احرزت دولة الإمارات المرتبة الثالثة بين البلدان العربية التي اصدرت اتفاقا للتطبيع مع العدو الاسرائيلي بعد مصر والأردن، وذلك بعد إعلان اتفاقها امس مع “إسرائيل”.
وأعلن ولي عهد أبوظبي محمد بن زايد آل نهيان، أمس الخميس، إنه تم الاتفاق، في اتصال هاتفي، مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب ورئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، على إيقاف ضم “إسرائيل” أراضي فلسطينية.
ويضم التطبيع، اتفاق محمد بن زايد وترامب ونتنياهو، على مباشرة العلاقات الثنائية الكاملة بين “إسرائيل” والإمارات.
وقال بيان مشترك بين أمريكا و”إسرائيل” والإمارات، إن هذا الإنجاز الدبلوماسي التاريخي أن يعزز السلام في منطقة الشرق الأوسط.
اتفاقيات التطبيع، او كما يصفها الامريكيون والاسرائيليون بـ “مبادرات السلام” مع الاحتلال الإسرائيلي كانت حاضرة منذ عقود، رغم الحروب التي شهدتها المنطقة.
وفيما يلي ابرز ملفات التطبيع مع العدو الاسرائيلي منذ تسعينيات القرن الماضي.
مصر .. كامب ديفيد:
وقعت مصر مع الاحتلال الإسرائيلي على “معاهدة السلام المصرية الإسرائيلية” في 26 مارس 1979، في حفل ضم الرئيس المصري الراحل أنور السادات ورئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي مناحيم بيغن، بإشراف الرئيس الأمريكي جيمي كارتر.
وتألفت الاتفاقية من مقدمة و9 مواد، مع ملاحق ووثائق خاصة بالترتيبات الأمنية وتطبيع العلاقات، والانسحاب الإسرائيلي من سيناء.
المعاهدة أثارت غضبا واسعا رسميا وشعبيا في الدول العربية التي شهد العديد منها تظاهرات منددة بالاتفاقية التي وصفت بأنها خيانة.
وكان من نتائج المعاهدة تعليق عضوية مصر في الجامعة العربية ونقل مقر الأخيرة من القاهرة إلى تونس.
أما السادات فقد دفع حياته ثمنا للاتفاقية والخيانة بالتعامل مع العدو الاسرائيلي، إذ اغتالته مجموعة تنتمي لجماعة الجهاد الإسلامي أثناء احتفال بمناسبة حرب تشرين التي خاضها الجيشان المصري والسوري، وكانت أول معركة يحقق فيها العرب إنجازا عسكريا في مواجهة “إسرائيل”.
الأردن .. وادي عربة
جاء الأردن في المرتبة الثانية، بين الدول العربية التي طبعت مع العدو ووقعت ما سموه “معاهدة سلام مع إسرائيل”، بعد مصر.
الاتفاقية حملت اسم المكان الذي تم توقيعها فيه، وادي عربة الواقع على الحدود الأردنية الفلسطينية المحتلة، ووقعها في 26 أكتوبر عام 1994، كل من رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي إسحاق رابين، ورئيس الوزراء الأردني عبد السلام المجالي، وظهر الملك الأردني حسين بن طلال وهو يصافح الرئيس الإسرائيلي عايزر وايزمان، تحت إشراف الرئيس الأمريكي بيل كلينتون.
وجاء في اتفاقية التطبيع أن البلدين يهدفان “إلى تحقيق سلام عادل ودائم وشامل في الشرق الأوسط، مبني على قراري مجلس الأمن 242 و338 بكل جوانبهما”.
وتألفت المعاهدة من بند و30 مادة تطرقت إلى كل تفاصيل تطبيع العلاقات من “إقامة السلام” و”علاقات حسن الجوار” إلى الترتيبات الأمنية والتشريعات والزراعة والبيئة والمياه .. وغيرها.
وجاءت الاتفاقية بعد نحو عام على المصافحة التاريخية التي ضمت الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، ورئيس الوزراء الإسرائيلي إسحاق رابين، والتوقيع على إعلان مبادئ عرف باسم اتفاقية أوسلو.
أوسلو .. عرفات ورابين
بعد اعتراف متبادل بين “إسرائيل” ومنظمة التحرير الفلسطينية ومفاوضات شهدتها مدينة أوسلو النرويجية، تم توقيع الاتفاقية التي حملت اسم أوسلو رغم أن حفل توقيعها كان في حديقة البيت الأبيض في واشنطن وبإشراف ومباركة الرئيس بيل كلينتون.
ففي 13 سبتمبر 1993، تم توقيع اتفاق “إعلان المبادئ الفلسطيني – الإسرائيلي”، عن الجانب الفلسطيني محمود عباس أبو مازن وعن الجانب الإسرائيلي وزير الخارجية شمعون بيريس، بحضور عرفات، ورابين والرئيس كلينتون.
وتألف إعلان المبادئ ذاك من 17 مادة و4 ملاحق. وكان الهدف منه حسب نصوصه هو أن تؤدي المفاوضات إلى إقامة سلطة ذاتية انتقالية فلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة لفترة انتقالية لا تتجاوز الخمس سنوات، تؤدي إلى تسوية دائمة تقوم على أساس قراري مجلس الأمن 242 و338.
يشار الى انه قبل التوصل إلى توقيع اتفاقات بين الدول العربية والاحتلال الإسرائيلي، كان ثمة تفاوض ولقاءات مستمرة سرية في معظمها، وكذلك كانت ثمة مبادرات طرحت بهدف “تحقيق السلام” في المنطقة، أبرزها المبادرة التي طرحتها السعودية بعد سنوات قليلة على كامب ديفيد.
ففي قمة فاس عام 1981، طرحت السعودية مبادرة باسم “مبادرة الملك فهد للسلام” ونصت على “حق كل دول المنطقة في العيش بسلام”، ولكن رفضت المبادرة كل من سوريا والجزائر وليبيا والعراق.
وفي قمة بيروت عام 2002، عادت السعودية لتطرح التطبيع او كما يحلو لحكام السعودية المتغاضين عن القضية الفلسطينية وحق الشعب الفلسطيني بالعودة الى ارضه وطرد المحتل، فطرح انذاك ولي العهد السعودي فهد بن عبد العزيز (الملك لاحقا) ما اسماها بـ مبادرة “للسلام”، التي اعلن عنها باسم “المبادرة العربية للسلام” التي نصت على الموافقة على “التطبيع الكامل مع “إسرائيل” مقابل السلام” وقد وافقت عدد من الدول العربية جميعها على المبادرة.