مقدمة المنار:
اِنَها صفعةُ عينِ الاسد الايرانية التي وضَعَت ادارةَ دونالد ترامب وحلفاءَها في عينِ العاصفة… فلم ينتهِ تَعدادُ ضَحايا القاعدةِ الامريكيةِ المعنويينَ والنفسيينَ، واِن أُخفيَ ضَحاياها من العسكريين، ومعَ كلِ يومٍ تدخُلُها الكاميراتُ لِنقلِ حجمِ الدمارِ، تنتقلُ ازمةُ الجيشِ الاميركي وهيبتُهُ المكسورةُ الى دَرَكٍ جديد..
القواتُ الاميركيةُ ليست معتادةً على هذا النوعِ من الضَرَبات، كما قالت مراسلةُ الـ”سي ان ان” الاميركية، فعادةً هم يبادرونَ بالهجوم، لكننا بِتنا في زمنٍ جديدٍ بعدَ اغتيالِ الشهيد قاسم سليماني ورفاقِهِ كما قالَ الامينُ العامُّ لحزبِ الله سماحةُ السيد حسن نصر الله، وباتَ الجنودُ الاميركيونَ الخائفونَ كما يروونَ هُم، تحتَ مرمى الصواريخِ المُرعِبَة..
حالٌ ممتدةٌ الى حلفائِهِم منَ العسكريينَ الدانماركيينَ الذين كانوا في القاعدةِ المستهدَفَةِ بالصواريخِ الايرانية، وادلَوا بشهاداتِ الرعبِ الحقيقية، وهم ينتظرونَ الآنَ قدومَ الاطباءِ النفسيينَ للتعافي من هذهِ التجرِبَةِ الصعبةِ كما وصَفوها..
اما رُعبُ الاسرائيليينَ فلا يوصف، وهُم الواقعونَ بينَ صدى الصواريخِ الايرانيةِ وصدى خِطابِ الامينِ العامِّ لحزبِ الله سماحةِ السيد حسن نصر الله، الذينَ دعا محللوهُم وخبراؤهُم العسكريونَ الى اخذِ خِطابهِ على محملِ الجِد، فرسائلُهُ سُمِعَت ومُفادُها اَنَ الكِيانَ العبريَ تحتَ انظارهِ كما قالَ المحللونَ الصهاينة..
في لبنانَ لا داعي للتحليلِ في مسارِ الازمةِ الاقتصاديةِ والماليةِ المتفاقِمَة، ومعَ الاستمرارِ على هذا المنوال، فاِنَ المستقبلَ القريبَ سيكونُ خطيراً بحَسَبِ رئيسِ مجلسِ النواب نبيه بري، الذي اعتبرَ أنَ الأزمةَ الاقتصاديةَ غيرَ المسبوقةِ في تاريخِ لبنانَ نِصفُ أَسبابِها سياسية، وأولُ الحلولِ السيرُ بحكومةٍ في اسرعِ وقتٍ ممكن.
حكومة يريدُها الرئيسُ بري من وزراءَ لديهِم الكفاءةُ لإنقاذِ البلد، متسائلاً: لماذا يُقَيِدُ رئيسُ الحكومةِ نَفسَهُ بأمورٍ لا يَفرِضُها الدستورُ ولا الاعراف؟
الرئيسُ بري الذي استقبلَ مساءً رئيسَ الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط ، كانَ أكدَ أنَ كُتلة التنمية والتحرير النيابيةَ ستُصوِتُ للحكومةِ، لكن ليسَ من الضَروري ان تُشاركَ فيها كما قال ..
مقدمة الجديد:
على قَدْرِ اهتمامِ بريطانيا العُظمى بمفاوضاتِ الأمير هاري معَ جدّتِه الملِكةِ اليزابت في قصر ساندريغهام اليومَ لتسويةِ الحربِ الأهليةِ يأتي خبرُ “البركست” السياسيِّ الذي سيُعلنُه “أميرُ” التيار جبران باسيل غدًا مِن قصرِ ميرنا الشالوحي وبما توافرَ مِن استقصاءٍ عن مؤتمرِ الثلاثاءِ الإستراتيجيّ فإنَّ باسيل سيُعلنُ ما كانَ مُعلنًا سابقًا: لن نَتدخّلَ في أسماءِ الحكومة.. واعتبرونا غيرَ موجودين.. أما الثقةُ فنقرّرُها تَبَعاً للتشكيلةِ ونوعيتِها. لكنَّ الطارىءَ الوحيدَ أنّ باسيل سيتوجّهُ بكلامٍ يَخُصُّ دياب الذي ووَفقًا لمصادرِ التيار يؤلّفُ وحيداً.
حاصرْ حِصارَك لا مفرُّ.. في حلْقةٍ تمتدُّ مِن التيارِ إلى رئيسِ مجلسِ النواب نبيه بري معطوفًا على رئيسِ الحِزبِ التقدميِّ الاشتراكيِّ وليد جنبلاط.. حيثُ “التّم الشامي على المغربي” ومعا لسدِّ طريقٍ تلةِ الخياط بالسواترِ السياسية. ومن علاماتِ الساعةِ لدى بري أنه يريدُ حوكةَ حسّان دياب ولا يريدُها.. يتطلّعُ إليها حكومةً تحارِبُ الفساد لكنّها تضمُّ سياسيينَ مِن صنّاعِ الفساد.. لا يريدُ أن يُقيّدَه دياب ويتّهمُه بتقييدِ نفسِه.. قائلاً إذا كانَ هو لا يريدُ أن يَمشيَ معي فأنا سأَمشي معه غيرَ أنّ الشروطَ التي يُعانيها بري اليومَ هي نفسُها كانت قد نُسّقت معَ الرئيسِ المُكلّف.. وجرت تسميتُه على أساسِ حكومةِ اختصاصيين خبراءَ ومُستقلين.. وإذا بالانقلابِ يَحُلُّ على المُكلّفِ قبلَ أن يَستكمِلَ التأليف اِستغلّتِ السلطةُ بمكوِّناتِها كلِّها ظرفاً إقليمًا وانسلّت منه إلى بدعةِ التكنو سياسية لكأنّها لم تقرأْ في كتابِ السابعَ عَشَرَ مِن تِشرين.. ولم يكن مِن شوارعَ غاضبة.. ولا مواطنيينَ فَقدوا مَداخيلَهم وأَرزاقَهم وصارَت عُلمتُهم بنِصفِ قيمتِها. لم تُعرِ السلطةُ الناسَ قيمة.. وظلّت الى تاريخِه تفرِضُ شروطَها.. بذريعةِ “لمّ الشمل” فيما طلَبُ المتظاهرينَ الأولُ هو “تفريقُ” هذا الشملِ الذي تسبّب بالخراب. وبشملِ بري جنبلاط هذا المساء بعدَ قِمةِ ” الصمودِ والتصدّي “كشف زَعيمُ الحِزبِ التقدميِّ عن اتصال مع اللواء جميل السيد وابلاغه عن اسم المرشح الدرزي وقال جنبلاط ان عملية التشكيل لها اصول وفروع .. وسنكون خلال هذه النشرة مع رد للواء السيد .
واعترف جنبلاط أنّ الحَراكَ “أسقطنا” لكنَّه لم يقدّمْ حلاً ولا خُطةً لكيفيةِ الوصولِ إلى الحُكم وقال إنه لا يمكنُ أن يبقى البلدُ بهذهِ الحال مِن الانحلال وإذا بقينا على المنوالِ نقسِه يزدادُ الفراغ. هذا الفراغُ لن يعودَ فراغاً لا سيما في ثلاثاءِ الغضب.. والشارع سيتخذ المبادرة على الارجح لان فرصة الاشهر الثلاثة لم تعد قابلة للتجديد
مقدمة LBC:
في ميزان استعادة الثقة والامل, وضعت المملكة العربية السعودية وزناتها: قالت لمواطنيها لبنان آمن فعودوا اليه, وقالت للبنانيين تعالوا نعيد احياء اللجنة العليا اللبنانية السعودية, لنبحث في اكثر من عشرين اتفاقية بالغة الاهمية, فنعيد احياء ما صدر منها ونفعله, ونعمل على التفاوض على الاتفاقيات الاخرى.
وزنات الثقة السعودية, لا بد ان تريح اللبنانيين التواقين لاستعادة الثقة بدولتهم, وهم باتوا اليوم اكثر من اي وقت مضى بحاجة لابتكار معادلة, يتوحدون تحت مظلتها ولو على مضض, فيكافحون الفساد الذي اصبح اكثر اعدائهم فتكا بهم.
فلا يكفي ان يقف ممثلو الامة امام اللبنانيين, يشكون الفاسدين والمفسدين عبر الشاشات, ولا يكفي استعراض الفضائح التي لو حصلت في اي دولة في العالم, لاطاحت حكومات ورؤوس كبيرة, لأن المطلوب اليوم,على الاقل شعبيا, المحاسبة, على ما فات من نهب للدولة وعلى ما يمكن ان يأتي.
على مدى يومين, لم تبق فضيحة إلا وكشفها شاهد من أهل بيته, اما الناس فكانت تسأل: وهلق من بحاسب؟
هذه المحاسبة لكي تحصل, عمودها الفقري حسابات الدولة, والتي اعلن النائب حسن فضل الله, ان رئيس مجلس النواب نبيه بري طالب وزير المال علي حسن خليل باعادتها الى المجلس, اي الى السلطة الرقابية.
لكل من هذه الحسابات الإثنتي عشرة متى وصلت الى ساحة النجمة, تقرير, بالوثائق والمستندات والمصاريف, سيعرض على النواب, اما عبر اللجان النيابية المختصة واما في الجلسات العامة، وهنا تكون المحاسبة السياسية. اما المحاسبة الفعلية فلن تأتي الا عبر القضاء, الذي ان عدل لما حمى احدا ممن اغرقنا في الديون.
لحظة تسليم هذه الحسابات سنترقبها ونلاحق يومياتها لانها لحظة الحقيقة, التي ينتظرها اللبنانيون, فمنها وعبرها نبني دولة أو نبكي دولة من على اطلالها.
اطلال زاد من بشاعتها, ملف التوظيف الذي تسرب عبره الاف الموظفين المدعومين سياسيًا الى القطاع العام المهترىء اصلا.
مقدمة OTV:
فجأة، عادت الحركة… لكنها حتى الآن بلا بركة.
فغداً، موقف وصف “بالنوعي”، من المرتقب أن يعلنه باسم التيار الوطني الحر وتكتل لبنان القوي الوزير جبران باسيل.
واليوم، كلام صريح من رئيس مجلس النواب نبيه بري، جاء فيه: “لا أريد لحسان دياب ان يقيدني ويقيد نفسه، فإذا كان لا يريد أن يمشي معي فأنا سأمشي معه”.
أما حزب الله، فيكرر على لسان أكثر من مسؤول، دعوته إلى الإسراع في تشكيل حكومة إنقاذية توقف النزيف، لأن “الوضع لا يحتمل كيديات أو تصفية حسابات”.
أما مساء، فسجلت زيارة قام بها النائب السابق وليد جنبلاط لعين التينة، فُهِم منها ألا حكومة في الأفق، وأن التعويل على عودة الرئيس سعد الحريري لتصريف الأعمال بجدية أكبر من جهة، وعلى إقرار الموازنة في المجلس النيابي من جهة أخرى.
وأصرَّ جنبلاط على عدم المشاركة في الحكومة، لكنه كشف في الوقت نفسه أنه سمى أحد الوزراء ليتولى الحقيبة الدرزية في حكومة الثمانية عشر وزيراً إذا شكلت، وأنَّه عيَّن ضابط ارتباط سياسي مع الرئيس دياب هو مستشاره رامي الريس، كما تواصل مع اللواء جميل السيد الذي يلعب دوراً في عملية التشكيل.
يبقى سمير جعجع الذي يبدو حتى اللحظة في موقع المتفرج، مع تغريدات وتصريحات متقطعة، بين الحين والآخر.
هذا في السياسية. أنا اقتصادياً ومالياً، فالتراجع مستمر، لكنَّ خمسين بالمئة من التدهور سببه سياسي، كما قال الرئيس بري اليوم… علماً أن أزمتين صحية وتربوية لاحتا في أفق الأزمات اللبنانية اليوم.