طلال نجم
بعد أن تولّى موقع “التيار الوطني الحر” الإخباري مهمّة تشويه تحركات الناس في الشارع في تشرين الاول لتبييض صفحة العهد، والوصيّ عليه جبران باسيل، انتقل الى مهمة جديدة اليوم عنوانها “إستهبال اللبنانيين”، واذا كانت الأمراض لها دواءها، الّا أن الغباء لا دواء له.
ربّما محقّ جورج عبيد في مديح سلطانه، فهذا السلطان عوّد تابعيه على كيل المديح مقابل الوظائف، والرواتب، وبعض الفتات الذي يخلّفه وراءه، لذلك اطلق عبيد العنان لمخيلته البرتقالية فكتب توهمات يظنها في عقله المريض أنها يمكن أن تنطلي على عاقل، فكان مقال فيه الجمل منثورة، والأفكار مكسورة، والمنهجية مفقودة، والدقة غير موجودة، وامانة النقل في خبر كان، فأنتج خلطة سياسية مالية اقتصادية تراءى له أنه بها يمكن ان يغلب الحقائق والوقائع حول الدولة وأدوارها، لذلك وجب إيقاظه من حلمه، وتذكيره بوقائع وأرقام، بعيدا عن التهيئات والاحلام.
إسمع يا جورج ..
إن أول من تمرد على شرعية الدولة وسعى لضربها هو من احتل قصر بعبدا في العام 1989 وقصف لبنان شعبا ومؤسسات طمعا بالسلطة ونهب اموال البسطاء ممن صدقوه ونقلها الى فرنسا ليتنعم بها، وبعد عودته من المنفى لم يتحمل الا مسؤولية فرط الصف المسيحي ومحاولة ركوب موجة انقسام هو اطلقها فقط ليصل الى السلطة.
إن معزوفة الإنجازات العظيمة التي حققها “القوي” في الطاقة والكهرباء جعلت اللبنانيين يشتمون المسؤول على ضوء الشمعة، والإنجازات في الخارجية كانت بتحويل المغتربين الى مصدر للمال، وعندما احتاج المغتربون حضن وطنهم، رفض الباسيليون بحجة “نقل الكورونا”.
ولأن كثرة الكلام لا تحتاج الى دليل، إليك يا جورج أرقام لبنان بالفساد، في أعوام العهد القوي، العهد الذي يحمل معزوفة الإنجازات، فإليك بعضها. مركز لبنان في العام 2016 كان 136، وفي العام 2017 أصبح 143، وفي العام 2018، 138، من ضمن 180 دولة، وهذا الرقم وضع لبنان ضمن الدول الأكثر فسادا في العالم، بنسبة فساد وصلت الى 77 بالمئة عام 2016، و79 بالمئة عام 2017، و77 بالمئة عام 2018، ومثلها عام 2019، مع العلم أن النسبة التي تزيد عن 75 بالمئة فهي تعني أن هذه الدول فاسدة حتى العظم، ولكي لا تقول أنها “ورثة” الحكم السابق، فيكفي تذكيرك أن مركز لبنان في العهود السابقة كان أفضل بكثير، ولك ان تراجع الأرقام.
انتبه يا جورج انه اذا كانت كل القوى السياسية في جهة واحدة فهذا لان الجهة الثانية لا تمتلك بحصة حق تسند خابيتها المكسورة بسبب طموح وطمع صهر جشع لا يشبع، وُلد التعطيل في الدولة لاجله، والتعطيل في التعيين لاجله، واليوم بهاجم المطالبين، وهو اكثرهم نهما على المناصب.
إن الفساد يا جورج هو أن تعد كتاب الإبراء المستحيل ثم تبيعه لاجل تحالف رئاسي، والفساد والكذب هو أن تصالح “القوات” لأجل أصوات نوابها في انتخابات الرئاسة، ومن ثم الطعن بهم عند المفترق الاول، والحقارة يا جورج هي أن تقود حربا بوجه شخصية ما لاجل تنفيع مصرف لك من الهندسات المالية… قد نملّ من العدّ
إن محاولة دق اسفين مع رئيس الحكومة والتملق له معروفة دناءتها ومعروف كيف يتعاطى القوي مع رئيس الحكومة، أما محاولة شق الصف الوطني وتصوير الواقع على غير حقيقته إن في العلاقة مع سوريا أو حزب الله فخيّط بغير هذه المسلّة، اذ نعرف من نحن في المقاومة والعلاقة مع سوريا ودورنا في بناء الدولة وحماية مؤسساتها وانتظام عملها، ونعرف تلطّي القوي بالمواقع والمناصب لهدم الدولة ومرتكزاتها.
وما في الناسِ أجهلُ من غبيٍ … يدومُ له إِلى الدنيا ركونُ.