خاص ليبانون تايمز ـ بتول فواز
“تنفست الرياضة الصعداء”، فإجتماع أركان الاتحاد اللبناني لكرة القدم مع ممثلي الأندية، من رؤساء وأمناء سرّ، قد أسفر عنه “بادرة خير”، خاصة لمن يطالب بعدم إلغاء الدوري للعام الحالي.
شهد مقر اتحاد اللعبة حركة غير مسبوقة لانتشال الموسم من المجهول، بحثاً عن صيغة ترضي معظم الأطراف، أو أقله “لمن إستطاع إليه سبيلا”، فالأكيد أنه لا إلغاء للبطولة التي ستُستكمل وفق معايير مختلفة وتتناسب مع الظروف الراهنة.
صادق الاتحاد في تعميمه اليوم على مقترحات الأمس، إلغاء كافة المباريات التي أقيمت في بطولة كأس لبنان وبطولة الدوري العام للدرجتين الأولى والثانية خلال الموسم 2019/2020، إلغاء كافة القرارات الانضباطية في كافة مباريات البطولات التي أقيمت خلال الموسم 2019/2020، دعوة الأندية إلى إبداء رغبتها في المشاركة في الدوري العام للدرجات الأولى والثانية والثالثة في مهلة أقصاها 15-1-2020، على أن توضع الأنظمة الفنية لها بعد تحديد عدد الأندية المشاركة فيها، إيقاف العمل بنظام الهبوط في كافة الدرجات وإعتماد نظام الصعود إستثنائياً في الموسم الحالي فقط، مع غياب المشاركة الأجنبية في الدرجتين الأولى والثانية.
الحلول المُقترحة يجدر أن تترافق مع إنفراجات في السياسات المصرفية، لضمان استمرار البطولة، حتى بالصيغة الجديدة، إلى جانب ايجاد حل للنقل التلفزيوني غير المتوفر حسبما تتناقل الأوساط الرياضية، فضلاً عن الوضع الأمني المتردي، والذي سيُغيّب الحضور الجماهيري.
في هذا الصدد، الحكم الدولي رضوان غندور، في حديث خاص لموقع ليبانون تايمز، أكد أن الحل لا يكمن إلا بتوافق الأندية على صيغة معينة ترضي شتى الأطراف، وأضاف: الأندية الكبيرة (العهد-الأنصار-النجمة-شباب الساحل والبرج) لديها رغبة مرفقة بالأمل لخوض البطولة وإحراز الألقاب، مع العلم أن ناديي العهد والأنصار هما الأكثر ضرراً من التوقيت المحتمل للموسم الحالي (شهر شباط) نظراً لمشاركتهما في فعاليات بطولة كأس الاتحاد الآسيوي 2020، أما الأندية المتبقية (شباب البرج- السلام زغرتا- طرابلس-التضامن صور- شباب الغازية- الأخاء الأهلي عاليه-الصفاء) لديها الكثير من المشاكل الداخلية مع اللاعبين، إضافةً إلى التهديد الدائم بالهبوط، والتسلّح بضيق الأزمة المالية لعدم إستكمال الدوري، واصفاً إياها “بالتلميذ الكسول الذي يفرح لإقفال المدارس”.
وتابع: الاتحاد يبذل جهداً ليحصد اتفاقاً بين الأندية على صيغة واحدة، لعدم تقديم شكاوى في “الفيفا” مما يعرّض الموسم للإلغاء الكلّي، وهذا ما لا يرغب به القيمون على اللعبة وجمهورها، فالمشاركة الإختيارية هي بمثابة الهروب إلى الأمام.
وحذّر من إعتماد سياسة عدم الهبوط لأنها تساهم في زيادة العبء، وتلغي المنافسة بين الأندية الكبيرة والصغيرة، قائلاً: نحن نسعى لتقليص عدد الأندية، وما سنصطدم به الموسم المقبل هو دوري مؤلف من 14 نادٍ.
وعن استحقاقات المنتخب اللبناني في أواخر آذار/نيسان، المؤهلة إلى بطولة كأس العالم 2022 وكأس آسيا 2023، تساءل غندور: إذا توقفت البطولة في أي بلد في العالم لمدة اسبوع، يتضرر المنتخب والاندية كافة، فكيف بدوري ومنتخب علّق أنشطته لمدة 3 أشهر؟ فاللاعب يحتاج إلى شهر ونصف الشهر لاستعادة لياقته البدنية، مما سيؤثر على أدائه في أرضية الملعب.
وعن استئناف البطولة بغياب اللاعبين الأجانب، حذّر الحكم الدولي من تراجع المستوى الفني للأندية الكبيرة، نظراً لأداء لاعبيهم الاجانب والإضافة المميزة التي يشكلها حضورهم في صفوف الفريق.
وشدد على أن الحل المتفق عليه ليس الأمثل، لكن الإستكمال “بمن حضر” أفضل بكثير من الإلغاء لأنه بمثابة جريمة، داعياً وزارة الشباب والرياضة إلى دعم الإتحادات الرياضية على الصعيد المادي، وعدم الانجرار خلف السياسات التقشفية التي من المرجح أن تطال القطاع الرياضي.
أمام الأندية 5 أيام لحسم مصيرها، المشاركة أو الإعتكاف، هذا المشهد يعطي الموسم الحالي شعار: كرة القدم لمن يرغب.