبنان في عهدة من يجهلونه، ومن لا يعرفون كيف يميزون بين مصالحهم وواجباتهم إتجاه الوطن وأهله.
التفاهة والعظمة الفارغة والمناورات والألاعيب من أجل الحصول على حصص.
نناشد الرئيس نبيه بري، والآمال معلقة على مبادرته أن لا يترك العابثين المنقضين على السلطة لمصالحهم، وترك المواطنين بين أيديهم لأنهم لا يعبرون لا عن ضمير ولا طائفة ولا دين.
لبنان يحتاج إلى إنقاذ من رجالات الوطن الحقيقيين مسلمين ومسيحيين، والمطلوب تطبيق وثيقة الطائف والدستور بدل المزايدات والتخلف والجهالة والرجوع إلى العصور الحجرية.
لا أمل إلا بصحوة متجددة من مسؤولين شبعانين حب الوطن والعطاء والعلم والأخلاق والضمير والصدق، يعطون لبنان ولا يأخذون منه، ويعيدون الزمن إلى زمن الدولة وكرامة الإنسان.