زهراء شرف الدين – ليبانون تايمز
لبنان بلد التقلبات، بالطبع لا تقتصر تقلباته على الامور الامنية والسياسية والاقتصادية فحسب، انما امتدت لتطال مناخه، وكما كل شيء فإن اللبناني يبدي تذمره ايضا لتقلبات الطقس ان كان في نفس السنة او بين سنة واخرى، هو يعي كيف يستفيد من كل لحظة، فتراه يقضي اوقاته، تارة في المطاعم الساحلية المفعمة بالدفئ وطورا على ثلوج جبال لبنان القارسة، ولكن هذه التناقضات تختلف حدتها من سنة الى اخرى.
في هذا السياق يرى رئيس فرع الري والارصاد الجوية في مصلحة الابحاث العلمية الزراعية الدكتور ايهاب جمعة ان “مشكلة المناخ لا يمكن ان تعرف بسنوات قليلة، اما بالنسبة للرأي العام هناك مشكلة بتقدير الكلام العلمي الذي يرتكز على حقائق معينة، في وقت ان العلم يرتكز على التجربة”، موضحا انه “لكي تدرس حالة تغير المناخ يجب ان تدرس لعدة سنوات عندها يستنتج ما اذا كان هناك تغير ام لا، لذلك لا يمكن تحديد حالة الطقس الا من خلال العلم، وفي العلم هناك التحاليل العلمية، والمقاييس، ومعطيات مناخية مأخوذة ليس من مصدر واحد فحسب بل من عدة مصادر لتظهر النتيجة التي سنصل اليها”
اما في ما خص السنوات الماضية واحاديث الناس عن تغير في حالة الطقس في لبنان اوضح جمعة انه ليس له اي اساس من الصحة علميا.
اما عن تحول طقس لبنان اكد انه امر غير صحيح، وبالرغم من مرور عدة سنوات بدرجة اعلى من الجفاف الا انها ليست معيارا، والدليل تنوع النباتات والاشجار المثمرة عبر الفصول والتي تعتبر المؤشر الطبيعي للمناخ ويرتكز عليه”. والسؤال الذي يطرح في هذا السياق، هل ستصبح اراضي لبنان الزراعية رمالاً، وهل ان البقاع سيتحول من تراب الى صحراء من رمال؟
الاجابة كانت انه في حال اصبحت كذلك فهذا لا يحصل الا بعد ملايين من السنين.” واوضح انه “تم البدء بفكرة تدهور الاراضي ثم التصحر ثم تطورت واصبحت تغير في المناخ، وما يحصل في لبنان هو تدهور الاراضي بسبب عدم وجود ادارة جيدة ولا علاقة له بالمناخ.
لا يكفي لبنان تدهور وضعه الاقتصادي الا ان التدهور امتد للأراضي بشكل عام والتي بدورها اثرت بشكل كبير على طبيعة المناخ اللبناني، وبهذا نرى ان طقس لبنان يتقلب من سنة واخرى، علّ المسؤولين يعوا اهمية المحافظة على الطبيعة اللبنانية ليحافظ لبنان على جمال طقسه وتعدد فصوله، فما عاد ينقصه نكبات جديدة.