خلود شحادة- ليبانون تايمز
هلع كبير استحكم بالشعوب على اختلاف الدول كان سببه انتشار فيروس كورونا في الصين، الذي دفع دول العالم من أوروبا الى الولايات المتحدة الأميركية والدول العربية الى رفع مستوى الجهوزية والحذر لتلقّف وصوله الى بلدانهم وانتشاره بين المواطنين.
في لمحة سريعة لتاريخ هذا الفيروس، ترجع بنا الذاكرة الى انتشار الكورونا مسبقاً في الصين والذي عرف بـ “فيروس السارس”، والذي أصيبت به الحيوانات وانتقل الى الانسان، لكن عملية انتشاره كانت محدودة ولم تكن واسعة النطاق. بالاضافة الى انتشار كورونا الجمال في دول الخليج، والذي انتقل من الجمال الى مربيهم، وقد اثبت قدرته الخفيفة بانتقاله من انسان الى آخر.
أما كورونا الحديث، والذي تعاني من انتشاره الصين اليوم، فقد أوضح الأخصائي في الأمراض الفيروسية الدكتور عبد الرحمن البزري بحديث خاص لموقع ليبانون تايمز أنه “يصيب أنواعا من الأفاعي والتي يعتمدها بعض سكان الصين كغذاء، مما ساهم بانتقاله الى الانسان”.
كورونا الذي ظهر في سوق السمك في ووهان، أحد أكثر المدن الصينية شعبية، ساهم بانتشاره وجود سوق لبيع اللحوم المهربة بطريقة غير شرعية مما يطرح احتمالات حمل هذه الحيوانات لأمراض مختلفة.
وأشار الدكتور البزري الى أنه “حتى اللحظة لا زالت نسبة الوفيات قليلة خاصة أن معظمها سجل عند الأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة، الا ان انتشاره سريع بسبب عوامل عدة منها السياحة الكبيرة بالصين والاكتظاظ السكاني”.
وعن اجراءات وزارة الصحة الاحترازية التي تتخذها لمنع وصوله الى لبنان وكشف الاصابة، لفت البزري الى أن “الوزارة تتبع اجراءات في المطار من تعبئة الاستمارات لمعرفة ان كانوا قد دخلوا الى الصين من شهرين اضافة الى الفحص الشعاعي”، مضيفاً أنه “بحال الشك بحالة مصابة فهناك غرف مجهزة لاستقبالهم فور وصولهم الى لبنان ان كان في مستشفى رفيق الحريري الحكومي أو في مستشفيات اخرى لديها القدرة على الاستيعاب”.
واضاف: “طلبت وزارة الصحة الفحوصات من منظمة الصحة العالمية والتي تخولها تحديد الاصابة، اضافة الى فحوصات الحمض النووي الأساسية التي تخولنا تحديد الاصابة”، مشدداً على أن “لبنان بمنأى عن انتشاره ولكن الاحتياط واجب”.
وعن عوارضه أوضح الدكتور البزري أن “الاصابة به تترافق مع ارتفاع شديد بحرارة المصاب، مصحوبة بعوارض الانفلونزا وأحياناً الاسهال والتقيّؤ”. اما سبل الوقاية فتتلخص بحسب الدكتور البزري “بعدم الاختلاط بالمصابين بالأمراض التنفسية، غسل اليدين جيداً، والوقاية من الاصابة بأي نوع من الانفلونزا”. وشدد على أنه “لا يوجد علاج مباشر، ولكن هناك أدوية تعالج العوارض حالياً”.
بين أراء تلوّح بأن يكون كورونا “بفعل فاعل” وأخرى تؤكد أن مصادر الغذاء عند الشعب الصيني –بمعظمه- والتي تعتمد على الحشرات هي السبب، نحن أمام خطر يحدق بدول العالم كافة يحتّم على الدول عموماً والدولة اللبنانية خاصة أن تبقى على أهبّة الاستعداد لمواجهة خطر انتشاره في بلد لا ينقصه ما يزيد من مآسيه.