زهراء شرف الدين – ليبانون تايمز
2019 كان من الاعوام العاصفة بالاحداث، وبالرغم من انقضائه حمّل حقائبه بثقل للعام 2020، فنقل الكثير من ملفاته العالقة اليها.
كثرت الاحداث الامنية وكان ابرزها في شهر آذار، حيث قتل متطرف يميني 50 شخصا في مسجدين في مدينة كرايستشيرش بنيوزيلندا، ومع ذلك، وبعد حادثة المسجدين حطمت الانفجارات أجواء عيد الفصح المجيد في العاصمة السريلانكية كولومبو، وفجرت القنابل في الكنائس والفنادق من قبل إرهابيين إسلاميين زعموا أنهم أرادوا الانتقام لضحايا هجمات كرايستشيرش المسلمين، وأسفرت عن مقتل أكثر من 250 شخصا، والى الان، تشهد البلاد نزاعات طائفية.
صراعات الناقلات النفطية
قامت البحرية البريطانية باحتجاز ناقلة النفط الإيرانية في تموز قبالة سواحل جبل طارق في البحر المتوسط للاشتباه بانتهاكها العقوبات التي يفرضها الاتحاد الأوروبي، بنقلها نفطا إلى سوريا، في المقابل احتجز الحرس الثوري الإيراني، بعد أسبوعين من ذلك، ناقلة نفط بريطانية، تسمى ستينا إمبيرو، قرب مضيق هرمز، متهما إياها بانتهاكات بحرية، وما زال التوتر مستمرا.
هجوم أرامكو
بضربة واحدة انخفض إنتاج النفط العالمي بنسبة 5% حين وقع هجوم على منشأتين نفطيتين رئيسيتين تابعتين لشركة أرامكو في بقيق وخريص شرقي السعودية في أيلول، تبنته جماعة الحوثي اليمنية، وادى الهجوم إلى تقليص إنتاج المملكة من النفط بنحو 50%.
توتر اسرائيلي فلسطيني دائم
اغتال الصهاينة القيادي في سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي بهاء أبو العطا وزوجته في غارة جوية على قطاع غزة في تشرين الثاني، كما استهدفت عضو المكتب السياسي للحركة أكرم العجوري بقصف منزله في دمشق، فقتلت نجله ومرافقه.
وعقب اغتيال أبو العطا واصل الجيش الإسرائيلي التصعيد والقصف على قطاع غزة على مدى ثلاثة أيام، في حين أطلقت المقاومة صواريخها على بلدات ومدن العدو الإسرائيلي، إلى أن توصل الجانبان لاتفاق تهدئة توسطت فيه الحكومة المصرية.
الحرب في سوريا لم تنته
بالرغم من تقليص المساحة المسيطر عليها من قبل تنظيم داعش الارهابي في سوريا بعد حرب استمرت حوالي ثماني سنوات حتى الآن، الا ان المنطقة الشمالية الشرقية من البلاد تعرضت في تشرين الأول لمزيد من الضربات، بحيث قام الرئيس الأميركي دونالد ترامب بسحب جنوده بشكل غير متوقع، فيما أرسل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان القوات التركية عبر الحدود، لاتخاذ إجراء ضد من وصفهم بـ “الإرهابيين الأكراد”، وبعدها قامت تركيا باعلان انطلاق عملية عسكرية شرق الفرات تحت عنوان عملية “نبع السلام.”
كذلك قتل في ادلب السورية أبو بكر البغدادي، زعيم تنظيم الدولة الإسلامية، في غارة أميركية على مقر إقامته.
احداث دامية بالعراق
أنهت السنة احداثها الامنية في العراق بداية من خلال الضحايا الذين سقطوا جرّاء التظاهرات الشعبية، ومن ثم لقي 25 شخصا على الأقل، في كانون الاول مصرعهم، وأصيب نحو 51 آخرين في غارات جوية أميركية على مواقع لحزب الله العراقي في محافظة الأنبار.
بالانتقال الى المشهد السياسي، وفي بداية عام 2019، أعلنت الولايات المتحدة انسحابها من معاهدة الصواريخ متوسطة وقصيرة المدى، مشيرة إلى انتهاك روسيا لهذه الاتفاقية، ومن جهتها، وصفت موسكو المزاعم الأميركية بأنها لا أساس لها من الصحة.
في نيسان، فاز فلاديمير زيلينسكي في الانتخابات الرئاسية الأوكرانية، متغلبا على بترو بوروشينكو، وكان من بين الوعود الرئيسية للزعيم الجديد تحسين الوضع في دونباس وتطبيع العلاقات بين كييف وموسكو، ولكن لم تتمكن موسكو وكييف من الاتفاق، إلا أنهما قررا مواصلة الحوار.
وايضا في نيسان أدرجت الولايات المتحدة الأميركية رسمياً الحرس الثوري الإيراني على لائحة المنظمات الإرهابية الأجنبية وسط مناكفات لم تنته.
اما في بريطانيا فالحدث الأبرز كان استقالة رئيسة الوزراء تيريزا ماي في حزيران لتترك مهامها الرسمية لبوريس جونسون، بعد مجاذبات لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي ولكن الى الان لا تزال المملكة المتحدة عضوا في الاتحاد.
وفيما خص القضية الفلسطينية عقد مؤتمر البحرين يومي 25 و26 حزيران الذي دعت إليه المنامة وواشنطن والذي يعرف باسم “ورشة عمل السلام من أجل الازدهار بهدف التشجيع على الاستثمار في الأراضي الفلسطينية”.
وقد أثار هذا المؤتمر الجدل في الأوساط العربية، ورفضت بعض الدول المشاركة فيه خوفا من تطبيق ما يسمى بـ”صفقة القرن” على أرض الواقع.
وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب قد وقع في اذار إعلانا يعترف بسيادة إسرائيل على هضبة الجولان السورية.
وكانت تونس على موعد آخر مع التاريخ حين فاز قيس سعيد القادم من خارج المنظومة السياسية والحزبية برئاسة الدولة بنسبة فاقت 70% من مجموع الأصوات.
وفي نهاية العام صدرت أحكام قضائية سعودية بإعدام خمسة، لم تتم تسميتهم، من الضالعين في قضية قتل الإعلامي السعودي جمال خاشقجي، وهي الأحكام التي فجرت حملة تشكيك في نزاهتها من قبل منظمات دولية.
بالانتقال الى فنزويلا نصب خوان غوايدو نفسه رئيسا على فنزويلا، بدعم من الولايات المتحدة وعدد من الدول الأوروبية، إلى جانب جميع دول مجموعة ليما باستثناء المكسيك، أما روسيا فقد أيدت الرئيس الحالي نيكولاس مادورو، ولم تهدا الاحتجاجات بها، مما ادى الى دخول البلاد في أزمة.
وكذلك في هونغ كونغ حيث يحتج مئات الآلاف من الناس على ما يرون أنه تأثير بكين المتزايد على المدينة، في البداية، كانوا ينادون بإلغاء قانون لتسليم المجرمين إلى الصين، لكنه تحول الآن إلى حركة أوسع تركز على الديمقراطية وحقوق الإنسان وسيادة القانون.
في بوليفيا، تحدى المحتجون شرعية فوز الرئيس إيفو موراليس الانتخابي، حتى أجبر على التنحي.
ولم تسلم مصر من موجة الاحتجاجات حيث خرجت مظاهرات في القاهرة والإسكندرية ودمياط للمُطالبة بعزل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وإسقاط النظام.
كذلك اندلعت احتجاجات عارمة في أنحاء مختلفة من الهند رفضا لقانون الجنسية الجديد الذي وضعته الحكومة القومية الهندوسية برئاسة ناريندرا مودي وأقره البرلمان، والذي يقول منتقدوه إنه يقصي المسلمين ويقوض الدستور العلماني للدولة.
العواصف المناخية…
رغم الاحداث العاصفة نشبت ثورات مناخية شكلت مصدر قلق كبير، حيث حدثت فيضانات هائلة في ايران جراء الأمطار الغزيرة، واجتاحت عدة محافظات منها.
اما اعصار دوريان فقد ضرب جزر الباهاماس وولايات عدة في جنوب شرق الولايات المتحدة.
واشتعلت حرائق الغابات وتفاقمت على الأرجح بسبب تغير المناخ، بشكل سيء، فاستعرت حرائق غير مسبوقة في غابات الأمازون المطيرة، اما في فرنسا فاندلع حريق هائل في كاتدرائية نوتردام في وقت كانت تحت التجديد وبلغ مجموع التبرعات حوالي 700 مليون يورو لإعادة البناء، وامتدت الحرائق الى نهاية عام 2019 حيث اندلعت النيران في جنوب شرقي أستراليا، واسفرت عن تدمير عشرات الممتلكات.
عام 2019 من الاعوام الثقيلة، جلب معه المؤامرات السياسية والامنية وكذلك البيئية، وعلى ما يبدو ان بعضها لن ينتهي بسرعة، على امل ان يحل عام 2020 ضيفا خفيفا، ويغرس الخير والسلام والامان بين الجميع.