دعا نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى العلامة الشيخ علي الخطيب الى “الشفافية والحزم في كشف المتسببين والمتورطين عن الكارثة الانسانية في مرفأ بيروت، على ان تطال الادعاءات كل مسؤول ومقصر ومهمل تسبب بهذه الكارثة وفق اليات منطقية واثباتات قانونية تعتمد القوانين بعيداً عن الكيديات والحسابات السياسية”، مؤكدا أن “التوسع في التحقيقات ضرورة ملحة تستوجب كشف كل المتورطين في احضار المواد المتفجرة وتخزينها وصولا الى حصول الكارثة”.
في المقابل حذر الخطيب خلال خطبة الجمعة من المس بلقمة الفقراء ودوائهم بحجة ترشيد الانفاق، ونسأل الحريصين على هؤلاء الفقراء “اين كان حرصكم عندما وضعتم سلعا استهلاكية تصنف على انها كماليات في سلة الدعم الحكومي، واين حرصكم على المال العام في احتكار التجار للسلع المدعومة وبيعها خارج لبنان، واذا كنتم شفافين وفوق الشبهات فلتعلنوا عن اسماء اللصوص الجدد من المحتكرين والفاسدين الذين يجنون الثروات على حساب تجويع الناس”.
وأشار الخطيب إلى أنه “ما نزال عند موقفنا ان الاصلاح ضرورة وطنية لاعادة الثقة بين المواطن والسلطة، وان الاصلاح ينطلق من القضاء النزيه البعيد عن التدخلات والضغوط السياسية، وبمقدار ما يتسم القضاء بالشفافية والنزاهة والحزم في تطبيق القوانين، فان مسيرة الانقاذ تسلك مسارها الصحيح، وما يسري على القضاء ينطبق على كل القطاعات والمؤسسات العامة في انتهاج سبيل العدل والانصاف حتى نثبت لانفسنا ان نزعة الخير ما تزال حية فينا، وحتى نستعيد ثقة الخارج بنا ونرمم ما تهدم من انعدام ثقة المواطن بالمسؤول”.
وأكد الخطيب باننا “لا نطمح ان يرتقي بعض السياسيين في لبنان الى مستوى التضحيات التي بذلها شعب لبنان وجيشه ومقاومته في سبيل دحر الاحتلال والعدوان وحفظ الامن والاستقرار، ولكن خطورة المرحلة التي يعيشها الوطن وشعبه تستدعي منهم ان يتنازلوا لما فيه مصلحة في ابقاء لبنان موحدا وقويا بوجه الحصار الاميركي الصهيوني ليكون بمنأى عن رياح الفتن التي تعصف بالمنطقة”، طالبا منهم “الاسراع في تشكيل حكومة انقاذية اصلاحية تضع في صلب برنامجها انقاذ الاقتصاد الوطني واستعادة المال العام المنهوب ولجم التدهور المعيشي، وليعلم الجميع ان مصلحة لبنان وشعبه فوق كل الاعتبارات السياسية والمصالح الحزبية، وسفينة الوطن مهددة بالغرق اذا استمرينا على هذا المنوال من سياسة النكد والتسويف والتحاصص، فاذا غرقت لاسمح الله فان الجميع غارقون لا محال”.
ورأى الخطيب ان المرحلة تقتضي منا رص صفوفنا وتقوية جبهتنا الداخلية حتى لا نترك للعدو مجالاً للنفاذ إلى داخلنا وضعضعة هذه الجبهة.